من هنا تكتسب الأرض عبقها، من تاريخ يعود بنا إلى خمسة قرون ونيف، عندما ارتفع صوت الأذان من مسجد البدية لأول مرة موحداً اسم الله العلي القدير.
على بعد 38 كم إلى الشمال من مدينة الفجيرة ينتصب مسجد البدية، أقدم مساجد الدولة، حيث لا يمكن لعابر الطريق قاصداً مدينة دبا التاريخية، إلا أن يستوقفه عمران المسجد البازلتي المربع وقبابه الحلزونية المحاطة ببرجين اتخذا شكلاً أسطوانياً، واستخدما لأغراض المراقبة وحراسة القرية.
رغم ما طرأ على جدران المسجد من تغيرات، إلا أنها لا تزال تردد صدى التكبير والتهليل. موادها الخام محلية صرفة، من حجارة البازلت التي استُخدم فيها الطين المحروق كمادة رابطة للبناء.
في المسجد قاعة صلاة رئيسة تميزت بعمود دائري مركزي، قسم فراغ القاعة إلى أربعة مربعات متقاربة الأبعاد، لتعلوها أربع قباب.
يستوعب المسجد خمسين مصلياً في قاعته الداخلية التي تمتاز بأربع أقواس تقسم فراغ المسجد إلى أربعة أقسام غير متساوية وغير متعامدة، في حين يتسع المسجد لمئة وخمسين مصلياً في ساحته الخارجية.
يطالع الزائر لوحات جصية مربعة التكوين يتخللها الهواء وتسمح بالإضاءة المباشرة، إضافة إلى وجود زخارف بارزة تسمى «المقرنصات» تقع في أركان الجدار المتصلة بالقباب.
ويوجد أيضاً بئر ماء على مقربة من المسجد وشجرة سدر معمرة.
محمد عيد-الرؤية