عقد نادي الفجيرة ظهر أمس مؤتمراً صحفياً في فندق سيجي الديار لتقديم المدير الفني الجديد الأرجنتيني دييجو ارماندو مارادونا ، وحظي المؤتمر بحضور مميز من العديد من الصحف العالمية ووسائل الإعلام.
وحوّل مارادونا المؤتمر الصحفي إلى تظاهرة في حب الإمارات، حيث عبر عن مشاعره تجاه الدولة التي لم يرَ مثلها في العالم، مثلما قال.
قال مارادونا: «أنا ابن الإمارات، لدي ألف مكان في العالم لكني اخترت هذا البلد ولن أتركه مهما عرضوا علي من مغريات».
وكشف: «عندما كنت في الأرجنتين، جاءني عرض من الصين، السوق الصيني يشتري في هذه الأيام كل شيء في كرة القدم، كان ردي أنا ملتزم بكلمة مع الإمارات وأنا ممتن لها كثيرا، هذا ما علمه لي والدي، أن لا أكون جاحدا، الإمارات أنقذتني من بلاتر وجروندنا (رئيس الاتحاد الأرجنتيني السابق) وفتحوا لي الباب عندما كان مغلقا.
وأكد مارادونا أن تعاقده مع الفجيرة لا يتعلق بالمال بل بالمشاعر وحبه لكرة القدم. وعبر مارادونا كذلك عن سعادته بالتواجد في الفجيرة، مؤكدا أن تعاقده مع نادي الفجيرة بمثابة التحدي له خاصة وأنه يبحث عن مجد جديد، وأضاف: مثلما كنت لاعباً من قبل مع نابولي الإيطالي وصنعت فريقا كبيرا، أخوض التجربة هذه المرة من موقع المدير الفني لفريق الفجيرة الذي لا يقل عن الفرق الكبيرة من حيث المنشآت والبنية التحتية أو المستوى الذهني والفني للاعبيه، وأضاف: سعادتي كبيرة بالعودة إلى التدريب مجدداً.
وقال خلال الاجتماع مع المسؤولين بالنادي: «وجدت التفاؤل الكبير في كلماتهم، والرغبة الكبيرة في عودة الفجيرة إلى عالم المحترفين، فضلاً عن الاهتمام بقطاع الناشئين بالنادي ليكون الدعامة الرئيسية للفريق في المستقبل».
وقال مارادونا أيضا: «الفجيرة لا يقل عن أي فريق كبير في العالم من حيث المنشآت والبنية التحتية والفكر، طموحي ان أحقق النجاح في عملي وألبي رغبة مسؤولي النادي، كل ما حدث لي في السابق اصبح في الخلف، الآن أمام عيني يوجد الفجيرة فقط، وسوف أعمل بجدية مع مسؤولي الفجيرة كي نصنع فريقا كبيرا ونستقطب لاعبين يضمنون لنا المستوى العالي، وبعد ذلك نكون مستعدين للمنافسة مع أي خصم».
وتابع مارادونا: «عندي مشاريع كثيرة، لكن الفجيرة الآن هو مشروعي الأول ومتفرغ له تماما وسأركز في المرحلة المقبلة على احتياجات الفريق من لاعبين جدد ومعسكر خارجي، أريد أن أصل به إلى مرحلة يستطيع فيها هزيمة أي فريق يريد الفوز على الفريق الذي يدربه مارادونا».
وذكر «الأسطورة» أنه بالفعل باشر مهامه الرسمية مع الفريق عقب عودته من كونجرس «الفيفا» الذي انعقد مؤخرا بالبحرين وطلب الكثير من البيانات عن اللاعبين فضلا عن دراسة وبحث مستقبل الفريق واحتياجاته للموسم الجديد والمعسكر الإعدادي.
كما تطرق إلى اختياره للفجيرة وتركه الكثير من العروض المغرية بقوله: أنا بصراحة ابن دبي والإمارات التي تضم جميع شعوب العالم في الألفة والمحبة وأرغب بشدة في إكمال مسيرتي في هذا البلد المضياف بالرغم من أن لدي اكثر من ألف مكان في العالم ولكني اخترت هذا البلد الذي أجد فيه كل الراحة والحرية والأمان ولن أترك الإمارات مهما عرضوا علي في الخارج من عروض، كما أن للإمارات وشعبها ديناً في عنقي.
وبسؤاله عن تجاربه قال : تجربتي مع المنتخب الأرجنتيني لم تكتمل ، كان هناك مشروع كبير جدا لكنه انقطع في منتصف الطريق، أما تجربتي مع الوصل فقد كنا في طريقنا لبناء فريق كبير ولكن شخص ما خدعني، عموما سأنسى كل ما حدث لي من اجل النجاح في الفجيرة والاستمرار معهم لسنوات عدة.
وعن رؤيته للكرة الإماراتية خلال فترة تواجده في الدولة أكد الأسطورة مارادونا أن اللاعبين المواطنين تغيروا نحو الأفضل.
آراء سريعة
} أكد مارادونا انه سيختار اللاعبين الجدد بنفسه وبالتشاور مع الإدارة «بعيداً عن أي وسيط، لان وكيل الأعمال كل ما يهمه رصيده في البنك، ولا ينظر إلى مستوى اللاعب ومدى الاستفادة الفنية التي سيجنيها من هذا التعاقد».
} وعن سبب عودته للتدريب بعد غياب خمس سنوات، قال مارادونا: «هناك الكثير من العوامل، اشتقت كثيراً إلى الملعب، أريد أن أعيش كرة القدم من جديد، ليس من خلال التلفزيون كمشاهد بل في الملعب».
} وعن سبب تفضيله عرض الفجيرة اكد مارادونا: «بالنسبة إلي الموضوع لا يتعلق بالمال، يتعلق بالمشاعر، وحبي لكرة القدم».
} أكد مارادونا أن تجربته مع نابولي الذي لعب له من 1984 حتى 1991 كانت مميزة، وقال «ما فعلناه مع نابولي كان شيئاً صعباً جداً، صنعنا فريقاً قوياً بمساعدة أشخاص يعيشون كرة القدم منذ سنوات طويلة، كان هناك 100 ألف متفرج يرافقونني في جميع المباريات. أتذكر أن أشخاصاً كثراً ساعدوني، ولم اكن لأنجح من دونهم، نعم أنا كنت في الصورة، لكن مارادونا وحده لا يستطيع فعل شيء، مارادونا كان بجانبه لاعبون كبار، وإداريون كبار، والجمهور الذي لم يفارقني في أي مكان».
معضلة الكرة اللاتينية
قال ماردونا عن أسباب تراجع مستوى الكرة الأرجنتينية في الآونة الأخيرة: تراجع المستوى ليس في الأرجنتين فحسب بل على مستوى القارة اللاتينية والدليل تراجع نسبة اللاعبين البرازيليين والأرجنتينيين المتواجدين في الدوريات الأوروبية والذين لا يزيد عددهم الآن على 10% وذلك بسبب قلة المواهب وعدم الاهتمام بقطاع الناشئين وبالأمس كنت أتحدث مع رئيس اتحاد الكرة الأرجنتيني خلال زيارته لي في منزلي عن هذه الأسباب.
المجد من طرفيه
رداً على سؤال متى يكون مدرباً مشهوراً بعدما كان في السابق لاعباً مشهوراً قال دييغو أرماندو مارادونا:
من الصعب جداً الحصول على المجد من داخل الملعب أو من خارجه، هناك فارق بين الاثنين، ولكن أنا علي أن أعمل وأجتهد حتى أصل إلى المجد من طرفيه، على أن أعرض كل ما أملك من خبرات في تصرف اللاعبين.
وفي حديث آخر، قال: كرة القدم لا تعرف الخوف بل المتعة، وتابع: أنا عمري 56 سنة ولا أستطيع للأسف العودة إلى اللعب، لذلك فإن أمر تحقيق الألقاب يعود إلى اللاعبين الذين أدربهم وأعطيهم أفضل ما كنت أتدربه وما أعرفه عن كرة القدم حتى يستفيدوا.
اليماحي: مارادونا يريد تكرار تجربة نابولي في الفجيرة
توجه ناصر اليماحي رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة بالشكر والعرفان لصاحب السمو حاكم الفجيرة وولي عهده والشيخ مكتوم بن حمد الشرقي رئيس النادي على دعمهم اللامحدود لقطاع الرياضة، حتى أضحت الفجيرة محط أنظار وقبلة للعديد من الفعاليات والبطولات العالمية، مشيراً إلى أن التعاقد مع دييجو مارادونا يعد بداية مرحلة جديدة من الطموحات الكبيرة لنادي الفجيرة .
وأضاف اليماحي قائلاً: عندما جلسنا مع أسطورة الكرة الأرجنتينية وطرحنا عليه مشروعنا وأحلامنا وجدنا منه حماساً كبيراً لأن ذلك توافق مع رغبته بخوض تجربة جديدة في دوري الهواة، وهو كنجم كبير يحب دائماً التحدي ويملك الكثير من الإصرار، وله رصيد طويل من التجارب الناجحة خلال مسيرته كلاعب وكمدرب، ولماذا لا يكرر مع الفجيرة ما فعله مع نابولي الإيطالي كلاعب عندما قاد الفريق للفوز بالدوري الإيطالي مرتين وكأس الاتحاد الأوروبي.
وواصل بالتأكيد على أن انضمام نجم كبير بحجم مارادونا إلى نادي الفجيرة يعد مكسباً كبيراً، ليس فقط للنادي ولكن لكرة القدم بشكل عام وإضافة كبيرة تساهم في زيادة الإثارة لدوري الهواة، كما سيجذب الجماهير للمدرجات فضلاً عن اهتمام ومتابعة وسائل الإعلام العالمية للبطولة لأن اسم مارادونا يساوي الكثير والكثير في ملاعب كرة القدم سواء كان لاعباً أو مدرباً، وأشاراليماحي إلى أن المفاوضات معه لم تستغرق وقتاً طويلاً لأنه عندما استمع إلى أفكارنا وخططنا المستقبلية وزار النادي وتفقد المنشآت أبدى الكثير من الحماس للعرض الذي تقدمنا به، وتم توقيع العقد ليبدأ نادي الفجيرة مع أسطورة كرة القدم العالمية أهم فصول تاريخه من أجل العودة للمحترفين.
الفجيرة:نزار جعفر-الخليج