لم يعلم الضحية عبد الله أن جلوسه وسط جلسة تسامر على شاطئ مظلات الفصيل بإمارة الفجيرة ستؤدي إلى مقتله طعناً بسكين حاد نفذت إلى صدره وخاصرته لتكون نهاية مؤلمة، مازالت فصولها تسرد لغاية اليوم في أروقة المحكمة.
قصة مفجعة تسرد تفاصيلها «البيان» لشاب عشريني في مقتبل عمره يجد في الصحبة والأصدقاء ملاذا للمرح والعفوية والتسامر والبُعد عن الروتين اليومي، ففي شهر ابريل من العام الماضي وفي ذاك المساء المشؤوم تلقى عبدالله اتصالا يدعوه للقدوم عند شاطئ الفجيرة والاستمتاع بإعداد وجبة العشاء في الهواء الطلق.
لم يمانع عبد الله في تلبية دعوة صديقه المدعو (ع.م.ر) مواطن، ليهم بركوب سيارته والتوجه بها الى الشاطئ الذي يتوسط مدينة الفجيرة، ترجل من سيارته وبدء يتعاون مع صديقه في إعداد عدة الطبخ وتجهيز الطعام، فسحة ليلية وجد فيها عبدالله وصديقه فرصة للترويح عن نفسيهما ينسيان معها تعب اليوم ومشقته، جلسا معا وسط اجواء وطقس معتدل تغطيه نسائم الهواء العليل، ورائحة الفحم المشتعل تعبق بالمكان، اجواء ساحرة جعلت من الأحاديث فرصة للفضفضة بينهما، حديث يجر الآخر وامور شخصية تتكشف بينهما أبعدت السكينة والهدوء الذي كان يغطي المكان، شرارات النقاش باتت تشتعل بينهما واحتدم النقاش وتفاقم الأمر، حتى باتت الأمور خارج السيطرة.
ولَم تستطع الأجواء الساحرة ان تهدئ من روعهما، او ان يتنازل الصديق عن موقفه المندفع عندما قرر ان يستل سكينا من عدة الطبخ ليسددها مرتين باتجاه عبدالله الذي تلقاها بعنف في صدره وخاصرته، غضب عارم حول جلسة عشاء الى جريمة قتل مفجعة.
من هول الفاجعة ركب القاتل سيارته وفر من المكان، لم يستدر لم يتراجع.. قرر الابتعاد وترك صديقه عبدالله غارقا في دمائه وحيدا يصارع الألم. لم يرد عبدالله الاستسلام وقرر ان ينهض ويحاول ان ينجو بحياته، ركب سيارته وحاول قيادتها لبضع مترات، الا انه لم يستطع السيطرة عليها حتى هوت به المركبة في احدى المنحدرات على الشاطئ، ليبقى يصارع الألم وشدته، حيث لاحظ وجوده احد المواطنين واسرع بإبلاغ اجهزة الأمن بالفجيرة، بوجود شخص ملقى بسيارته، وبه آثار دماء، وعلى الفور هرعت سيارات الشرطة للموقع مساء يوم السبت في تمام الساعة 11:45 مساء.
تم نقل عبدالله المصاب بطعنات نافذة إلى مستشفى الفجيرة، بواسطة الإسعاف الوطني، إلا أنه فارق الحياة بعد وصوله متأثرا بإصابته الخطيرة. وتمكنت شرطة الفجيرة في غضون 8 ساعات من التوصل إلى قاتل صديقه وهو مواطن ويدعى (ع.م.ر)، ويبلغ من العمر 21 عاماً، واثناء التحقيقات اعترف القاتل بأنه كان بصحبة صديقه المجني عليه، حيث كانا يقومان بتحضير وإعداد وجبة العشاء على شاطئ البحر، وحصل خلاف بينهما لأسباب شخصية، دفعته إلى أخذ سكين وطعن صديقه، ومن ثم توجه إلى سيارته، وغادر المكان. وعند تقديمه للمحاكمة، خلال جلسة محكمة جنايات الفجيرة تمسك أولياء دم القتيل بحقهم في القصاص من المتهم، لتحدد المحكمة جلسة 16 مايو المقبل موعداً للنطق بالحكم في القضية.
البيان – عائشة الكعبي