أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، عن استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العمليات الجراحية بالأذن في أقسام الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفيات التابعة لها بمختلف إمارات الدولة، من دبي وحتى الفجيرة، وذلك للمرة الأولى بالدولة سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة، مشيرة إلى أن البداية ستكون في مستشفى البراحة بدبي خلال الشهر المقبل، تليها مستشفيات أخرى.
وأكدت الوزارة في تصريحات لـ «الاتحاد»، أنها استخدمت جهاز إنذار لمراقبة العصب السابع في كل العمليات الجراحية في الأذن، بهدف منع اقتراب الجراح أثناء العملية من العصب تفاديا لقطعة بالخطأ، حتى لا يؤدي ذلك إلى شلل نصفي بالوجه.
وأعلنت الوزارة، عن نجاحها في إعادة السمع لمواطنة تبلغ من العمر 35 عاما، عن طريقة استخدام تقنية «بون بريدج»، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها الوزارة هذه التقنية، التي تنقل الأمواج الصوتية من الخارج إلى الجمجمة ومنها إلى الأذن الداخلية للمريض.
وقال الدكتور أحمد العمادي، استشاري ورئيس قسم الأنف والإذن والحنجرة في مستشفى البراحة بدبي، في تصريح خاص ل «الاتحاد» «جار توريد أول جهاز لطباعة الأبعاد الثلاثية في عمليات الأذن، ويتم تشغيله خلال الشهر المقبل، وسيكون في مستشفى البراحة بدبي».
وأضاف «التقنية الجديدة تفيد في تحديد مكان العملية بدقة متناهية، ما يقلل نسبة الخطورة والمضاعفات على المريض، وسنركز في استخدام هذه التقنية على جراحات تسوس عظام الأذن والالتهابات المزمنة وزراعة القوقعة، بسبب خطورة ودقة هذه النوع من العمليات».
وأشار إلى نجاح الوزارة في استخدام جهاز لمراقبة العصب السابع في جراحات الأذن، وأيضا استخدام في كل الجراحات بعد أن كان قاصرا على بعض الجراحات، وقد ساعد في تفادي الأخطاء الطبية وإنجاز العمليات بنسب نجاح كبيرة جدا.
وعن إجراء أول عملية زراعة لمعين سمعي على مستوى الوزارة بمستشفى البراحة بدبي، أوضح العمادي، أن الفريق الطبي لقسم الأنف والإذن والحنجرة بالمستشفى قام بعملية، واستخدم تقنية حديثة هي « برون بريدج» هي عبارة عن جهاز من جزأين، الأول ظاهري يكون خلف الأذن، والجزء الثاني مزروع تحت الجلد خلف الأذن أيضا وتحديدا في الجمجمة التي يتم حفر مساحة بقطر 2 سنتيمتر، وبعمق نصف سنتيمتر متر تقريبا، ويتم تركيب الجهاز بمسامير «بلاتينويم».
وذكر أن المريضة مواطنة تبلغ من العمر 35 عاماً وتشكو من فقدان كامل للسمع في الإذن اليسرى ومن نوع العصبي الحسي منذ الطفولة، وعادة لا تستفيد مثل هذه الحالات الطبية من استخدام المعينات السمعية التقليدية والتي تعمل على تضخيم مستوى الصوت ونقلها لإذن المصابة.
وقال العمادي «أما بالنسبة لعملية زراعة المعين السمعي فإن هذا الجهاز يتكون من جزأين، جزء داخلي يزرع في عظمة الصدغ خلف الإذن وتحت الجلد بحيث لا يرى بالعين وجزء خارجي متحرك يثبت خلف الإذن».
وأضاف «يعمل الجزء الخارجي على التقاط الموجات الصوتية من الخارج ونقلها إلى الجزء الداخلي المزروع لاسلكياً، ومن ثم تنتقل الموجات اللاسلكية إلى الإذن الداخلية عبر اهتزازها بعظمة الجمجمة، وتقوم الإذن الداخلية بترجمتها على أنها أصوات عادية».
وأشار إلى أنه في حالة المريضة التي أجريت لها العملية فإن الموجات الصوتية تنتقل عبر اهتزازها بعظمة الجمجمة إلى الأذن الداخلية السليمة في الجهة الأخرى، ومن ثم ينشأ عند المريضة إحساس بأنها تسمع من الجهتين.
وأكد استشاري ورئيس قسم الأنف والإذن والحنجرة في مستشفى البراحة بدبي، أن عملية السمع من الإذنين معاً مهمة جداً من خلال تحديد مصدر الأصوات القادمة للإذنين وكذلك فإن فقدان السمع في الجهة الواحدة يفقدك خاصية السمع بوضوح وخاصةً في الأماكن التي يوجد فيها ضوضاء أو في حالة وجوده في مكان يتكلم فيه أكثر من شخص في نفس الوقت مما يفقدك التركيز، ويسبب نوعاً من الإحراج والإرهاق النفسي.
سامي عبد الرؤوف (دبي)