دشنت مجموعة اكستريم للغوص برنامجاً طموحاً يهدف لحماية البيئة البحرية والمغاطس لتكون وجهة لممارسة الغوص وفق معايير عالمية وضوابط صارمة لحمايتها من الغوص والصيد الجائرين اللذين يتسببان في إنهاك الشعب المرجانية والمحتويات الجمالية لأعماق البحر في مختلف إمارات الدولة، وكانت البداية عبر تنظيم مسابقة مفتوحة للجنسين لتصوير سواحل دبا الفجيرة بوصفها منطقة غنية بالشعب المرجانية وبها مغاطس بمواصفات عالمية.
جمال الساحل
وكشف أحمد محمد بن دلموك رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسابقة التصوير الفوتوغرافي تحت الماء أن الهدف من المسابقة ليس الفوز بأجمل صورة كما يتبادر للأذهان بل هو تسابق لأجل التعريف بجماليات مغاطسنا المحلية التي تنافس في روعتها وجمالها نظيرتها العالمية وخاصة في المساحة الممتدة على امتداد الساحل الشرقي، لكنها تعاني من إهمال البعض وهو الأمر الذي يعرض البيئة البحرية وما تحويه من كنوز طبيعية من شعب مرجانية وكائنات بحرية للخطر لأن الشعاب المرجانية تعد أيضاً ثروة قومية وسياحية، كما أنها تعتبر من أهم حلقات السلسلة الحياتية للبيئة البحرية وتمثل خزائن غذائية للبحار.
وتابع «نجد في الفجيرة أربع محميات بحرية وهي تعمل على حماية البيئة البحرية ومكوناتها لكن تكمن المشكلة في الهواة والذين يمارسون رياضة الغوص واستكشاف الأعماق في السواحل وهم لا يملكون الخبرات الكافية للتعامل مع الشعاب المرجانية».
تدريب
ويلقي ابن دلموك مزيداً من الضوء على الفكرة بقوله: «قبل تنفيذ فكرة المسابقة وتعريض حياة المتسابقين للخطر قمنا بتنظيم دورة تدريبية متكاملة عن الغوص في المنطقة التي يتم التصوير فيها وتوعية المتسابقين بكيفية التقاط الصور بحيث لا يتم إيذاء البيئة البحرية وعدم تعريض حياتهم للخطر لأن المصور أثناء التقاط الصور يكون مشغولاً عن معايير سلامته الشخصية وهو أمر مهم جداً تم التأكيد عليه وبعد التأكد من الجاهزية الكاملة للمتسابق من حيث معايير السلامة يتم إدراجه ضمن المتسابقين.».
أهداف
بدوره أكد حسين فرحات المدير العام لمجموعة اكستريم أن الفعالية هدفت في المقام الأول إلى تكثيف الوعي بحماية البيئة البحرية، داعياً مرتادي البحر كافة، ولا سيما الصيادين إلى الحفاظ على مناطق الشعاب المرجانية باعتبارها من الموائل الهامة للأسماك، حيث توفر لها الغذاء والمأوى ومناطق لتكاثرها، حيث تزخر المناطق الساحلية لدولة الإمارات بالشعاب المرجانية وذلك لوفرتها بأنواع مختلفة من الأسماك، ولا سيما الأسماك القاعية، والتي تمثل بدورها المخزون الحقيقي للثروة السمكية بالدولة ورصيداً للأمن الغذائي.
وأضاف تمثلت الأهداف الخمسة للفعالية في توعية المجتمع عامة والصيادين خاصة بتنوع وغنى الحياة البحرية ومدى أهمية الحفاظ عليها، والعمل على تحويل المغاصات إلى محميات ومنع الصيد فيها للتأثير الكبير على الحياة البحرية والحيد المرجاني، والعمل على جذب تمويل لتجهيز أحياد بحرية اصطناعية لإغناء الثروة السمكية وزيادة مواقع الغوص في الدولة، وتسويق رياضة الغطس سكوبا في الإمارات لتشجيع السياحة ووضع الإمارات على الخريطة العالمية للغطس، وأخيراً تعريف المجتمع من خلال عدسات المصورين على التنوع في الحياة البحرية ومدى هشاشتها وأهمية حمايتها والضرر الكبير لتلويث البحر.
وعي
وثمن إياد تنظيم مثل هذه المسابقات في الدولة ووصفها بالتجربة الناجحة وذلك من ناحية حجم المتابعين وكيفية تعاطيهم مع البيئة البحرية حيث لاحظ مدى التزامهم بالضوابط والمعايير الموضوعة من قبل اللجنة المنظمة.
وأشار إلى أن جميع المشاركين استحقوا الإشادة والتقدير واعتبر كل من شارك في المسابقة رابحاً لأن الهدف لم يكن تحديد فائزين وتكريمهم بقدر ما كان الهدف هو بث رسائل توعية وجذب سياحي عبر عدسات المصورين والمصورات حيث كان هناك عدد لا يستهان به من المصورات سواء من المواطنات أو المقيمات أو من خارج الدولة وهو أمر يؤكد مدى تنامي الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية.
دعم
وأكد راشد ثاني العايل المهيري عضو جمعية الإمارات لحماية البيئة البحرية وأمين سرها العام أن الجمعية تدعم مثل هذه الفعاليات التي تثقف الجمهور والصيادين والغواصين وهواة البيئة البحرية بمعايير السلامة والضوابط التي من شأنها أن تحافظ على الحياة البحرية من كافة أوجه التخريب المقصود وغير المقصود.
وقال إن أهمية الشعاب المرجانية تنبع من كونها أكثر البيئات البحرية ملاءمة لإنتاج الأسماك والسلاحف البحرية والطحالب، كما أنها تدخل في تصنيع العديد من الأدوية العلاجية والمضادات الحيوية، ناهيك عن أن مكوناتها قد تتحول عبر الزمن إلى مادة نفطية بفعل التغيرات الفيزيائية والكيميائية، ولا ننسى دورها الكبير في حماية المدن الساحلية من أمواج البحر العالية والمدمرة، وإضافة إلى ذلك فائدتها الاقتصادية إذ يتواجد في بيئتها بعض المحار الذي تستخرج منه بعض اللآلئ النفيسة، كما تزخر الشعاب بالأسماك الملونة ذات القيمة الاقتصادية العالية والتي تستخدم في الزينة وتجذب كثيراً من السياح الأجانب لمشاهدتها.
وأوضح أن مشاركته في الفعالية جاءت بصفته عضواً في الجمعية وغواصاً ومصوراً، وكانت فرصة للمصورين وهواة الغوص ومحبي البيئة البحرية للالتقاء وطرح أفكار ومبادرات من شأنها أن تطور وسائل حماية البيئة البحرية وتضيف معايير جديدة وتعمل على جذب متطوعين جدد ينضمون لركب حماية البيئة البحرية.
وأعربت موزة عبيد الشحي عن فخرها واعتزازها بكونها مشاركة في مسابقة تهدف لحماية البيئة البحرية، مقدمة شكرها للجنة المنظمة للفعالية ولمجموعة اكستريم البحرية حيث عملوا على إكسابها خبرات احترافية في الغوص عبر تدريبات مكثفة لتنجح في التصوير تحت الماء وإشباع هوايتها في الغوص والتصوير معاً.
وأكدت الشحي أهمية مثل هذه المسابقات التفاعلية التي تبين جمال سواحلنا في الإمارات وتعرف بها العالم ولتكون وجهات سياحية جاذبة ومتاحة للجميع مع مراعاة معايير وضوابط حمايتها، لأن الجهل بمكونات البيئة البحرية يتسبب في هلاكها وخاصة الشعاب المرجانية التي تعتبر أساس الحياة البحرية وواجبنا التعريف بوسائل حمايتها والحفاظ عليها.
جهود
وأعرب إبراهيم السماحي من مواطني الفجيرة ومن المهتمين بالبيئة البحرية وحمايتها عن شكره وتقديره لمنظمي مسابقة التصوير تحت الماء ووصفها الفعالية الاحترافية التي تعرف سكان دولة الإمارات بمكونات البيئة البحرية وتعريفهم بوسائل حمايتها والحفاظ عليها من الممارسات الخاطئة التي تخرب مكوناتها بالكامل وليس الشعاب المرجانية فحسب.
البيان



