سمح الفريق الطبي المشرف على علاج الطفلة نتالي إبراهيم المنصوري 11 سنة وشقيقها حمد 9 سنوات أمس بالخروج من مدينة الشيخ خليفة الطبية بعد تلقيهما الرعاية الصحية واستقرار حالتهما، وذلك بعد حادث الاعتداء الوحشي الذي تعرضت له زوجة وأبناء الدكتور إبراهيم المنصوري وأودى بحياة الزوجة وإصابة طفليه والخادمة بإصابات وصفت بالبليغة.
وأكد الأطباء أن نتالي تماثلت للشفاء وتحتاج فترة نقاهة بسيطة لاستكمال علاجها في المنزل ومن ثم تستطيع الذهاب إلى المدرسة ومزاولة نشاطها العادي وكذلك شقيقها حمد الذي بدأ بالحركة والمشي.
بالغ الأثر
وثمن الدكتور إبراهيم المنصوري زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة لأبنائه في مدينة الشيخ خليفة الطبية معتبراً الزيارة كانت بلسماً للقلوب طيبت الآلام وخففت المصاب.
وقال إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لأبنائي كان لها وقع السحر على نفسية الأولاد فلم يكونا في البداية على أحسن ما يرام نظراً لبشاعة الحادث الذي عايشاه ولكن تحسنت حالتهما بعد هذه الزيارة الكريمة التي لم نكن نستغربها لأن سموه دائم السؤال عن أبنائه أينما كانوا.
وأضاف أن نتالي كانت تتنفس عبر جهاز التنفس بعد وصولها إلى مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي والتي وفرت لها ولشقيقها كل الرعاية والعناية، ثم بدأت حالتها بالتحسن التدريجي بعد أن تم وقف النزيف من الرئتين كما أن حمد بدأ يمشي على رجليه واليوم الحمد لله سمح لهما الأطباء بالخروج من المستشفى.
وأشار إلى أنه شخصياً شعر بسعادة بالغة بزيارة الشيوخ لأولاده حيث عكست هذه الزيارة اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطن وحرصها على إسعاده والتخفيف عنه في مصابه، وأن مواطن الإمارات يمثل الهم الأول لقيادتنا، لافتاً إلى أن سمو الشيخ محمد بن زايد حرص على تبادل الحديث مع نتالي وحمد محاولاً التخفيف عنهما ولم يتركهما إلا بعد أن علت وجههما ابتسامة عريضة وفرحة كبيرة.
وقال إن سمو الشيخ منصور بن زايد تحدث مع حمد وأخبره بأنه يحب فريق مانشستر سيتي فقال له سموه عندما تتماثل للشفاء سأدعوك لتحضر المباريات هناك.
تواصل مستمر
وأضاف: لم يقصر شيوخنا، فمنذ بداية الحادث وهم في تواصل مستمر للاطمئنان على حالة الأولاد والتوجيه بتوفير كافة الاحتياجات الطبية والعناية والرعاية لهم سواء في مستشفى الفجيرة أو هنا في أبوظبي، وبحمد لله أصبحت حالتهم مستقرة ومطمئنة، لافتاً إلى أن الخادمة أيضاً تتماثل للشفاء حالياً.
وكان المتهم الرئيسي في هذه الجريمة البشعة والدخيلة على المجتمع الإماراتي قد تسلل إلى منزل الدكتور إبراهيم المنصوري في منطقة الفصيل في الفجيرة فجر يوم الخميس 23 مارس الماضي بغرض السرقة وعندما استيقظت الخادمة طعنها عدة طعنات ثم دخل غرفة الزوجة ووجه لها عدة طعنات قاتلة توفيت قبل وصولها إلى المستشفى.
كما وجه 9 طعنات للطفلة نتالي في البطن والصدر و4 طعنات للطفل حمد.
تفاصيل الحادث
وقد تمكنت الشرطة من القبض على الجاني بعد ساعات قليلة من ارتكاب الحادث وتبين أنه شاب آسيوي 23 عاماً يسكن بجوار منزل الدكتور إبراهيم المنصوري وليس بينهم أية خلافات سابقة.
وقال إنه علم بالحادث عندما تلقى اتصالاً من الشرطة قرب الفجر وأخبروه بضرورة التوجه إلى منزله الثاني في الفجيرة ولدى وصوله وجد زوجته مصابة بعدة طعنات وملقاة على الأرض وتنزف بشدة.
ولفت إلى أن لديه ابنين صغيرين 3 و5 سنوات كانا نائمين في غرفة بعيدة عن الغرفة التي وقع فيها الحادث ولم يلتفت إليهما الجاني لأنهما كانا نائمين والحمد لله لم يصابا بأي أذى.
وأكد الدكتور المنصوري أن التحقيقات جارية حالياً مع المتهم لمعرفة تفاصيل الحادث وملابساته والدوافع وراء ارتكاب هذه الجريمة البشعة.
مشيراً إلى أنه لا يستطيع التحدث أكثر من ذلك في هذا الشأن لأن القضية برمتها قيد التحقيق، مشيراً إلى أن الإمارات دولة مؤسسات ولديها القوانين الرادعة لمثل هذه الجرائم، وأنه ينتظر القصاص العادل في من روع أسرته وقتل زوجته، مؤكداً أن الحادث لا يمكن أن يؤثر على أمن واستقرار الدولة لأنه حادث عارض وغريب على المجتمع الإماراتي.
وأشار إلى أنه في البداية لم يشأ أن يخبر أبناءه بوفاة الأم لأن حالتهما الصحية كانت صعبة ولا تسمح بذلك، ولكن بعدما تماثلا للشفاء بدأ يمهد لذلك وخاصة أنهما كانا يسألان عنها وبالفعل أخبرهما بأن أمهما في الجنة.
مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى عندما ينزل البلاء يرسل معه الرحمة والصبر، داعياً الله أن يخفف عنه وعن أولاده وأسرته وأن يشملهم جميعاً بالصبر والسلوان في هذا المصاب الكبير.
المصدر:
أبوظبي ـ مصطفى خليفة