أصبحت «الكشتات البرية» سمة من سمات دخول موسم الشتاء في الإمارات، فما إن يبدأ الطقس بالاعتدال حتى تتسارع العائلات والشباب على حد سواء، لشراء الخيام ولوازم الرحلات والمعدات التي تساعدهم على الخروج من روتين حياة المدينة إلى الطبيعة والمناطق الرملية والجبلية التي تزهو في موسم الشتاء.
فالخروج للبر أو ما يعرف محلياً «الكشته» من العادات الجميلة التي لا يتخلى عنها أهل الإمارات، ويفضلونها لأنها تشعرهم بالعودة للحياة البسيطة الخالية من التعقيدات والصخب ويلتمسون في ذلك ممارسات هواياتهم وكسب المزيد من الترفيه والبعد عن الأجواء الأسرية المقيدة لهم.
ويمنح «التخييم» ومعه «الكشتات» السريعة، فرصة للترويح عن النفس واستنشاق نقاء الطبيعة خصوصاً في ظل الأجواء الباردة والتي لا تمتد إلى أوقات طويلة في الإمارات، كما أنها تجذب الكثيرين للابتعاد عن ضجيج المدينة، لذلك كثر الإقبال على شراء مستلزمات التخييم، ابتداءً من الأساسيات حتى أبسط الأدوات والمواد التموينية التي تسد حاجة الإقامة القصيرة أو المبيت في مناطق التخييم، وعلى رأسها منطقة «العقة بدبا الفجيرة» و«مسافي» و«البثنة» و«منطقة وادي حام» و«جروف» بالإضافة إلى «شارع مليحة» التابع لإمارة الشارقة والعديد من المناطق الجبلية التي انتعشت مؤخراً بالخضرة والأجواء الباردة المشجعة على التخييم.
وفي ظل النزوع إلى «الكشتات» الخارجية شهدت أسواق المنطقة انتعاشاً في عرض أشكال وأصناف من مستلزمات التخييم. فيما ظهرت مؤخراً رخص تجارية خاصة ببيع أدوات ومستلزمات الرحلات والتخييم ضمن عُدة متكاملة من الاحتياجات الضرورية المستخدمة في البر، والتي تيسّر على مرتادي البر التمتع بالرحلة ضمن حقيبة متكاملة من المستلزمات الضرورة لذلك، لدرجة بات عالم مستلزمات واحتياجات البر سوقاً قائمة بحد ذاتها.
تزايد الطلب
قال المواطن سعيد اليماحي صاحب محل لبيع مستلزمات الرحلات والسفر بإمارة الفجيرة إن الطلب بدأ يتزايد منذ قرابة الشهر على لوازم رحلات البر خصوصاً «حقيبة العزبة» وأدوات الشواء والخيم وكماليات الإضاءة، مشيراً إلى أن حقيبة العزبة هي الأكثر مبيعاً وتأتي بأحجامها الثلاثة (صغير ومتوسط وكبير) والمخصصة لحمل كثير من مستلزمات التخييم خصوصاً أدوات طهي الطعام وأطباق وصحون وملاعق وأكواب وفناجين. كما أشار بوجود حقائب خاصة بالشاي والقهوة تحتوي على كل ما يخص أدوات شرب القهوة والشاي وتأتي بألوان وأحجام متباينة حسب عدد الأفراد. مؤكداً بأن الموسم بالنسبة للبائعين قد بدأ بالفعل مما يشكل فرصة حقيقية لتخفيض أسعار بعض البضائع الموجودة من العام الماضي للحيلولة دون تخزينها مرة أخرى بل استقدام أخرى جديدة بدلاً منها.
كما أجمع الباعة وأصحاب المحال والأقسام المتخصصة ببيع مستلزمات التخييم على حد سواء على الإقبال المتزايد الذي تشهده محلات بيع أدوات التخييم ومستلزماته من رواد البر لاستكمال احتياجاتهم وتسابق المتاجر والمحال والجمعيات التعاونية على تقديم عروضها الخاصة، ولجأ بعضها إلى تخفيض أسعار بعض السلع الخاصة بالتخييم طلباً لتصريف المزيد من المنتجات لقصر الموسم.
أدوات عملية
من جهته قال خميس عبدالله إن السوق المحلي أصبح غنياً بالأدوات العملية والخفيفة للكشتات فهناك مواقد الغاز المضغوط بجميع أحجامها، والتي تعمل بأنابيب صغيرة وعملية مليئة بغاز الطهي، وهي سهلة الحمل والاستخدام، فضلاً عن الحقائب المتكاملة التي توفر حمل الكثير من المستلزمات الضرورية للخروج إلى البر، فضلاً عن الوصلات الكهربائية والمصابيح والمستلزمات الإلكترونية التي تعمل بطاقة منخفضة على بطارية المركبة، إلى جانب فراش النوم (سليب باج) أو ما تعرف بحقيبة النوم.
فيما أشار المواطن عبدالرحمن الزعابي إلى تنوع لوازم الرحلات في الأسواق المحلية، مشيراً إلى ظهور خدمات توفرها شركات أو الباعة المتخصصون في لوازم الرحلات، كتجهيز مواقع التخييم في البر للعوائل قبل وصولهم، حيث تعمل هذه الشركات على تركيب الخيم حسب الطلب وتزويدها بالكراسي والطاولات وحقائب النوم فضلاً عن تجهيز موقع لشواء وآخر للجلوس للاستمتاع بالأجواء الخارجية. وهي من الخدمات الجميلة التي توفر الكثير على العوائل الكبيرة أثناء الرحلات.
لوازم
كما أن أدوات التخييم أصبحت في متناول الجميع وبكل الأشكال والأحجام فضلاً عن أنها شاملة لكل احتياجات الشخص في البر، فهناك صناديق حفظ البرودة «البرادات» والمصنوعة من المواد الفلينية رخيصة السعر وأخرى ذات جودة عالية تستطيع استخدامها لعدة مرات، إلى جانب أن البعض يلجأ لشراء مستلزمات الرحلات القصيرة فيما يفضل البعض الآخر استئجار عدة التخييم المتكاملة لقصر موسم الرحلات الخارجية واعتدال الأجواء بالإمارات. واعتبر المواطن عبدالرحمن هذه الفترة من فترات المواسم النشطة لأسواق مستلزمات البر كحال أي قطاع تزدهر فيه بعض النشاطات الموسمية، كما يحرص الكثيرون على شراء هذه المستلزمات والاحتفاظ بها، لاستخدامها في شكل متكرر طيلة السنة.
الفجيرة – ابتسام الشاعر