تعتبر منطقة الفقيت في إمارة الفجيرة وجهة رئيسة للسياحة الداخلية في الدولة، وتشهد حالياً وجود 95 مخيماً، وتستقبل آلاف الزوار والسياح بشكل يومي، وتتزايد أعدادهم خلال الإجازات والمناسبات، وذلك حسب بلدية دبا الفجيرة، علماً بأن المنطقة كانت محط جدال واسع على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، بعد طرح مستوى الخدمات والسلوكيات التي تناولها الإعلامي محمد خلف في برنامجه عبر إذاعة الشارقة، الذي اعتبره الكثيرون من أبناء إمارة الفجيرة، ومدينة دبا تحديداً، أنه غير موفق، ولا يصور الواقع بالشكل الصحيح، كما اعتبره البعض أنه غير منصف للجهات المختصة التي تقوم بدورها على أكمل وجه على الرغم من وجود بعض القصور.
وقد أكدت شرطة الفجيرة في تصريح لها أن الرقابة متواصلة في المنطقة، وقد تم ضبط 82 مركبة ودراجة نارية، وحررت (273) مخالفة مرورية خلال إجازة اليوم الوطني فقط، فيما أكدت بلدية دبا الفجيرة أن جداول النظافة متواصل بالمنطقة وفق ساعات محددة، إضافة إلى وجود 88 حاوية مخلفات في المنطقة.
المصلحة العامة
في المقابل، التقت «الاتحاد» مع الإعلامي محمد خلف، الذي أكد بدوره أنه حاول التواصل مع قيادات الشرطة في الفجيرة لإثبات أن ما يتم تداوله غير صحيح، وأنه لا صحة لما تتناوله وسائل الإعلام عن تعمد الإساءة لمنطقة الفقيت أو أي مدينة أخرى في الدولة.
وقال خلف: للأسف، تم تحوير الموضوع بشكل غير لائق وتحريف الكلام، حيث نسب لي القول إنه «لا يشرفني»، أن أزور المنطقة، وأنا لم أنطق هذه الكلمة مطلقاً، وإنما قلت لن أزورها مع أسرتي طالما بها هذه السلوكيات، وهناك فرق لفظي كبير بين الكلمتين والتسجيل موجود وموثق، إن إعلام الإمارات شفاف تماماً، وأن أطرح قضية وشكوى تتناول الأخطاء، وهذا دوري كإعلامي ليصل الصوت للمسؤول، علماً بأنني تناولت مواضيع مشابهة في إمارة الشارقة والإمارات الأخرى، وأوصلت الصوت للمسؤولين لاتخاذ اللازم، ولا أقبل مطلقاً أن يتهمني أحد شخصياً أو إذاعة الشارقة بالتحيز لأي منطقة أوضد أي منطقة؛ لأن إعلام الإمارات تجاوز هذه المسألة منذ زمن. وأضاف: للأسف، هناك أشخاص وحسابات وهمية على التواصل الاجتماعي تتناول الموضوع بسخرية وتهكم، وتتعرض لي بالإساءة، وأنا لم أرد مطلقاً، ولكن بلدنا بلد القانون، وسيكون ردي على هؤلاء الأشخاص بالشكل القانوني الذي يحفظ الحق للجميع، وقد خفف عني الأمر أن هناك قاعدة كبيرة من المسؤولين في الدولة ومن إمارة الفجيرة لم يصنفوا الموضوع، كما صوره البعض، وأيدوني بطرح الموضوع، وأخيراً، أود أن أشير إلى أنني لم أتناول الموضوع، خلال الحلقة الماضية من البرنامج مطلقاً، لكن هدفي الصلح وتهدئة الأمور والمصلحة العامة.
البلدية تكثف الرقابة
في المقابل، أكدت المهندسة حليمة الصريدي رئيس قسم البيئة بالإنابة في بلدية الفجيرة أن البلدية تقوم بجهد كبير جداً لتوفير كل سبل الراحة والطمأنينة للزوار على مدار العام، وأشارت إلى أن الحاويات منتشرة في جميع أرجاء المنطقة، وتضم المنطقة 88 حاوية، كما أن هناك جداول عمل منظمة لتنظيف المنطقة بشكل مستمر ومتواصل، علماً بأن المنطقة تعتبر قبلة فريدة للسياح، وتشهد أعداداً كبيرة من الزوار، وتضم حالياً 95 مخيماً، ضمن تصريح ورقابة البلدية التي تعطي تصاريح التخييم وفق شروط وضوابط، كما حرصت البلدية على تعزيز الثقافة الذاتية للجمهور للمحافظة على نظافة المكان، من خلال وجود لوحات إرشادية، وتوجيه أصحاب المكان بالمحافظة على نظافة المكان، علماً بأن المفتشين موجودين باستمرار في المخيمات، وقد حرصنا على وجود «كاونترات» للمواد الغذائية تحت رقابة البلدية ووفق شروطها.
الإجراء قائم
وفي تصريح سابق، أشاد العميد محمد أحمد بن غانم الكعبي القائد العام لشرطة الفجيرة بالجهود التي يبذلها رجال الأمن والمرور والدوريات في تأمين إمارة الفجيرة بشكل عام ومنطقة الفقيت بدبا الفجيرة بشكل خاص، خلال إجازة اليوم الوطني الـ 45 لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تنظيم حركة السير والمرور، خلال الإجازة على مدار ثلاثة أيام، وردع كل من تسول له نفسه الاستهتار بالقوانين وتشديد العقوبة، حفاظاً على سلامة المقيمين وزوار الإمارة والاستمتاع بالإجازة بأمن وأمان مع أسرهم.
وكشف العقيد الدكتور علي راشد بن عواش اليماحي مدير إدارة المرور والدوريات، عن إجمالي عدد المخالفات المرورية المرتكبة خلال الإجازة البالغ عددها (273) مخالفة، وحجز (82) مركبة ودراجة مخالفة لقوانين السير والمرور.
وأضاف المقدم سيف راشد الزحمي مدير إدارة شرطة دبا، أن رصد المخالفات يتم من خلال تكثيف حضور الدوريات المرورية، بالإضافة إلى وجود عدد نقطتي تفتيش بمنطقة العقة والفقيت، خلال الإجازة، على مدار الساعة. وأوضح مدير إدارة شرطة دبا أن القيادة خصصت (8) قاطرات لنقل المركبات المخالفة، ووضعها في ساحة حجز المركبات بمنطقة الفقيت.
وتناشد القيادة العامة لشرطة الفجيرة الجمهور الكريم الالتزام بالنظام واللوائح، والابتعاد عن السلوكيات والتصرفات التي تخالف الأنظمة والقوانين أثناء الاحتفال بالمناسبات الوطنية.
رمز التسامح
ومن جهة أخرى، التقت «الاتحاد» بعدد من أبناء الفجيرة الذين أكدوا أن إمارة الفجيرة شامخة كجميع إمارات الدولة، وأن أبناء الفجيرة وقيادتها هم رمز التسامح والأصالة. وقال المواطن أحمد الحفيتي: إننا نعيش في دولة الأمن والسلام، وقد تعلمنا من قادتنا حب الآخرين والتضحية لأجلهم، وبرأيي أن الموضوع أخذ أبعاداً أكبر من اللازم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وبرأيي أن المذيع لم يوفق بالطرح مطلقاً، ولكن هذا لا يستدعي كل هذا التضخيم؛ لأن منطقة الفقيت السياحية هي من معالم الإمارة، وهي أكبر من أن تقف عند وصف شخص أو برنامج، علماً بأن هذا الشخص هو إعلامي معروف ومحترم، ولكن الخطأ وارد في كل الأمور، وللأسف هو استمع للموضوع من ناحية واحدة، ولم يتحقق بنفسه.
وأرجو من الإخوة أن لا يكون الخطأ مشتركاً من الطرف الآخر، وعدم السماح لمن يتصيد ويتخفى بـ«الميديا»؛ لأننا في النهاية مجتمع واحد ودولة واحدة وشعب واحد، ولن نسمح بأي نزعات تضخم الأمور، بل نسعى دائماً لتهدئتها، كما أن أي جهة إعلامية في حال عرضت معلومات خاطئة أو مسيئة هناك جهات أخرى مختصة في إمارة الفجيرة أو غيرها ستقوم باللازم بتصحيح الأمور وتقويمها وفق إجراءات محددة، وفي النهاية «البيت متوحد». كما أقترح في حال تخصيص هذه المنطقة للعائلات أن يكون هناك سياج أو حاجز يمنع دخول الشباب لنحافظ على خصوصية المنطقة، وأرجو من الجميع أن لا يحمل البلديات أكثر من طاقتها، فالزوار بالآلاف؛ لذا يجب أن تكون هناك ثقافة ذاتية.
وقال المواطن أحمد شاكر: على الرغم من أننا نشهد بوطنية الرجل الإعلامي، إلا أنه لم يوفق بالتعبير مطلقاً، حيث إن الطرح يجب أن يستعرض الجانبين الإيجابي والسلبي، حيث يمكن أن يستعرض السلوكيات الخاطئة والإشارة إلى الجهود الجبارة التي تنفذها حكومة الفجيرة، من خلال الجهات المختصة من الشرطة والبلديات وغيره، وقد أصبحت إمارة الفجيرة بقيادة صاحب السمو حاكم الفجيرة وجهة سياحية فريدة تضم المقومات السياحية كافة.
لقد كنت موجوداً بالمنطقة، وكانت دوريات الشرطة موجودة، وعمال النظافة موجودين ولم يبدر منهم أي تقصير، ولكن يجب أن ندرك أن العمال لن ينظفوا بين تجمعات الأسر وقتياً، حيث إن التنظيف وفق مواعيد معينة وحتماً بعد مغادرة المكان؛ لذا ينبغي علينا جميعاً أن نكون لهم عوناً، ولا نحملهم فوق طاقتهم، ونترك المكان نظيفاً من خلال نقل المهملات إلى الأماكن المخصصة، وذلك حتماً يعكس ثقافة مجتمعية راقية يجب أن يتحلى بها كل مواطن ومقيم، حيث إن الفرد يجب أن يكون إيجابياً ولا يكون عبئاً على الآخرين.
من جهتها، قالت المواطنة حسينة ناصر: هناك العديد من السلوكيات التي تبدر من البعض هي سلوكيات أو تصرفات فردية يجب أن لا تعبر عن الآخرين، حيث لا يجب أن نصف أشخاصاً أو منطقة بناء على سلوكيات فردية؛ لذا فإني أرى الطرح الإعلامي لم يكن موفقاً مطلقاً، كما أن الرد عليه جاء من البعض الآخر عبر التواصل الاجتماعي أيضاً غير موفق، ولكن المرضي بالأمر أن الاثنين تناولوا الموضوع بعامل الغيرة على الوطن والهدف الرئيس هو المصلحة العامة.
وقال المواطنة هند أحمد: إن دور الإعلام الرئيس هو طرح القضايا التي تهم الوطن والمواطن، والنقد البناء هو أهم أهداف الإعلام بهدف وصول الصوت للمسؤولين لحل أي مشكلة أو خلل قد يواجهه شخص أو جهة، ولكن الموضوع هنا متشعب، وقد سار من البداية بمسار غير صحيح، حيث إن الطرح كان قاسياً نوعاً ما وتناول الموضوع لم يكن موفقاً؛ لذا كان الرد من البعض عبر الـ«تويتر» وغيره قاسياً، وهذا ما لا يقبله أي مواطن، فنحن في النهاية نسعى جميعاً للمصلحة العامة، ونتمنى من الجميع أن يمارس دوره وواجبه وفق الضوابط والشروط المطلوبة، كما يجب أن لا نسيء النوايا تجاه أي شخص فقد ينجح المرء أو يخفق أحياناً، وهذا ما حدث.
فهد بوهندي