وصل النقاش بينهما إلى درجة حادة، وكانت أشعة الشمس قد غطت موقع البناء، فازدادت حدة المشاجرة الكلامية، كلمة من هنا وكلمتين من هناك، وعلى إثر الكلام تتغير الملامح وتتبدل الوجوه وتحاك في الصدر شحنات الغضب العارم.
وبات الأمر سجالاً بين الجاني – آسيوي (50 عاماً) والمجني عليه من الجنسية ذاتها (70 عاماً)، وتدخل رفقاء المهنة في الموقع الإنشائي، إلا أن ألسنتهما كانت لهم بالمرصاد، فانفضوا من حولهما غير عابئين بما هما فيه من وضع وما هما عليه من شحناء وتشاجر. تطورت المشاجرة من مجرد كلمات نابية، إلى تشابك بالأيدي، تئن له عظام السبعيني وقد خارت قواه، بينما الخمسيني يسيطر عليه ويثنيه ثم يجذبه ثم يمسك برأسه وكتفيه ويهزه هزاً، والمجني عليه يقاوم بروحه، وقد خشي أن يراه زملاء المهنة فيسخروا من شيبته وانتصار الخمسيني عليه. وفي حومة المشاجرة وتشابك الأيدي، قفز الخمسيني من مكانه وقد التقطت يده خشبة طويلة مدببة، وانهال على المجني عليه ضرباً بالخشبة، فهوى السبعيني وقد غرق في الدماء، وشيئاً فشيئاً رقدت جثته مسجية في موقع البناء، وقد تفصد وجهه وجسمه، دماً غزيراً يتدفق من أنحاء جسده.
وأمام النيابة العامة، اعترف القاتل بأنه لم يكن يقصد قتل زميله في العمل. ولم يعقد النية على ذلك، فأمرت نيابة خورفكان بتوقيف المتهم على ذمة القضية بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد.
السيد حسن