أكد مواطنون وزوار لمدن الساحل الشرقي، الحاجة الملحة للمزيد من الخدمات والبنى التحتية للمناطق السياحية التي تتمتع بها مدن الساحل الشرقي، الذي يجمع بين أحضانه الطبيعة الجبلية والشواطئ البيضاء والجزر الطبيعية، وذلك تزامناً مع ابتداء موسم السياحة الداخلية في الدولة بعد اعتدال الطقس وانخفاض درجات الحرارة.
ويتمتع «الساحل الشرقي» المطل على خليج عُمان بطبيعة خلابة تجعله مقصداً سياحياً للزوار من مختلف دول العالم، ولو سلطنا الضوء على أبرز الأماكن في «الساحل الشرقي» لوجدناها تضم شواطئ طبيعية تحيط بها الجبال من كل جانب مثل شاطئ العقة ومنطقة الفقيت، إضافة إلى وجود جزر طبيعية تشرف عليها بلدية «دبا الفجيرة»، وجزر في خورفكان، إضافة إلى كهوف مرجانية تحت الماء تعتبر مقصداً عالمياً للغطس، كما توجد محمية الوريعة، التي تم تصنيفها عالمياً من المناطق الرطبة النادرة على مستوى العالم، كما توجد عيون للمياه الطبيعية لم يسلط عليها الضوء بالشكل المطلوب مثل عين القاوة في منطقة شيص بالقرب من خورفكان والتابعة لإمارة الشارقة.
تنوع فريد
بدورها، التقت «الاتحاد» الأهالي والزوار من الرحالة والمخيمين لتسليط الضوء على احتياجاتهم، وقال المواطن سلطان باروت: «إن الفجيرة ومدن المنطقة الشرقية تعتبر وجهة سياحية مثيرة للاهتمام، حيث تضم تنوعاً سياحياً فريداً بين الجبال والشواطئ والجزر والعيون الماء الطبيعية، إضافة إلى الكورنيش النظامي في الفجيرة وكلباء وخورفكان».
فيما قال المواطن عبدالله النقبي: «لدينا أماكن سياحية متميزة في الساحل الشرقي، ولكنها مازالت على مستوى محلي، فهي بحاجة للمزيد من الخدمات والترويج السياحي لتحويلها إلى مورد اقتصادي للدولة، وعلى سبيل المثال لدينا جزر طبيعية ليست بعيدة عن الشواطئ في خورفكان وفي دبا وبرأيي أنها بحاجة لخدمات مثل وسائل توصيل و«كافيهات» ومنافذ تقدم خدمات للزوار، إضافة إلى تنظيم رحلات الصيد للزوار بإشراف الجهات المختصة، كما يجب أن تعبد الطرق إلى جميع المناطق السياحية الجبلية مثل عين القاوة في منطقة شيص».
وذكر المواطن سالم الناعور، أن الشتاء يقبل علينا شهوراً قصيرة في السنة، لذا يحرص الأهالي على التخييم في البر والاستمتاع بالطقس الجميل، وأعتقد أن شاطئ اللؤلؤية بحاجة لمرافق ودورات مياه، إضافة إلى تعبيد الطريق المؤدي إلى منطقة التخييم، كما نتمنى أن يكون مشرفو البلدية أكثر فعالية من خلال عدم السماح لكل مجموعة بأن تتوسع كثيراً خلال رحلتها وترك المجال للآخرين، بحيث تسع المنطقة أكبر قدر ممكن من الزوار».
دورات مياه
وأكدت المواطنة عائشة سيف أن وجود الخدمات الأساسية كالشوارع والإنارة كمقومات للمناطق السياحية ليست كافية، وأضاف: «لكننا بحاجة إلى دورات مياه تنتشر على جميع أماكن الجذب، ومنافذ للبيع ومطاعم و«كافيهات» راقية على الشواطئ مباشر خلال الموسم، لتوفر جميع احتياجات الزوار ومساعدتهم على الجلوس في أماكن راقية والاستمتاع بالطبيعة، لأنه للأسف لا يزال الزوار يقصدون دورات المياه في محطات البنزين المحدودة ودورات المساجد حتى الآن».
وأوضحت المواطنة أمل عبدالله: «نحن نخيم في منطقة الفقيت بشكل شبه سنوي، ونشكر البلدية على تخصيص قسم للعائلات، ولكن هذه الأماكن بحاجة إلى دورات مياه، وإضاءة كافية، إضافة إلى ضرورة توفير مقاعد مناسبة من جهة البحر، كما نطالب الجهات المختصة بضرورة توفير صنابير المياه ليستخدمها السياح في الطبخ، وتزويد خيامهم بالماء، كما نؤيد فرض رسوم رمزية لمن يرغب في استخدام هذه الخدمات، ليكون الأمر مقنناً ووفق ضوابط».
منطقة العقة
وتأتي منطقة العقة في دبا الفجيرة على رأس مواقع التخييم في الساحل الشرقي، وتشهد إقبالاً كبيراً من السياح، مما استدعى إشرافاً متواصلاً على مدار العام تحرص عليه بلدية دبا الفجيرة.
ومن جهتها، قالت المهندسة فاطمة الحنطوبي رئيس قسم البيئة والمحميات الطبيعية في بلدية دبا الفجيرة: «لقد حرصت البلدية على تنظيم عملية التخييم في منطقة العقة، وذلك وفق شروط محددة تحفظ سلامة السياح وتحافظ في الوقت ذاته على البيئة والغطاء النباتي بعيداً عن العشوائية واللامبالاة، وقد قامت البلدية بتخطيط الأراضي وترقيمها بهدف الاستفادة لأكبر عدد ممكن من السياح، وقد حرصت على أن تكون الأراضي المخصصة بعيدة بمسافة كافية عن البحر من جهة وعن الوديان والجبل من الجهة الأخرى، علماً بأنه يمنع منعا باتاً تحويط الأشجار الطبيعية ضمن هذه المخيمات، وذلك للحفاظ على الغطاء النباتي والبيئي للمنطقة».
وقد خصصت بلدية دبا الفجيرة عدداً من المفتشين المختصين يقومون بالإشراف والمتابعة المستمرة ومراقبة المخالفين، والتأكد من استيفاء الشروط الصحية والبيئية كافة، كما أنهم حريصون على منع التلوث الضوضائي بين مخيمات الأسر والعوائل، والتصدي لقائدي الدراجات بالتعاون مع الجهات المختصة في الأماكن غير المخصصة لذلك، كما يمنع استخدام منبهات المركبات العالية في أماكن التخييم.
كورنيش خورفكان
ويعتبر شاطئ اللؤلؤية في خورفكان وجهة رئيسة للتخييم، وقد خصصت بلدية خورفكان شاطئ اللؤلؤية للتخييم خلال السنوات الماضية، وقامت بتجهيزه بما يلزم، وبدورها أكدت المهندسة فوزية القاضي مدير بلدية خورفكان أن البلدية توفر خدماتها للمواطنين والمقيمين والزوار في المناطق السياحية المختلفة، وبالأخص كورنيش خورفكان وحدائق مدينة خورفكان، وتحرص على تطبيق المعايير والاشتراطات الصحية، وبما يتوافق مع رؤية بلدية خورفكان المتلخصة في بناء مدينة متميزة تتوافر فيها استدامة ورفاهية الإقامة ومقومات النجاح.
وأضافت القاضي: تحرص بلدية خورفكان بشكل مستمر على نظافة الكورنيش في مدينة خورفكان، وجعله محافظاً على جماله وجاذبيته، حيث قامت البلدية بالتعاقد مع شركات ألعاب لتوفير العديد من الألعاب المختلفة والدراجات الهوائية بكورنيش خورفكان وحدائق الأحياء، كما قامت البلدية بنشر وتركيب عدد كبير من سلات القمامة على طول الكورنيش، كما تعاقدت البلدية مع شركة «بيئة» لرفع مخلفات الجمهور من داخل الحديقة ومن على الشاطئ والتخلص منها بشكل آمن وصحي.
ويضم كورنيش خورفكان العديد من الخدمات التي تساعد على جذب السياح، وأبرزها الأعداد الكثيرة من الأشجار التي تمت زراعتها من قبل بلدية خورفكان، حيث تمت زراعة 543 شجرة من أشجار الفايكس والنخيل وجوز الهند، وافتتاح عدد من المطاعم.
وذكرت القاضي: كما قامت البلدية بتوفير ملاعب رملية على شاطئ خورفكان، ويضم الممرات المرصوفة التي تساعد محبي رياضة المشي على ممارسة هواياتهم، إضافة إلى انتشار المظلات والكراسي الخشبية على العشب الأخضر وأخرى أسمنتية في الممرات، وتوفير الأجهزة الرياضية لتنمية اللياقة البدينة للراغبين من الزائرين والجمهور عموماً.
وفي ما يتعلق بكورنيش اللؤلؤية، قام قسم الزراعة في بلدية خورفكان بزراعة 36 نخلة مثمرة موزعة على مجموعات، وكذلك زراعة أشجار الصبار حول النخيل ليتمكن الجمهور من الجلوس تحت ظلها، بالإضافة إلى شاطئ الزبارة مزروع بأشجار النخيل، وجوز الهند.
شاطئ مربح
تضم منطقة مربح، شاطئ بحري يعتبر متنفساً لأهالي المنطقة والزوار، ولكنه بحاجة لمزيد من الخدمات ودورات المياه ومنافذ وقد طالب الأهالي بإنشاء كورنيش حديث يلبي تطلعات السكان والزوار، وقال المواطن خالد الضنحاني:«يعتبر هذا الشاطئ المتنفس الرئيس للسكان، وهو بحاجة إلى تجديد وإنشاء كورنيش حديث، كما نرجو من الجهات المختصة أن تنشئ ممشى حديثاً وتوفير حدائق ليتم الاستفادة من هذه المناطق الطبيعية بالشكل المطلوب».
فهد بوهندي (الفجيرة)