كد أعضاء وفد هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام أهمية دور «الأرشيف الوطني» في جمع ذاكرة الوطن وحفظها، وما يقدمه لصناع القرار وللباحثين والأكاديميين والطلبة من معرفة بتاريخ وتراث دولة الإمارات ومنطقة الخليج. وأشاد الوفد بمكتبة الأرشيف الوطني التي تضم في خزائن خاصة عدداً من الكتب النادرة والقديمة يعود تاريخ طباعة بعضها إلى ما يزيد على 500 عام، وتتطلع إلى أن تكون المكتبة النموذجية المتخصصة في المنطقة. وأكد الوفد أهمية تعزيز علاقات التعاون مع المكتبة لتحقيق فائدة أكبر من خلال تجربتها الريادية؛ إذ رافقت الأرشيف الوطني مشواره منذ نشأته في عام 1968. وجاءت زيارة وفد الهيئة للاستفادة من تجربة الأرشيف الوطني لإطلاق مشروع للهيئة يتمثل بإنشاء مكتبة بحثية متخصصة تخدم الباحثين والأكاديميين.
وعرض الأرشيف الوطني لوفد الهيئة معلومات عن نشأة «مكتبة الإمارات» وتأسيسها، والمراحل التي مرت بها حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من تطور تقني، ومن ثراء بأوعية المعلومات الورقية والإلكترونية جعلتها قبلة المثقفين والباحثين والأكاديميين. وتابع أعضاء الوفد فيلماً وثائقياً ثلاثي الأبعاد بتقنية عالية عن تاريخ دولة الإمارات وحاضرها وآفاق مستقبلها، في قاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي، واطلعوا في قاعة الشيخ زايد بن سلطان على نماذج من الوثائق المكتوبة، والصور الفوتوغرافية التاريخية والخرائط التاريخية.
كما اطلع الوفد على الإصدارات المتخصصة المطبوعة والإلكترونية التي تقتنيها مكتبة الإمارات، وتشكل مجموعات متكاملة من المصادر والمراجع، والرسائل الجامعية، والدوريات العربية والأجنبية المحكمة، والاشتراكات على الخطّ المباشر في الكتب الإلكترونية وقواعد المعلومات المتنوعة وأمهات الكتب التي تتناول تاريخ الدولة وتراثها، إضافة إلى الموضوعات المتعلقة بتاريخ دول مجلس التعاون الخليجي وثقافتها وحضارتها، وتشمل كتب التراجم والسِّيَر الشخصية، والأطالس، ومنها أكبر أطلس في العالم، والمعاجم، والموسوعات، والكتب النادرة الأصلية، وأرشيف صحف الإمارات. وتشمل مصادر المعلومات في مكتبة الإمارات اللغتين العربية والإنجليزية، مع مواد بلغات أخرى كالفرنسية، والألمانية والفارسية والهولندية والبرتغالية.
وأطلع وفد هيئة الفجيرة للثقافة على برنامج مكتبة الإمارات، الخاص بالإهداء والتّبادل مع أكبر المكتبات ومؤسسات المعلومات داخل الدولة وخارجها، وعلى جوانب من علاقات التعاون التي تربطها مع كثير من مؤسسات المعلومات، وطنياً وعربياً ودولياً، وفق سياسة تهدف إلى التعريف بالأرشيف الوطني ونشاطه البحثي والعلمي، وإلى ترقية النشر العلمي والإسهام في توزيع إصدارات الأرشيف الوطني.
وزار الوفد الضيف قاعة المطالعة النموذجية التابعة للمكتبة، وهي ذات مواصفات عالمية؛ بنظام الرّفوف المفتوحة التي تتيح للمستفيدين والباحثين جميع التسهيلات اللازمة لإجراء البحوث والدراسات. وقد نُظمت مقتنيات القاعة على الرفوف، حسب نظام تصنيف مكتبة الكونغرس الأميركي، بترتيبها حسب موضوعاتها.
الإمارات اليوم