تعد منطقة الحلاة بإمارة الفجيرة، من أبرز المعالم الأثرية والتاريخية الواقعة في الحزام الجبلي للإمارة، حيث تعتبر منطقة تاريخية ذات طبيعة جبلية خلابة تتميز بوجود قرية أثرية تعود لمئات السنين تحتوي على بيوت عتيقة ومخازن قمح وتمور قديمة، إلى جانب وجود عدد من بقايا الحصون القديمة والعديد من الآثار التاريخية للأهالي الذين سكنوا تلك المنطقة في الماضي.
كما تتميز المنطقة بكثرة المزارع الحافلة بكافة المحاصيل والتي تحظى باهتمام كبير من قبل الأهالي، حيث تتميز الحلاة بكثرة انتشار الأودية ووفرة أبار المياه العذبة والأفلاج التي تفيض بالمياه في مواسم هطول الأمطار.
وتعتبر منطقة الحلاة التي تبعد نحو 45 كيلو متراً إلى الشمال الغربي من مدينة الفجيرة منطقة ريفية ذات بيئة بكر ومزارع غناء، وأودية وافرة المياه والأشجار، بيد أنها تعاني في الوقت نفسه نقص بعض الخدمات والمرافق، إذ إن مبانيها ومعالمها الأثرية تتداعى، كما أن أهالي المنطقة بحاجة إلى مساكن جديدة وتعبيد الطرق الداخلية للمنطقة وبحاجة للعديد من الخدمات والمرافق.
«الخليج» تسلط في التحقيق الآتي الضوء على منطقة الحلاة الوارفة، بعد أن تحدثت إلى عدد من أهالي المنطقة وتعرفت الى أهم احتياجاتهم وتطلعاتهم للمستقبل:
عبد الله علي الزيودي مسؤول قبيلة الزيود يقول: حظيت منطقة الحلاة التي تسكنها قبائل الزيودي والصريدي والعبدولي، بمنجزات عهد النهضة المباركة التي قادها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوه الشيخ محمد بن حمد الشرقي رحمهما الله ولا يزال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، يواصلان تحقيق المنجزات، وبفضل الله ونتاج لرؤى وخطط وبرامج الحكومة الرشيدة بنيت المساكن الحديثة ووصل التيار الكهربائي للمنطقة وتوافرت خدمات الاتصالات والإنترنت وخدمة المياه، كما تم تعبيد الطريق الواصل بين المنطقة والشارع الرئيسي، وأصبحت منطقة الحلاة مربوطة بالمناطق الأخرى، كما استفادت المنطقة من تطوير الطريق الرئيسي – مسافي دبا الفجيرة الذي يربط منطقة الحلاة بالمدن الأخرى، وهو طريق حديث يتألف من عدة مسارات بحارتين وتوجد فيه إنارة لكن يفتقر لوجود مركز للدفاع المدني ونقطة إسعاف.
ويضيف: المنطقة طالتها يد التطوير بعد أن تم إنشاء مركز صحي شامل بالحلاة ومدرسة للذكور لكافة المراحل، فيما قام برنامج الشيخ زايد للإسكان ببناء عدد من المنازل بالمنطقة.
وطالب ببناء مساكن جديدة لتلبية حاجة التوسع السكاني بالحلاة ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، خاصة أن منطقة الحلاة كبيرة وزاد عدد سكانها، ومتاخمة للعديد من المناطق مثل وادي العبادلة والطيبة والغونه والبصيرة.
معالم بحاجة للتأهيل
يقول سالم عبد الله الزيودي: تتميز منطقة الحلاة بوجود عدد من المعالم التاريخية تتضمن قرية أثرية وتشمل البيوت القديمة التي عاش فيها الأهالي في أزمنة غابرة لمئات السنين، إلى جانب مسجد قديم يعود لمئات السنين وعدد كبير من آثار الأهالي الذين قطنوا المنطقة قديما، كما تشتهر جبال الحلاة بوجود عدد من بقايا الحصون القديمة، هذا المحتوى التاريخي المهم يدفعنا لمناشدة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار بضرورة الاهتمام بتلك المعالم الأثرية التي تعبر عن تاريخ منطقة الحلاة بشكل خاص وإمارة الفجيرة بشكل عام باعتبارها تبرز تاريخ الآباء والأجداد، وتبين عراقة المنطقة وأهلها في الماضي، ونشدد على أهمية عمل صيانة لها وإعادة تأهيلها لكي تصبح المنطقة الأثرية بالحلاة مزاراً سياحياً وتاريخياً.
وتابع قائلاً: تتميز منطقة الحلاة بطبيعة ساحرة في فصل الشتاء حيث الدفء على الرغم من اشتهار المناطق المحيطة بالجبال بانخفاض كبير في درجات الحرارة إلا أن منطقتنا تتميز بهذا الجو الصحو وهو ما يجذب كثيرين في هذا الفصل للاستمتاع بأجوائها والتخييم في ربوعها الجبلية الخلابة وممارسة الهوايات الجبلية، أما في فصل الصيف تكاد تكون الرطوبة مختفية تماماً على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة ما يجعلها من أهم المناطق المعتدلة.
جسر يربط المنطقة والشارع الرئيسي
وقال علي محمد علي الزيودي: تفتقر المنطقة إلى وجود أندية ثقافية ومجلس مجتمعي، ونناشد بأهمية إنشاء مراكز للأطفال والسيدات وكبار السن تستطيع استيعاب هذه الفئات المجتمعية وتقدم برامج تدريبية ورياضية وثقافية ودينية، كما تحتاج المنطقة لإنشاء حديقة ترفيهية للأطفال وللعائلات باعتبار أن المنطقة تفتقر لوجود أي مرافق ترفيهية.
وأوضح أن المركز الصحي بالمنطقة يفتقر إلى وجود أطباء والعديد من الخدمات كما أنه لا يعمل على مدار الساعة، مناشداً أهمية تطوير المركز وتطوير كافة مرافقه والعمل على توفير أطباء متخصصين، فضلاً عن ضرورة توفير عيادة طوارئ مزودة بكافة الأجهزة الطبية الحديثة وزيادة عدد ساعات عمله.
وأضاف: نطالب بعمل جسر يربط ما بين المنطقة والشارع الرئيسي حيث تعاني المنطقة في موسم هطول الأمطار الغزيرة صعوبة الحركة، ولا نستطيع الخروج من المنطقة بسبب انجراف المياه والأتربة في الوادي الذي يقع عند مدخل القرية، ما يسبب لنا العديد من العوائق التي تستمر طوال أيام هطول الأمطار على المنطقة.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالطريق الذي لا يزيد طوله على الكيلومترين بتعبيد الشارع للحد من آثار الغبار والأتربة المتطايرة من جراء حركة السيارات في ذهابها وإيابها، إلى جانب أهمية إنشاء مركز للدفاع المدني بالمنطقة ونقطة إسعاف نظرا لوجود المنطقة على الشارع الرئيسي الرابط ما بين مدينة مسافي ودبا الفجيرة، حيث نعاني في حال حدوث حادث أو حريق تأخر وصول سيارات الإسعاف وسيارات الدفاع المدني للمنطقة.
إنشاء مجلس مجتمعي
طالب المواطن أحمد العبدولي بإنشاء مجلس مجتمعي بالمنطقة ضمن مبادرة المجالس المجتمعية التي تنفذها مؤسسة الفجيرة لتنمية المناطق في عدد من المناطق التابعة للفجيرة. كما طالب بصيانة مرافق المدرسة الموجودة بالمنطقة وإنشاء مدرسة أخرى للإناث حيث تضطر طالبات المنطقة حاليا الذهاب إلى مدارس دبا ومنطقة الغوب لتلقي تعليمهن، إلى جانب أهمية إنشاء روضة للأطفال حيث تفتقر المنطقة والمناطق المجاورة لوجود رياض الأطفال.
مساكن قديمة بحاجة للإحلال
قال المواطن علي الصريدي إن معظم مساكن الحلاة قديمة، فقد تم بناؤها قبل 30 سنة وباتت بحاجة ملحة إلى إحلال، وأن هناك العديد من الشباب المتزوجين حديثاً يقيمون مع أسرهم الكبيرة، حيث يقطن ما يزيد على 15 فردا في بيت واحد، وتتكبد الأسر أعمال الصيانة التي لا تقل عن 50 ألف درهم سنويا، ما يشكل أعباء كبيرة وإضافية على الأسر في هذه المنطقة التي تحتاج إلى مساكن جديدة تلبي احتياجات المواطنين الحالية والمستقبلية، على أن تكون مساكن حديثة إلى جانب أهمية عمل صيانة لبعض المنازل القديمة بالمنطقة.
بكر المحاسنة
