تعد منطقة البدية التي تبعد عن امارة الفجيرة 40 كيلو متر شمال مدينة الفجيرة من اكثر المناطق التي تتميز بالهدوء الشديد وبمناطقها الساحرة الجميلة كونها منطقة جبلية مطلة على البحر من الجهة الشرقية . كما تعد من اهم مناطق الفجيرة التاريخية والاثرية التي تحتضن التاريخ العريق لاهل الفجيرة بشكل عام وأهالي المنطقة بشكل خاص نظرا لوجود مسجد البدية الاثري الذي يعد من اقدم المساجد في الامارات ولوجود عدد من الآثار التاريخية والحصون التاريخية و الافلاج والآبار والمنازل القديمة ،كما تحتضن المنطقة الجبال العالية المطلة على الساحل البحري كما تشتهر بوجود المزارع الخضراء والوديان التي تمتلئ في مواسم هطول الامطار مشكلة مناظر طبيعية خلابة ، ما جعلها تحظى باقبال كبير من السياح والزوار من داخل وخارج الامارات ، كما عرفت منطقة البدية بالماضي بكثرة انتشار عيون وآبار المياه العذبة وبطبيعتها الجبلية الخلابة خاصة في مواسم الربيع .
وامتهن اهالي منطقة البدية منذ القدم حرفة صيد الاسماك بانواعها وركوب البحر والزراعة حتى عرفت المنطقة بتنوع المحاصيل الزراعية ذات الجودة العالية نتيجة لتربتها الخصبة ومياهها العذبة ومناخها الجميل الذي يساعد كثيرا على الانتاج الزراعي الوفير كأشجار النخيل بانواعها والعديد من المحاصيل الزراعية .
الوالد عبد الله المرشدي يقول : تتميز منطقة البدية بوجود العديد من المعالم التاريخية والاثرية واهمها مسجد البدية الاثري الذي ما زالت تقام فيه الصلاة والذي يعد من اقدم مساجد دولة الامارات ، حيث يعود بناؤه لعام 1446 للميلاد . وهو مبني من الطين والحجارة السوداء والجبس المحروق ويتخذ بناؤة طابعاً فريداً ، وتعلو سقفه 4 قباب ترتكز على عامود دائري وسط المسجد. ويقع أمامه بئر ماء قديم وبجانبه شجرة السمر تعود لمئات السنين ، كما يجاوره من الجهة الغربية برجان قديمان كانا يستخدمان في الماضي لمرقابة الساحل البحري للمنطقة ولمراقبة مزارع المنطقة وللدفاع عنها . كما يحظى مسجد البدية الأثري والمنطقة المجاورة له باهتمام كبير من قبل هيئة الفجيرة للسياحة والاثار ، حيث يتردد على المسجد اعداد كبيرة من السياح والزوار من مختلف انحاء العالم وعلى مدار ايام الاسبوع .
وتحدث المرشدي عن ماضي المنطقة الذي تميز بصعوبته وقسوته نظرا لقلة موارد الرزق وقال: كنا في الماضي نعتمد في حياتنا بشكل أساسي على ركوب البحر وصيد الأسماك بأنواعها المختلفة والبعض من الأهالي كان يذهب مع أبناء المناطق الساحلية في رحلات البحث عن اللؤلؤ في أعماق البحار، كما كنا نعتمد على الزراعة.
اما سليمان عبيد يؤكد ان البدية تعد من أقدم قرى الفجيرة وهي منطقة خضراء تقع بين الجبال والبحروتعتبر منطقة البدية من الأماكن التي تتطور يوما بعد يوم بفضل الاهتمام الكبير من قيادتنا الرشيدة و ويوجد بها عدد كبير من السكان يكونون مجموعة من القبائل من أشهرها الحمودي ، المراشدة (المرشدي والمرشودي)، العبادلة،الهنداسي، الحمودي، الحناطبة والمزروعي على أن أعرقها وأقدمها هي قبيلة الحمودي ذات النفوذ والمتواجدة أيضاً في كل من مدينتي دبا الفجيرة ودبا الحصن. كما يوجد في البدية سوق للخضار والفواكه ينافس سوق الجمعة الموجود في منطقة مسافي وما يميزه عن سوق الجمعة وجود سوق للسمك الأشهر في إمارة الفجيرة من حيث توفر الأسماك الطازجة والتي تتجدد من وقت لآخر.
أما محمد خميس فيقول تتميز منطقة البدية بارتفاع نسبة التعليم فيها وتنوع الخريجين من أبنائها في كل الوظائف الهامة، كالمهندسين والمحامين والضباط والإداريين، وهذه كله بفضل الله ثم القيادة الحكيمة والرشيدة التي لم تقصر في تقديم أي خدمات او احتياجات للمنطقة وكافة مناطق الدولة.
الفجيرة نيوز