يعتبر مرض الثلاسيميا الذي ينتشر في دولة الإمارات العربية وغيرها من دول الشرق الأوسط أحد أشهر الإمراض الوراثية في العالم، حيث سعت دولة الإمارات إلى الاهتمام بالمرض بشكل كبير، وهو الذي يؤدي إلى أنيميا حادة ومضاعفات أخرى على المدى البعيد، ويتطلب نقلاً منتظما للدم بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع مع ما يسببه ذلك من آلام للمريض ومعاناة كبيرة لأهله.
وقد أنشأت وزارة الصحة مركزا للثلاسيميا في مستشفى الفجيرة بهدف خدمة سكان وأهالي المنطقة الشرقية، حيث يعد المركز الوحيد في وزارة الصحة، وثاني مركز على مستوى الإمارات بعد مركز دبي للثلاسيميا.
ولإلقاء المزيد من الضوء حول مركز الثلاسيميا بمستشفى الفجيرة كان للفجيرة نيوز التقى موقع الفجيرة نيوز الدكتور محمد عبد الله سعيد مدير منطقة الفجيرة الطبية والذي اوضح أن المركز تم افتتاحه في أكتوبر عام 2011 كجزء من مستشفى الفجيرة، وتم تجهيزه بأحدث المواصفات من أجهزة ومعدات وأسرة، حيث يضم 13غرفة علاجية للمرضى، من بينهم غرفة للعناية المركزة تحتوي على 4 أسرة، أما الغرف الباقية فتستوعب 25 سريراً، ليصبح إجمالي عدد الأسرة في المركز 29 سريرا ، كما ويشتمل المركز على غرفة اجتماعات للكادر الطبي، وغرفة مجهزة لترفيه الأطفال وأخرى لاستقبال ذوي المرضى وأهاليهم في اللقاءات المتكررة والمناسبات المختلفة، مشيرةً إلى أن الطاقة الاستيعابية لعدد المرضى الذين يمكن تقديم الخدمات العلاجية لهم تصل إلى 150 مريض”.
وأضاف دكتور محمد قائلا: المركز يقدم حالياً الخدمات العلاجية لـ 84 مريضا من كلا الجنسين، من الفجيرة والمناطق المجاورة لها، إلى جانب مرضى من دولة شقيقة مجاورة تتراوح أعمارهم ما بين سنة إلى 40 سنة، ويشمل الكادر المهني الذي يعمل في المركز على طبيبين استشاريين وأخصائي و9 ممرضات وأخصائية اجتماعية.
ويواصل مدير المنطقة الطبية : يشارك مرضى الثلاسيميا في عدة أنشطة وفعاليات منها الفعاليات والأعياد الوطنية، ويوم زايد للعمل الإنساني، ويوم الأم،وفي أغلب المناسبات الدينية كإفطار الصائم في رمضان والإفطار الجماعي وجمع المير الرمضاني، وفي مسابقات حفظ القرآن الكريم، كما يشارك المركز في مؤتمرات الثلاسيميا على مستوى العالم كمؤتمر الثلاسيميا العالمي الذي يعقد سنوياً في أبوظبي، فضلا عن أن المركز يعقد اجتماعات دورية يناقش فيها مشاكل المرضى العامة والخاصة من خلال الأعضاء الذين انتِخبوا من قبل المرضى وهم رئيس ونائب وأمين سر مجلس الثلاسيميا.
وبيّن دكتور محمد أن هذه المشاركات تأتي حرصاً من العاملين في المركز على جمع مرضى الثلاسيميا وعائلاتهم في مكان واحد، وتوطيد العلاقة الاجتماعية بينهم وبين الطاقم الطبي المشرف على علاجهم، كنوع من تبادل الخبرات والترفيه وبث الفرح والسرور والتفاؤل وزرع حب الحياة في نفوس مرضى الثلاسيميا ودعوتهم للتمسك بالعلاج للعيش حياة طبيعية خالية من الألم.
وفي إطار الخطط المستقبلية للمركز أوضح مدير منطقة الفجيرة الطبية أنه تم تجهيز مختبر جيني لفحص الدم ومعرفة نوع الثلاسيميا الموجودة في المنطقة، وبصدد تفعيله في القريب العاجل.
وتحدثت الدكتور محمد عبد الله عن الخدمات الطبية والاجتماعية التي يقدمها المركز للمرضى وهي: إجراء الفحوصات المخبرية بشكل منتظم لتحديد حاجات المرضى من نقل الدم للمحافظة على هيموغلوبين الدم بحدود 11غ/دل وهذا الأمر يؤمِّن للمريض نمواً جسمياً طبيعياً ويخلصه من أعراض فقر الدم، ووصف وإعطاء الأدوية اللازمة والتي من أهمها “الديسفيرال”والذي يعطى عن طريق الوريد أو بشكل ضخ مستمر تحت الجلد وذلك لمنع تراكم مادة الحديد في الجسم ومنع التأثيرات الخطيرة التي قد تنجم عن ذلك، وهناك حديثاً دواء جديد يعطى فموياً يقوم بهذه المهمة، بالإضافة إلىمتابعة المرضى في العيادات التخصصية حسب حاجاتهم مثل عيادة السكر والغدد الصماء،وعيادة القلب ،والباطنية ،وعيادة الأسنان ،وعيادة النسائية للإناث، وأيضاً إجراء الفحوصات الدورية كل 3 شهور وهناك فحوصات دورية أخرى كل سنة منها أشعة السونار للكشف عن تضخم الأعضاء وأشعة الرنين المغناطيسي المتخصصة لقياس نسبة الحديد في القلب والكبد وفحص العظام للكشف عن الهشاشة، كما ويجب دراسة حالات المرضى الاجتماعية والاقتصادية.
بكر المحاسنة