تعد منطقة أوحلة نموذجا لعراقة تاريخ اهل الفجيرة بشكل عام وأهالي المنطقة بشكل خاص نظراً لوجود قلعة تاريخية بنيت فوق بقايا مبنى دفاعي محصن يعود تاريخه إلى فترة “عصر الحديد” في الألف الأول قبل الميلاد، ولوجود عدد من الآثار التاريخية والأفلاج والآبار القديمة ، كما تحتضن المنطقة الجبال العالية من كافة الجهات التي تتخللها الوديان التي تمتلئ في مواسم هطول الأمطار مشكلة مناظر طبيعية خلابة، وبذلك تحظى بإقبال كبير من السياح والزوار من داخل الإمارات وخارجها للتمتع بهذه المناظر التي تبقى خالدة في الذاكرة على مر العصور، كما عرفت منطقة أوحلة بالماضي بكثرة انتشار عيون المياه العذبة والمياه الكبريتية وطبيعتها الجبلية الخلابة خاصة في مواسم الربيع . وما يميز منطقة أوحلة عن غيرها من المناطق هدوءها الشديد.
سالم عبيد الصريدي يقول : تقع منطقة اوحلة على بعد 43 كيلو متراً جنوب مدينة الفجيرة بالقرب من الحدود مع سلطنة عمان مروراً بمدينة كلباء التابعة لامارة الشارقة وهي منطقة ذات طبيعية جبلية خلابة ، يكثر فيها هطول الامطار ما جلعها منطقة زراعية وذات ارض خصبة .
واضاف الصريدي :تشتهر المنطقة إضافة إلى القلعة التاريخية بوجود عدد قليل من البيوت القديمة والآبار التي استخدمها السكان قديماً وهم من قبائل الصريدي والجابري والقايدي والسماحي والكعبي، وكلها من القبائل ذات الجذور العربية الأصيلة التي شكلت في مجملها مجتمعاً هادئاً يعيش على العادات والتقاليد العربية الأصيلة .
واوضح الصريدي ان اهالي اوحلة قديماً عاشوا حياة قاسية وصعبة نظراً لعدم وجود مصادر رزق متعددة وسكنوا في منازل قديمة مبنية من المواد البسيطة غير القادرة على حمايتهم في مو اسم الأمطار وظلت حياة الأهالي في تعب وعناء حتى جاء الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وإخوانه حكام الإمارات منذ تلك الفترة تغيرت الحياة في أرض أوحلة وتغيرت أوضاعنا المعيشية من الحياة الصعبة إلى السعادة والسعة، وانتقل جميع أهالي أوحلة من العيش في بيوت الطين والحجارة إلى بيوت شعبية حديثة مجهزة بالخدمات كافة . واصبحت منطقة اوحلة منطقة سياحية ومتطورة بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وولي عهد الامين سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي .
وعن الحياة قديما بالمنطقة يقول سالم محمد سريح : ان حياتنا المعيشية في الماضي كانت صعبة وقاسية واعتمدنا فيها على مصادر رزق بسيطة ومحدودة حيث كنا نعمل على تربية الأغنام والأبقار وجمع الحطب وصنع السخام منه (أي الفحم)، إضافة إلى التجارة البسيطة لمحاصيل التمور والفحم ونباتات الغليون وأشياء أخرى. كنا نعتمد في حياتنا في الماضي على الزراعة بكافة أنواعها، وجمع العسل البري، وتجارة المحاصيل الزراعية لتوفير احتياجاتنا اليومية، وبيع ما يزيد منها أو مقايضتها مع التجار الإيرانيين، الذين كانوا يأتون بقواربهم إلى الساحل البحري لمنطقة كلباء المجاوره لقرية أوحلة كل موسم محملة باحتياجات الأسر، من دقيق وأرز وملح وزيت وقهوة وبعض الأقمشة وملابس النساء .
بدر محسن