عند تطبيق برنامج التعلم الذكي في مدارس الفجيرة أصبح الطلاب مهيئين بشكل كامل للمشاركة بفاعلية ونشاط في عملية التعليم الخاصة بهم، إلى جانب التحلي بروح المسؤولية والابتكار في وقت مبكر، وهو ما يؤهلهم لأن يصبحوا قادة في مختلف المجالات التي يقررون العمل فيها، كما يتيح لهم القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
وتتمثل الأهداف الرئيسية لبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي في تمكين وزارة التربية والتعليم من توفير بيئة تعليمية متطورة تقنياً في مدارس الدولة، وتحقيق أهدافها من خلال أنظمة تسهم في تحسين جودة المعلومات وتطوير آليات اتخاذ القرار، وتمكين الطلاب من خلال تحسين جودة ونطاق فرصهم التعليمية، إضافة إلى تمكين المعلمين من التدريس بشكل أفضل من خلال رفع قدرات التخطيط والمتابعة بشكل شخصي، وتعزيز قدرة مديري المدارس على تحسين الكفاءة التعليمية لمدارسهم، وتمكين ذوي الطلبة من المشاركة في تعليم أبنائهم ودعمهم بشكل أكثر فاعلية.
نورة عبدالغني مديرة مدرسة أم المؤمنين للتعليم الثانوي للبنات بالفجيرة، تؤكد أن البرنامج يشكل مفهوماً متكاملاً يشمل الطلاب، وأولياء الأمور، ومديري المدارس، والمعلمين، ويعزز تضافر الجهود في ما بين جميع الأطراف والجهات المعنية لإعداد قادة المستقبل، ويتماشى البرنامج مع رؤية وزارة التربية والتعليم بما يسهم في تطوير العملية التعليمية ومواكبتها للتغيرات، مشيرةً إلى أن هذه الأدوات التعليمية وسيلة مفيدة لتواصل المعلمين والطلاب بشكل أكثر فاعلية.
وبينت أن التعلم الذكي طور من قدرات المعلمين والطلاب والإدارات المدرسية وأسهم في تجويد العملية التعليمية بمدرستها.
وبينت أن برنامج التعلم الذكي عزز من قدرة مديري المدارس على الإشراف على المعلمين، ووفر مزيداً من فرص التواصل المباشر مع الطلاب وذويهم، كما ساعدهم على متابعة تقدم الطلاب في المدرسة، حيث يعتمد هذا البرنامج على إدخال التقنيات الحديثة في العملية التعليمية، لتحويلها إلى تجربة حيوية ومتفاعلة ما بين المعلم والطالب من ناحية تطوير قدراته ومهاراته.
إعداد الكوادر
وأكدت بشرى إسماعيل اليماحي معلمة رياضيات بمدرسة أم المؤمنين للتعليم الثانوي للبنات، أهمية الدورة التدريبية الخاصة بعملية التعليم الذكي والتي نظمتها وزارة التربية والتعليم بهدف إعداد كوادر تربوية مؤهلة في هذا المجال، وقالت إن الدورة قامت بدورها في نشر هذا النوع من التعليم، وبينت أن عدداً من المعلمات التحقن فيها خلال فترة 20 ساعة معتمدة بمعدل 4 لقاءات، كل لقاء استمر 5 ساعات تقريباً، مشيرة إلى أنه تم توفير أجهزة حاسب محمول للطلبة والمعلمين، مع متابعة تحسين الأجهزة عاماً بعد عام، وأضافت: إن برنامج التعليم الذكي يقدم نموذجاً جديداً لمناهج التعليم في المنطقة وحظي باهتمام وقبول للدور الذي يؤديه، إذ تجمع بيئة التعلم الذكية والتفاعلية بين المحتوى الإلكتروني والعملية التعليمية، وتضع الطلاب في هذه التجربة التي تمنحهم القدرة على تطوير مسيرتهم التعليمية كون طلبة هذا الجيل أكثر حماساً وتفاعلاً مع التكنولوجيا.
ومضت تقول: توفر البرامج التي يحتاجها المعلمون في العملية التعليمية من خلال تقديم طلب للمركز المختص بتنزيل البرامج المطلوبة، موضحة أنها طالبت بتوفير برنامج «الجيوجبرا» الخاص بمادة الرياضيات وبالفعل تم تنزيله وتوفيره خلال فترة وجيزة، مشيدة بالتعاون البناء والإيجابي من قبل المركز في كل ما يخدم الطلبة والمعلمين ويسهل لهم العملية التدريسية.
ونوهت بأن نظام ال SIS قد ساهم في عملية ربط المعلمين والطلبة بشكل تفاعلي ونظامي، مشيرةً إلى أنه يمكن لوزارة التربية والتعليم وأولياء الأمور الاطلاع على كل ما يعده الطلبة من مشاريع وفعاليات صفية أو غير صفية، فضلاً عن تمكن أولياء الأمور والطلبة من الاطلاع على مواعيد الامتحانات ونسبة الحضور والغياب.
ولفتت إلى تواصل المدرسة الدائم مع وزارة التربية والتعليم متمثلة في المعلمة «ندى» المسؤولة عن التعليم الذكي في المدرسة، حيث إنها تتواجد أسبوعياً يوم الاثنين للاستعلام عن وجود أي مشكلة متعلقة بنظام التعليم الذكي، أو في حال وجود عطل في جهاز معين للعمل على إصلاحه أو استبداله بآخر جديد.
دافع أكبر
بدورها قالت حنان الفيصل مذيعة في إذاعة الفجيرة: «إن النظام الذكي يساعد الطلبة على تقبلهم للدراسة بشكل أكبر؛ لأن طبيعة هذا الجيل تتماشى مع التكنولوجيا وتطوراتها، بحيث أصبحوا يحاولون بشكل دائم البحث عن تطبيقات جديدة تساعدهم في تطوير العملية التعليمية، فضلاً عن إعطائهم دافعاً أكبر في المشاركة والتفاعل خلال الساعات الدراسية». مشيرةً إلى أنها تعتبر الأنظمة الذكية عضواً مساهماً في عملية حماية البيئة وذلك من خلال استغنائها عن الورق.
وأضافت: «إن ما يميز عملية التعلم الذكي هو آخر ما جاد به العالم المعاصر من تكنولوجيا المعلومات والاتصال ووسائل التعليم الحديثة، لتمكين الطالب والمعلم وولي الأمر والإدارة المدرسية من التواصل الفعال، وتعزيز أدوار أطراف العملية التعليمية، في عمليات التحديث المستمر».
وأكدت أن استخدام الطلبة للنظام الذكي لقِيَ استجابة سريعة وإيجابية كون وسائل التعليم الذكي تتوافق مع ميول واتجاهات طلبة الجيل الجديد، مبينة أنها قامت في إحدى حلقاتها الإذاعية بالتحدث عن موضوع التعلم الذكي ولاحظت من خلال المداخلات التي أجرتها مع عدد من المعلمين والطلبة قبولاً كبيراً من قبلهم، حيث عبر الطلبة قائلين: «إن التعليم الذكي ركز على زيادة روح التعلم وتنمية المعرفة والمهارة والسلوك الإيجابي لدينا والابتعاد عن الحفظ والتلقين كوسيلة واحدة ومطلقة في التدريس».
اتجاهات إيجابية
من جانبهم أيد عدد من أولياء أمور الطلبة وجود نظام التعلم الذكي في مدارس أبنائهم حيث سيتمكنون من متابعة أداء أبنائهم والاطلاع على جداول الدروس، وتحصيلهم الدراسي ونسبة الغياب لديهم، والأنشطة والفعاليات الصفية وغير الصفية التي يقومون بها، فضلاً عن متابعة الوظائف والمهام الموكلة للطلبة.
وأضافوا: «بفضل توفير هذه المعرفة، وسهولة الوصول إلى المعلومات، والدعم المتواصل، سيصبح بإمكان أولياء الأمور التواصل عن قرب بأبنائهم بالتعاون مع المعلمين والهيئة الإدارية، بهدف المساهمة في دعم مسيرة تعليم أبنائهم، حيث يعمل برنامج التعلم الذكي على دمج التقنيات الحديثة في مناهج التعليم ضمن الفصول الدراسية».
فيما رأى عدد من الطلبة أن هذا النوع من التعليم يساعد على تنمية اتجاهات إيجابية نحو التعلم، وتنمية ميول الطلاب نحو العلوم، كما يجعل عملية التعلم أكثر سهولة، ويقلل من صعوبات الاتصال اللغوي بين الطالب والمعلم، مؤكدين أن هناك تفاعلاً بين المعلم والطالب وولي الأمر، وهو ما عزز دور المعلم وولي الأمر في العملية التعليمية، وشجع على تطوير التعليم والمعلم بوسائل التقنية الحديثة التي تواكب ثورة التكنولوجيا العلمية التي نشهدها هذه الأيام.
وأكدوا أن التعلم الذكي يتسم بمزايا عديدة تشجعهم على التحصيل السريع من خلال برامجه التي تساعدهم على تحقيق التقدم العلمي، إضافة إلى السرعة والسهولة في إلقاء الدرس ومرونة التطبيق، كما أن الكتب الإلكترونية حققت تميزاً في تناول العديد من موضوعات الدراسة بطرائق مختصرة ومفيدة، وأشاروا إلى أن المعلم يبقى أساس التعليم الذي يجب الحفاظ على وجوده وتفعيل دوره بما يتناسب مع المعلوماتية التعليمية.
ولفتوا إلى أن دخول التقنية عبر التعلم الذكي لا يعني إلغاء دور المعلم، على العكس سيصبح له دور كبير في إدارة العملية التعليمية في مسارها الجديد ولاسيما في تدريس المواد العلمية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات التي تفرض ضرورة وجود المعلم بدوره الفعال في إعطائهم الدروس بشكل مباشر لتكون التكنولوجيا هنا مجرد وسائل في التعليم وليست أدوات تلغي دور المعلم الأساسي في عملية التعليم والتعلم.
في سياق ذي صلة أشارت نورة عبدالغني مديرة مدرسة أم المؤمنين للتعليم الثانوي للبنات بالفجيرة، إلى إنجازات عدد كبير من طالباتها اللواتي مثلن نموذجاً مشرفاً لبنات الوطن المجتهدات والمثابرات والحريصات على عكس صورة مشرفة لمدرستهن ومنهن أسماء ناصر طالبة في مجلس الخريجين على مستوى الدولة، مهرة محمد سعيد طالبة في برلمان المجلس الوطني، مثايل حميد عبيد نائبة مجلس الطالبات على مستوى إمارة الفجيرة وشاركت في جلسة عصف ذهني في مجلس تعليم الشارقة، حور محمود وأصيلة «حاصلات على أعلى من نسبة 99%» وتم ترشيحهن في مجلس التربية العربي على مستوى الدول العربية في التحصيل الدراسي، لولوة خليل النعيمي من سفيرات الهلال الأحمر بمدارس إمارة الفجيرة، حنين سليمان عبقرية الفيزياء في مكتب التربية العربي على مستوى الدول العربية، ريم ورهف عبدالرحيم «حاصلات على نسبة99.7»، وشاركن في برنامج القيادات الطلابية، وإليازية عبيد تم اختيارها في برنامج ذخر على مستوى إمارة الفجيرة، فضلاً عن قيام غيرهن من الطالبات بدورات تدريبية لزميلاتهن داخل المدرسة تهتم بتأهيل الطالبات القياديات والموهوبات، كما شاركن في إحدى المغامرات الإلكترونية التي نظمها معهد التكنولوجيا التطبيقية وحققن أعلى المستويات في حل أسئلة المسابقة.
تحقيق: أمنية صدقي