خلا البيت من قاطنيه إلا من الخادمة وطفلة عمرها لا يتجاوز 18 شهراً، أما الأهل فكان كل في مقر عمله بمدينة خورفكان.
استيقظت الخادمة من نومها وتوجهت إلى المطبخ، وضعت إناء على النار وبه ماء، ثم دخلت إلى غرفة النوم وأيقظت الطفلة الصغيرة، سكبت الماء وهو يغلي في سطل كبير وقد تطاير منه البخار ليشوه وجه الخادمة، ووضعت الطفلة في سطل الماء المغلي، تركتها في حالة هستيريا من الصراخ والبكاء، غابت عنها لدقائق ثم عادت، وقد تجمدت دموع الطفلة الصغيرة البائسة في حدقاتها، وكانت تنظر إليها نظرات يملؤها الألم.
حملت الخادمة الطفلة، التي أصيب جسمها بتشوهات خطيرة طالت النصف الأسفل كله، وأجزاء من النصف الأعلى، ومضى الوقت والطفلة تئن من الحروق والجروح التي ألمت بها.
وأبلغت الخادمة سيدتها بالأمر، فهرعت إلى البيت مسرعة في حالة يرثى لها، وطار قلبها لهفة على طفلتها الصغيرة. وما إن رأت الوضع، حتى أبلغت الشرطة.وأنكرت الخادمة أمام الشرطة، في محضر جمع الاستدلالات، تهمة تعمدها حرق الطفلة بالماء المغلي. كما أنكرت ذات التهمة أمام النيابة العامة، التي أمرت بحبس الخادمة على ذمة التحقيق، وصنفت الحروق بأنها من الدرجة الثالثة، وهي أخطر أنواع الحروق التي قد تسبب عاهات مختلفة بالجسم.
واستدعت النيابة العامة في خورفكان الطبيب الشرعي من دبي، للوقوف على الحالة الصحية للطفلة، وما إن كانت قد أصيبت بعاهة مستديمة نتيجة الحروق التي ألمت بها من عدمه. وتم تحويل الطفلة إلى أحد المستشفيات الكبرى في دبي لتلقي العلاج.
الاتحاد