الدكتورة مريم اليماحي، نموذج عبقري للإماراتية الناجحة، التي يجب أن يقتدى بها شباب وشابات الوطن، بعد أن نجحت في تسجيل بصمة واضحة في عالم الاختراعات العلمية.. اليماحي التي ترعرعت في الفجيرة، وتشربت فيها القيم والمبادئ الأصيلة، تمكنت بفضل ذكائها، وحبها للعلم، من الحصول على براءة اختراع في مكتب براءات الاختراع الأمريكي، في مجال التخصص في علوم الكمبيوتر، لاكتشاف طريقة جديدة وسريعة في البحث، واسترجاع المعلومات من الإنترنت، أو من الملفات كبيرة الحجم.
في هذا الحوار، نسلّط الضوء على هذه الموهبة الوطنية، التي فازت بجدارة بجائزة أفضل مخترع علمي في الولايات المتحدة.
مريم اليماحي ولدت عام 1983 في مدينة دبا الفجيرة، حصلت على الماجستير في 2012، والدكتوراه في 2015 في علوم الكمبيوتر، من جامعة جورج واشنطن الأمريكية، ونالت العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل اختراع علمي لعام 2014، في مسابقة جامعة جورج واشنطن الأمريكية للاختراعات، وحازت على المركز الأول في جائزة ريادة الأعمال، في معرض البحث والتطوير في واشنطن دي سي، ولديها العديد من الأبحاث العلمية، التي نشرت في مؤتمرات ومجلات علمية وعالمية، إضافة، إلى بعض الاختراعات العلمية.
في البداية تخرجت مريم اليماحي في جامعة الإمارات بشهادة بكالوريوس، في هندسة الشبكات من كلية تقنية المعلومات، وانتسبت بعدها لجامعة الإمارات كمعيدة، لتكمل مسيرتها التعليمية، ودراستها العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك حصلت على الماجستير والدكتوراه في زمن قياسي، وبتقدير امتياز.
وأكملت دراسة ما بعد الدكتوراه postdoc كباحثة وأستاذة زائرة، في جامعة جورج واشنطن الأمريكية.
عن بداية مسيرتها مع الاختراعات تقول: كوني طالبة دكتوراه، كان لابد أن أبحث وأجد أفكاراً علمية جديدة، ولأنني أحب التميز في دراستي، كنت دائمة الاطلاع والاستكشاف على أحدث التقنيات والاختراعات في مجال تخصصي، وأثناء دراستي ورحلة بحثي العلمي، وجهني أستاذي وموجهي في رسالة الدكتوراه البروفيسور سايمون بيركوفيتش، للتقديم على براءة اختراع علمية، لما توصلت إليه من نتائج في بحثي، ومن هنا بدأت مسيرة الاختراع.
وفي عام 2014 نالت اليماحي جائزة أفضل اختراع علمي، والتي تقول عنها: تعد جامعة جورج واشنطن من الجامعات ذات المستوى العالي أكاديمياً في المنطقة، وهي أغلى جامعة في العاصمة الأمريكية، وفي كل عام يقيم مكتب الأبحاث العلمية وبراءات الاختراع في الجامعة مسابقة للأبحاث وبراءات الاختراع، المقدمة لديهم، والتي لم ترخص بعد، وكوني ممن تقدموا بطلب البراءة، في ذلك الوقت، تأهلت للدخول في المسابقة وبحمد الله وعونه، لقد حصلت على المركز الأول كأفضل اختراع علمي، من فئة العلوم التطبيقية، ولقد تسلمت جائزة مالية بمبلغ 10 آلاف دولار أمريكي، لتكون كدعم مالي لمشروعي البحثي.
وفيما يخص مجال علوم الكمبيوتر، تقول بحوثي العلمية في مجال علوم الكمبيوتر أثناء دراسة الدكتوراه، كانت تتمركز حول تخصص أنظمة قواعد البيانات، واسترجاع المعلومات، وفي هذا الاختراع استطعنا التوصل لطريقة جديدة وفريدة وسريعة جداً، في استرجاع المعلومات، من الملفات كبيرة الحجم، التي يصل حجمها إلى التيرابايتس Terabaytes أو أكثر من ذلك، والتيرابايت، هي وحدة قياس لسعة التخزين في الكمبيوتر.
تستخدم اليماحي، في ظل غياب ممول لأعمالها العلمية، عائد الجوائز والمكافآت في تمويل هذه المشاريع. وفي هذا السياق أيضاً تقول: نحن في صدد تقديم عرض تقديمي لأبحاثنا لدى مؤسسات تمويل البحوث العلمية في أمريكا، وفي الإمارات، مثل National Science Foundation-National research Foundation، وغيرها.
وعما حصلت عليه من دعم داخل الإمارات، تقول: قدمت لي دولتي الكثير، ووصلت إلى ما وصلت إليه بفضل دعم دولتنا الحبيبة المادي والمعنوي، وتشجيعهم لنا على التميز والرقي، فقد ابتعثت على حساب جامعة الإمارات لإكمال دراستي العليا في أرقى الدول من الناحية التعليمية، وأنا في الحقيقة لم أسجل أي براءة اختراع في الإمارات بعد، لكنني أتمني ذلك قريباً.
تؤكد مريم اليماحي أنها ستقبل أي عرض مغرٍ من إحدى الشركات لبيع فكرة الاختراع وتنفيذه، وتقول: ذلك الدور يقوم به مكتب الاختراعات العلمية والأبحاث في جامعة جورج واشنطن، في محاولة إيجاد والتعاقد مع شركات لتنفيذ فكرة الاختراع.
وعن أهم المؤتمرات والمجلات العلمية التي شاركتِ فيها، تقول: شاركت ونشرت في العديد من المؤتمرات والمجلات العلمية، وكذلك كتابة ونشر فصل في كتاب علمي تعود تفاصيله إلى كيفية تخزين واسترجاع المعلومات في الملفات الكبيرة جداً (Big DATA)، كذلك دعيت إلى مؤتمرات علمية عالية المستوى في المجال التخصصي «2015_BIOIT»، لأكون متحدثاً رسمياً في هذا المؤتمر.
ما تتمناه مريم اليماحي أن تقدم علماً ينتفع به، وتستفيد منه أجيال المستقبل. أطمح لدولتي الحبيبة أن تكون من الدول السباقة في العلم والاختراعات العلمية، وأن تكون مركزاً مهماً للأبحاث العلمية حول العالم.