طبعاً، هذه ليست ظاهرة وإنما حالات رصدتها ضبطيات الشرطة وروتها الأمهات اللواتي تعرضن لخيانة الخادمات، وهناك حالات كثيرة إيجابية كانت فيها الخادمات عند حسن ظن أهل البيت، لكن في اللقاءات التالية تم الكشف عن آثار سيئة لا تزال محفورة في ذاكرة أصحاب التجارب الأليمة.
خيانة
المواطنة أم سالم من مدينة كلباء، تحدثت عن تجربتها التي وصفتها بالمرعبة، حيث اكتشفت بمحض المصادفة إدخال الخادمة رجلاً آسيوياً للمنزل، يتولى رعاية أطفالها الصغار وقت خروجها للعمل، لحين إنجازها خادمت مهام التنظيف أو تحقيق رغبتها بالخروج من المنزل، وفي مقابل ذلك يحصل الرفيق الآسيوي على وجبة غداء مجانية من المنزل.
وتضيف: قدر لي معرفة الموضوع الذي حدث في منزلي لفترات طويلة عبر رسالة حررتها الخادمة بلغتها وبعثتها بالخطأ على هاتفي المتحرك. حيث راودني الشك في الرسالة، وحرصت على ترجمتها عند أشخاص ثقة، كشفوا لي عن سوء أخلاق الخادمة، واعتذارها في الرسالة لرفيقها عن منحه الأطفال في ذلك اليوم، كونهم سيذهبون إلى بيت الجدة، ما اضطرني إلى ترحيلها فوراً من الدولة. واللجوء بأبنائي إلى الحضانات أو بيت جدتهم.
علاقات
وتذكر أم أخرى تجربتها، بعد أن لاحظت على ابنها ذا الأربعة أعوام سلوكيات جنسية غريبة، تنم عن مشاهدته ممارسات من المفترض ألا يطلع عليها. بل باتت تعيش في قلق إلى أن استعانت بكاميرات منزلية، كشفت لها عن قيام الخادمة بإدخال شخص غريب إلى المنزل في غيابهم. ما أكد لها شكوكها في الموضوع. فأسرعت في ترحيل الخادمة وحرمانها من دخول الدولة.
تهديد
ولفتت أم حمد من منطقة مربح، مرورها بظرف صعب مع طفلتها ذات الخمسة أعوام التي امتنعت بشكل نهائي عن الكلام، لافتة إلى أنها اكتشفت بعد إخضاع الطفلة لمعالج نفسي، تعرضها للتهديد والحبس في الظلام من قبل الخادمة، في حالة نشاطها الزائد وقت انفراد الخادمة بها. الأمر الذي دفع بالأم إلى التخلي بشكل نهائي عن الاستعانة بالخادمات في المنزل، لخوفها الشديد من عواقب ما قد يحدث من ورائها. وفضلت إدخال صغارها إلى الحضانات التجارية، كونها أكثر أماناً وثقة، رغم الإرهاق الذي تتكبده بشكل يومي.
خلل
فيما أعرب النقيب أحمد الهاشمي رئيس قسم الشرطة المجتمعية بالقيادة العامة لشرطة الفجيرة، عن خطورة انفراد الخدم بالأبناء لفترات طويلة دون رقابة أو حماية من الأهل، مشيراً إلى أن غياب الأسرة لفترات طويلة عن المنزل يحدث خللاً في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء، والتي كان يقوم بها آباؤنا وأجدادنا وكبار السن في الأسرة، كونهم مصدر التوجيه الوحيد والرعاية للأطفال والتي يجد فيها الطفل مصدراً يتشرب من خلاله عادات وتقاليد الآباء والأجداد، حيث تأتي أهمية رعاية كبار السن لأطفالنا في حالة تعذر وجود الأم وغيابها لبعض الوقت للعمل أو التعليم.
وطالب بضرورة إسراع الأسرة بإبلاغ الجهات المختصة عن هذه الحوادث لاتخاذ اللازم، بما يردع تكرار هذه الأفعال في المستقبل، وتحدث عن مجموعة من المقترحات التي من الممكن أن تسهم في تقليل هذه الظواهر السلبية، يأتي في مقدمتها الوعي الثقافي لأولياء الأمور في تحديد الأعمال الموكلة للخادمة، بحيث لا تتعدى الأعمال المنزلية الخدمية، وابتعادها عن تربية الأطفال ما أمكن، أو استقدام أيد عاملة متخصصة لدواعي رعاية الأبناء في أوقات الضرورة، ويكتمل هذا المشروع بتحسين خدمات مكاتب الاستقدام العاملة بالدولة، بما يتوافق مع احتياجات الأسر، عبر تدريب وتأهيل العاملة بشكل مسبق.
ونوه النقيب أحمد بمجموعة من الأدوات التي من المفترض أن تتسلح بها الأسر في مواجهة ما يتعرض له الأبناء من ضرر نفسي أو جسدي قد يقع عليهم من العمالة غير المأهلة، ومن بين تلك الأدوات توعية الأبناء بما قد يسبب لهم الضرر، وحسن التعامل مع العمالة أو كما تعرف حالياً «الأيدي المساعدة»، وإكرامهم بما ينعكس بالإيجاب على حماية الأبناء، والتيقظ والانتباه دائماً والتمتع بحس الملاحظة، خصوصاً من الأم، كما شدد على أهمية لغة الحوار الدائم والصريح بين الأم وأبنائها مع أول لحظات اللقاء بعد العودة إلى المنزل، الأمر الذي يسهل عليها الكشف عن الكثير من الأمور التي قد تحدث في غيابها.
فضلاً عن اللجوء إلى التقنيات الحديثة لحماية الأبناء مثل تركيب كاميرات المراقبة في المواقع التي لا تتسم بالخصوصية بالمنزل، الزيارات المفاجأة للمنزل للاطلاع الشخصي على وضع المعاملة.
واللجوء إلى دور الحضانات الحكومية التي تخضع إلى رقابة واشتراطات عالية المعايير في رعاية الأبناء واستغلال وقت وجودهم بما يضفي الفائدة.
وأشار إلى رصد الشرطة المجتمعية ممثلة بقسم الدعم الاجتماعي بالقيادة العامة لشرطة الفجيرة، أعلى النسب للقضايا المجتمعية المسجلة، حيث يوجه العميد محمد بن غانم القائد العام لشرطة الفجيرة، بشكل دوري، بإطلاق حملات توعوية لنشر الحلول الممكنة في تأمين أبرز المشاكل قبل وقوعها.
مبادرة
لفت النقيب أحمد الهاشمي إلى إنجازهم مبادرة اختصت بقضايا الخدم تحت شعار «تواصلوا معهم»، بغرض توعية الفئة العاملة بقنوات التواصل التي تحمي حقوقهم، بعيداً عن الانتقام والممارسات التي يقوم بها البعض منهم كردة فعل سلبية لسوء المعاملة.
الفجيرة ــ ابتسام الشاعر