استطاع أحمد إبراهيم البلوشي مدير نادي الفجيرة للرياضات البحرية، خلال 15 عاماً من العمل الدؤوب، وضع الإمارة، ومن خلال النادي على خريطة هذه الألعاب دولياً، حتى استضافت العديد من البطولات العالمية في هذا السياق، متخذة مكانتها المنشودة وفق قطاعات ورؤى القيادة الحكيمة، في هذا الحوار نسلط الضوء على جزء من مسيرته العملية والحياتية، التي تحتفل بالعديد من الإنجازات على المستويين الشخصي والعام.
بداية أين كان الميلاد والنشأة؟
ولدت عام 1955، وتربيت على احترام الوالدين وعلى احترام الآخرين، وتلقيت تعليمي في البداية على يد المطوع، الذي تعلمت من خلاله قراءة وكتابة القرآن، وتعلمت كيفية أداء الصلاة، والكثير من أمور الدين، وفي عام 1967، بدأت الدراسة في المدارس النظامية التي كانت منتشرة في تلك الفترة، ودرست إلى الصف الثاني متوسط، حيث كان لابد من ترك الدراسة لكي أقوم بمساعدة والدي في معيشة الحياة، كوني الابن الأكبر في العائلة، وكانت الحياة صعبة للغاية، في تلك الفترة، وعملت عام 1974 في وزارة الداخلية شرطياً مستجداً، وخلال مدة عملي في وزارة الداخلية، أكملت دراستي المسائية، حتى تمكنت من الوصول إلى الصف الثاني من المرحلة الثانوية، وخلال عملي في وزارة الداخلية حصلت على بعثات خارجية ودورات خارجية، وحصلت على بعثة إلى بريطانيا لمدة سنتين 1982-1983، رجعت منها برتبة ضابط، وظللت في العمل وفى الدراسة والبعثات التأهيلية، حيث بعثت مرة أخرى إلى بريطانيا في دورة تدريبية، وأيضاً إيطاليا، حيث عملت بوزارة الداخلية لفترة استمرت لمدة 25 عاماً، حتى الوصول إلى رتبة رائد، عام 2001، وتقاعدت بعدها مباشرة باختياري، ومن ثم تم تعييني في وظيفة مدير تنفيذي للنادي.
ما أبرز ذكريات الطفولة التي ما زالت عالقة في ذهنك؟
بيوت العريش التي كانت مبنية من سعف النخيل، مدينة الفجيرة القديمة، حيث كانت تشكل منظراً رائعاً، ولم يغب عن ذكرياتي ذلك، كما أتذكر دائماً أيام الدراسة وزملاء الدارسة، منهم من رحل، ومن لا يزال موجوداً، كما أتذكر الألعاب الشعبية القديمة خاصة لعبة كرة القدم، وأيام «الفريج»، بكل جوانبها، حيث تعد من أجمل الذكريات، التي ما زالت عالقة في ذاكرتي، خاصة أيام موسم «القيض»، في مزارع النخيل.
عايشت بدايات الاتحاد ومراحله، كيف تنظر إلى الواقع اليوم؟
زايد الخير، رحمه الله وطيب ثراه، وإخوانه الحكام مؤسسو دولة الإمارات العربية، هم نعمة من الله لنا، لبناء دولة الاتحاد القوية والمعطاء لأبنائها، وللأمتين العربية والإسلامية، واليوم نحن نعيش في فضل وخير الاتحاد، ونعيش مع أبنائنا وأهلنا في ظل نعمة الأمن والأمان والمنجزات الكبيرة والخير العميم، بفضل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأصحاب السمو إخوانه الحكام، ونحن علينا أن نكون أوفياء لقيادتنا ووطننا بالعلم والعمل والإخلاص، وندعو الله ليلاً ونهاراً، أن يحفظ دولة الإمارات، وقيادتها الحكيمة، ويديم علينا الأمن والأمان.
ماذا عن دور النادي في دعم الرياضات البحرية؟
لا يقتصر دور النادي على تنظيم البطولات والرياضات البحرية فقط، وإنما امتدت رسالته للمجتمع، من خلال مشاركة عدد كبير من الشباب المؤهل والحاصل على رخصة الجهات المعنية، حيث تعتبر الرياضة البحرية الأصعب من حيث الحاجة إلى توفير الأدوات والمعدات الرياضية البحرية في مختلف الصعد، سواء كانت غطساً أو سباق زوارق أو شراعاً، جميعها تحتاج لمعدات حديثة للإبحار، إضافة إلى معدات الأمن والسلامة، التي هي من أهم ركائز النجاح للرياضات البحرية.
هل أضاف عملك كمدير نادي الفجيرة البحري شيئاً إلى حياتك العملية؟
نعم أضاف لي الكثير: اكتساب الخبرة الميدانية، وتكوين العاقلات مع الجنسيات الأجنبية والعربية كافة، وحسن التواصل مع العاملين في الميدان، علماً بأننا وصلنا لمراحل متقدمة في مجال الرياضات البحرية على مستوى الاتحاد الدولي للرياضات البحرية، ولا بد لي هنا أن أتقدم بالشكر الجزيل للأخ سعيد حارب، رئيس اتحاد الإمارات للرياضات البحرية، أمين عام مجلس دبي الرياضي، رئيس مجلس إدارة نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، على دعمه لي طوال الفترة السابقة، ودعمه لنادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية، منذ التأسيس، حتى الآن.
هل لكم بتسليط الأضواء على أبرز الأنشطة والفعاليات التي ينظمها النادي على مدار العام؟
ينظم النادي العديد من البطولات والرياضات البحرية منها بطولة العالم للزوارق السريعة الفئة الأولى في السابق، حيث نظمت حتى عام 2003، وبطولة الإكس كات العالمية، التي ما زالت مستمرة حتى تاريخنا هذا، والبطولة الدولية لصيد الأسماك العالمية والمحلية، وبطولات التجديف، وبطولات السباحة، وبطولات الرجل الحديدي، وبطولة العالم للفورمولا، وبطولة الإمارات للدراجات المائية، وبطولة الإمارات للشراع، وبطولة الفجيرة لقوارب الشوش (كأس سمو ولي العهد)، كما يعمل النادي على تقديم خدمات للمجتمع، من خلال استضافة الأنشطة البحرية.
هل النادي يلعب دوراً في الترويج السياحي للفجيرة، وكيف؟
النادي لعب دوراً مهماً وكبيراً في الترويج السياحي للمناظر الطبيعية بالفجيرة، والتي حباها الله بطبيعة ساحرة وبحر اجتذب البطولات المحلية والعالمية، وعدد من المسابقات الرياضية البحرية، والنادي يعمل بشكل مستمر على إقامة الفعاليات والبرامج التي تعمل على جذب السياح العرب والأجانب من مختلف أنحاء العالم في مختلف مواسم السنة، حيث يأتي متسابقون لأول مرة، بغرض المشاركة في السباق، ومن ثم يأتون للزيارة مرة أخرى.
ماهي خططك المستقبلية لتطوير النادي؟
نتطلع لتنفيذ عدد من المشاريع في إطار توسيع أنشطة النادي خلال عام 2016، لتتماشى خططنا مع التطورات التي تشهدها الفجيرة في كل المجالات، وتعريف المجتمع بالنادي البحري من خلال تنظيم الأنشطة العائلية، كما سيتم إنشاء مركز تدريب وتأهيل الجيل الصاعد على كيفية التعامل مع الرياضيات البحرية، كما سيكون هناك العديد من البرامج البحرية لشباب الفجيرة، كما سيتم إنشاء مركز إضافي خاص بالغوص، كي يصبح هناك مركزان للغوص في النادي، واستقطاب شركات جديدة خاصة بالرياضات البحرية الترفيهية.
كونك مدير النادي البحري بالفجيرة، ما هي المبادئ التي تحرص على تطبيقها في النادي؟
الابتسامة، وتقبل النقد من زوار النادي، والتعامل الطيب مع كافة فئات الناس والولاء للوطن وللقيادة الحكيمة.
لكل مجتهد نصيب.. ما أبرز الأوسمة والميداليات التي حصلت عليها؟
كان لي الشرف، حين حصلت على وسام الخدمة المخلصة من المغفور له مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وأنا في الخدمة العسكرية بوزارة الداخلية، ووسام الخدمة الطويلة من وزارة الداخلية، ووسام دمج الشرطة ووسام الاتحاد، كما شاركت في العديد من السباقات والمشاركات خلال مسيرة الرياضات البحرية، منها المشاركة في بطولة العالم لسباق أبوظبي للفورمولا1، عام 1991، وعضو اللجنة المنظمة لبطولة العالم للزوارق السريعة الفئة الأولى 1998 – 2001، وعضو اللجنة المنظمة ومدير نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية، ومحكم لبطولة العالم للزوارق السريعة الفئة الأولى 2001 – 2003، وتنظيم بطولة الإمارات للدراجات المائية 2001 – 2005، وعضو اتحاد الإمارات للرياضات البحرية 2006 – 2009، وتنظيم بطولة كأس رئيس الدولة لزوارق الفورمولا 2000، أعوام 2003 – 2007، وتنظيم بطولة كأس القارات 2008 بالفجيرة، ومشرف عام سباقات الفورمولا2000، بطولة العالم 2007 – 2009، إضافة إلى العضو المنتدب من اتحاد الإمارات لبطولة العالم لزوارق «الإكس كات»، دبي 2008، والعضو المنتدب من اتحاد الإمارات لبطولة العالم لزوارق «الإكس كات» أبوظبي 2008، وعضو لجنة الزوارق السريعة للاتحاد الدولي للرياضات البحرية 2010 حتى تاريخه، والعضو المنتدب من الاتحاد الدولي للرياضات البحرية، بطولة العالم للزوارق السريعة، تركيا 2012، وتنظيم اجتماعات لجنة الزوارق السريعة للاتحاد الدولي للرياضات البحرية بالفجيرة 2012، كما كنت نائب رئيس اللجنة المنظمة لبطولة العالم للزوارق السريعة فئة «الإكس كات» الفجيرة 2012، ونائب رئيس اتحاد الإمارات للرياضات البحرية 2012 حتى تاريخه، وحضور جميع فعاليات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للرياضات البحرية، بصفة نائب رئيس اتحاد الإمارات، وتقديم ملف الفجيرة لاستضافة الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للرياضات البحرية، أكتوبر/تشرين الأول 2016، والذي فاز بأغلبية الأصوات.
كيف تقيم المجتمع بين الأمس واليوم؟
هناك فرق بين المجتمع في الماضي والحاضر، إذ كان في الماضي أكثر تلاحماً، وكانت العلاقات والروابط الاجتماعية أكثر متانة منها اليوم، فكنا نعيش سوياً ولا توجد وسيلة للتواصل غير اللقاء المباشر، بعيداً عن الوسائل والتقنية الحديثة، ولم يكن هناك الإمكانيات المتواجدة الآن، وبالرغم من مستحدثات العصر والتكنولوجيا الحديثة، مازال مجتمع الإمارات محافظاً على العادات والتقاليد والموروث الشعبي القديم، ويرجع ذلك إلى ما غرسه المغفور له مؤسس الدولة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من مبادئ وقيم أصيلة في مجتمع الإمارات، تجعلنا دوماً متواصلين ومنصهرين شعباً وقيادة.
ما أسعد اللحظات بالنسبة إليك؟
عندما أزرع الابتسامة على وجوه الناس صغاراً وكباراً، حيث أسعد بسعادة الآخرين، خاصة سعادة الأطفال، حيث أرى فيهم المستقبل المشرق.
من الشخصيات التي تأثرت بها ولها بصمات في حياتك؟
صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، الذي نتعلم منه الحكمة والصبر والمحبة والتسامح والعطاء، وغرس فينا حب الوطن والاعتزاز بالانتماء للدولة، وعلمنا الاعتزاز بالآباء والأجداد، والتفاني في العطاء والإحساس بالمسؤولية، وتعلمنا منه التواضع ومحبة الجميع، والشخصية الثانية التي تأثرت بها، الفريق سيف عبد الله الشعفار، خلال عملي في وزارة الداخلية، حيث إنه شخصية هادئة وقيادية من الدرجة الأولى، أما الشخصية الرياضية التي تأثرت بها، فهي شخصية سعيد حارب، رئيس اتحاد الإمارات للرياضات البحرية، والأمين العام لمجلس دبي الرياضي، الذي تعلمت منه الكثير، ومن خبراته الكبيرة في كل المجالات الرياضية خاصة البحرية منها.
حوار: بكر المحاسنة