أكد دبا الفجيرة بفوزه الكبير على الشارقة 4-1 في «معقل الملك» أنه يستحق موقعه بين الكبار، بعدما كرر ما كان فعله من قبل حين تجاوز الظفرة 5-3 والإمارات 3-صفر والجزيرة 4-2.
ورسم دبا الفجيرة الصاعد حديثاً من دوري الأولى وصاحب الإمكانات المالية العادية أجمل لوحة في دورينا حتى الآن ، وكانت قصته الجميلة بعدما برهن أن الروح والحب والقتال يمكن أن تعوض عن أشياء كثيرة في كرة القدم.
أما الشارقة فلقد عاد إلى دائرة الخطر مجدداً، فبعد بداية صاروخية مع عبد العزيز العنبري وجمع 4 نقاط في مباراتين، خسر آخر لقاءين أمام الوحدة صفر-1 ثم أول من أمس أمام دبا الفجيرة التي أكدت أن على «الملك» مراجعة حساباته ، ولاسيما أنه يحتل حالياً المركز الثالث عشر قبل الأخير برصيد 11 نقطة، أي أنه ثاني الهابطين إلى الدرجة الأولى حسب ترتيب الجدول.
وقد يصح إسقاط ما قاله مدرب دبا الفجيرة بوكير على حال الشارقة عندما كشف أن فريقه ممثل المنطقة الشرقية فاز بمساعدة الرياح في الشوط الثاني، لذلك فإن على «الملك» الحذر من موقعه الحالي قبل الندم مع نهاية الدوري.
وبغض النظر عن أن الشارقة لعب مباراة كبيرة في الشوط الأول وعاقبته كرة القدم بسبب إهداره كماً هائلاً من الفرص، وكذلك بغض النظر عن التحكيم الذي ظلم أصحاب الأرض في حالات كثيرة، إلا أن «الملك» لا يمكن إعفاؤه من المسؤولية بعدما ترك منافسه دبا الفجيرة يصول ويجول في الشوط الثاني، لتتحول الكلمة المسموعة إلى «النواخذة» قولاً وفعلاً وعملاً وتسجيلاً للأهداف وروحاً في الأداء وتكتيكياً في الملعب للفريق الصاعد المكافح الذي قدم مباراة العمر والموسم ورفع رصيده إلى 17 نقطة وحصد 3 نقاط تساوي تسعيرتها في محصلة دوري الخليج العربي ست نقاط، فضلاً عن كونها جاءت في وقت مثالي ومناسب مع نهاية الدور الأول مما سيجعل الفريق الفجراوي بعيداً عن الضغوط التي تصدرت برمتها إلى فريق الشارقة صاحب المركز قبل الأخير في لائحة الترتيب.
استحق «النواخذة» الفوز في الشوط الثاني لأن فريق الشارقة دخل إلى أرض ملعبه في الشوط الثاني بذكريات السيطرة على طول وعرض الملعب في الشوط الأول ، إضافة إلى تجاهل دفاع الشارقة الذي كان في أسوأ حالاته للنجم الموهوب طارق أحمد الخديم الذي تلاعب بدفاعات «الملك» كما شاء وشاءت له الكرة التي يجيد تطويعها تحت أقدامه على طريقة الأساطير وكبار اللاعبين.
ولم يقم الدفاع الشرقاوي بإخضاع اللاعب الفنان طارق تحت الرقابة المطلوبة ولم يتم التعامل معه كمصدر خطورة أو لاعب يمكن أن يرجح كفة فريقه وترك معه بدر أحمد على الطرف الأيمن وحيداً وأحيانا كان يتدخل معه حمد إبراهيم ومحمد سرور بعد دخوله، وكان طارق الخديم سجل الهدف الأول من ربع فرصة وتسبب في الهدف الثاني بعد أن ارتكبت معه ضربة الجزاء.
وكان دبا الفجيرة قد تعامل مع المباراة وفقاً لإمكاناته فكان له ما أراد وعاد إلى المنطقة الشرقية بالأهم في كرة القدم وهو حصد النقاط والمحافظة على البقاء في دائرة الأمان.
أما فيما يتعلق بفريق نادي الشارقة فقبل كل شيء لا بد من الإشارة إلى تأثير أخطاء التحكيم التي دار حولها كبير في الأهداف الثلاثة لدبا الفجيرة ، ولكن يجب أن يتعامل نادي الشارقة مع الخسارة بحجمها كخسارة مباراة لأن الفارق بين النحل وصاحب المركز السابع لا يزيد على خمس نقاط ، واي فوزين متتاليين له في الدور الثاني ستقودانه للدخول في منطقة الدفء والأمان، لكن بشرط دعم الفريق بلاعبين أصحاب خبرة حسب ما قاله المدرب عبد العزيز العنبري، وأيضا تحسين تواضع وتراجع في الدفاع وكذا الحال بالنسبة لخط الهجوم الذي يتواجد فيه فاندرلي وحده ، وفي كثير من الأحيان يتراجع إلى الوراء لقيادة الهجمات مما يتسبب في فقدان هجوم «الملك» لهيبته وخطورته ووضح ذلك جلياً في العديد من فترات مباراة أمس الأول.
على صعيد آخر، أعرب المدرب الألماني ثيو بوكير المدير الفني لفريق دبا الفجيرة عن سعادته الكبيرة بالفوز على الشارقة 4 -1 وقال: بنينا كل حساباتنا على تحقيق الفوز في هذه المباراة كي نتقدم خطوة إلى الأمام ونوسع الفارق بيننا وبين منافسينا.
واعتبر بوكير أداء فريقه أمام الشارقة الأفضل والأجمل منذ بداية الموسم الحالي وأضاف: نمتلك فريقاً جيداً ويستطيع أن يؤدي بشكل جيد ورائع وأنا سعيد بالتواجد مع هذه المجموعة الشابة من اللاعبين.
وعن أفضلية الشارقة في الشوط الأول وانقلاب مجريات اللعب رأساً على عقب في الثاني رد المدرب بوكير: يجب أن يعرف الجميع أن فريق دبا الفجيرة فريق صغير ويمتلك لاعبين صغار السن وخبرتهم في الملاعب ليست كبيرة وإذا تأخرنا في النتيجة من الصعب أن نعود وستقع على لاعبينا المزيد من الضغوط ، لذلك كان يهمنا ألا تهتز شباكنا مبكراً، لاعبو دبا الفجيرة لعبوا بروح عالية ومن قلبهم.
وكشف أنه طالب اللاعبين بين شوطي المباراة بالهدوء وعدم الاستعجال والتركيز العالي.
وعن أخطاء التحكيم التي صاحبت المباراة قال: التحكيم جزء من اللعبة وإذا لم تكن هناك مخالفة لما احتسب لنا الحكم ضربتي جزاء، وإذا كان فريق الشارقة ارتكب أخطاء فهذه مشكلته وليست مشكلتنا نحن.
ورداً على السؤال الخاص بأن الشارقة أهدر فرصة فوز عريض وحسم المباراة من الشوط الأول مع الوضع في الاعتبار بأن العارضة الشرقاوية تعاطفت ولعبت مدافعاً خامساً لفريق دبا الفجيرة وصدت كرتين لأصحابها ، إضافة إلى أن هناك ضربتي جزاء مشكوك في صحتهما فكيف يكون دبا الفجيرة قدم أفضل مباراة في الموسم قال بوكير: إذا تعاملنا مع الشارقة كاسم فهو اسم كبير في مسيرة كرة القدم في الدولة والفوز عليه يجعلنا نشعر بسعادة غامرة، أفضلية الشارقة في الشوط الأول بمساعدة الرياح ، وفي الشوط الثاني حفزت اللاعبين بأن الرياح ستكون معنا ونستطيع أن نمتلك الملعب ونسجل ونفوز بنتيجة المباراة وقد كان لنا ما أردنا.
عصام هجو