يتمتع وادي الوريعة في إمارة الفجيرة بأهمية ثقافية وتاريخية كبيرة نظراً للمواقع الأثرية المكتشفة في الوادي، والتي يرجع تاريخها إلى عام 300 قبل الميلاد، ويقوم على رعاية المحمية والحفاظ على تنوعها البيئي فريق من مختلف الجنسيات، تأسس عام 2009، ومن مهامه تطوير محمية وادي الوريعة الوطنية والحفاظ على التوزان بين الحياة البرية والجانب الترفيهي المتعلق بالسياحة المستدامة كمقصد سياحي.
مرال وأَنَك عضوان في فريق محمية وادي الوريعة الوطنية، يجمعهما الكثير من الصفات المشتركة ولكن أبرزها حب الطبيعة فهو قاسم مشترك بينهما. درس السوري مرال خالد شريقي، الجيولوجيا، ويحضر الآن لماجستير في علم الأحياء التطبيقي بمشروع بحث علمي عن محمية الوريعة. بدأ شريقي العمل في مشروع تطوير المحمية منذ العام 2006، وهو حالياً مدير الحماية والعمليات في محمية وادي الوريعة، ويشرف على عمليات البحث والتطوير، ويقود فريق حراس المحمية لتحقيق الحماية الفعالة للموارد الطبيعية.
أما الهولندية أَنَك بوسهوفن فقبل تخرجها من تخصص بكالوريوس إدارة الحيوانات في هولندا العام 2007، كانت قد حصلت على فرصة عمل في الإمارات، حيث جاءت في العام 2007 مركز إكثار حيوانات شبه الجزيرة العربية في الشارقة، ومنذ ذلك الحين وهي منغمسة في الأعمال التطوعية المتعلقة بالحيوانات، وانضمت إلى فريق محمية وادي الوريعة كمتطوعة عند بدء مشروع الكاميرات الفخية.
كان للشغف بالطبيعة والحياة البرية دور في اللقاء بين مرال وأَنَك، حيث كان مرال المشرف على صيانة الكاميرات الفخية بمساعدة فريق من المتطوعين. أما أَنَك فكانت واحدة من المتطوعين المحترفين وخبيرة في مجال حماية الحيوانات، وكانت من الأوائل الذين عملوا مع فريق المحمية جنباً إلى جنب، وكانت شاهدة على بدايات فريق الحراسة في المحمية وكيف دربهم مرال. كيمياء اللقاء كانت حاضرة بينهما منذ اللحظة الأولى، وخلصت إلى تعاون مثمر. اليوم أصبح مرال مديراً للحماية والعمليات في المحمية وأَنَك إلى جانبه دائماً في الحملات التطوعية في المحمية.
ويستعين القيمون على محمية وادي الوريعة الوطني بالمتطوعين لصيانة المحمية وإعادتها إلى رونقها الطبيعي؛ فأعمال التنظيف بشكل خاص سواء إزالة المخلفات البلاستيكية أو الصبغ عن الجدران تتطلب الكثير من العمل الشاق وأعداد كبيرة وفي بعض الأحيان أشخاصاً محترفين. فعلى سبيل المثال يقوم طلاب المدارس بالمساعدة في تنظيف النفايات والمخلفات البلاستيكية، أما عمليات تنظيف الأصباغ عن الصخور فتتم الاستعانة فيها ببالغين، متسلقي جبال ومنقذين سباحين خاصة عند إزالة الأصباغ عن المناطق الخربة المجاورة لبرك المياه، والتي يستخدمون فيها في معظم الأحيان قوارب مطاطية.
أما في المهمات التي تتطلب العمل والإنزال من الهيلوكوبتر فإنهم يطلبون محترفين فقط ممن يعملون في مجال حماية البيئة، يتمتعون بلياقة بدينة كافية وخبرة في اتباع المسارات باستخدام الخرائط وأجهزة تحديد المواقع الجغرافية.
بهيج وردة