شدد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة على أن الإمارات تحصن نفسها بأبنائها، بحبهم لوطنهم واندفاعهم لمواجهة أي خطر يحدق بهم، وأن المنطقة تبدو اليوم كما لو أنها على بركان لا يهدأ، وننظر إلى الأحداث الساخنة في دول عربية، من منطلق الدور الأخوي الذي اعتادت الإمارات اتخاذه عادة بالوقوف إلى جانب اخواننا العرب، ومد يد العون والمساعدة لهم لتجاوز محنتهم، وثقتنا كبيرة بتعاضد العرب وتبنيهم موقفاً واحداً لتجاوز المشكلات.
وأضاف سموه، الحمد لله نحن دولة أسست على ثوابت وأسس متينة ونهج بدأه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وثوابتنا في الاتحاد تضع في أولوياتها تعزيز روح المواطنة الإيجابية وحب الوطن، وهو ما ترجم فعلياً في التلاحم الكبير بين القيادة والشعب، وبالتالي تحصن الإمارات نفسها بأبنائها، بحبهم لوطنهم واندفاعهم لمواجهة أي خطر يحدق بهم.
وشبابنا الإماراتي واعٍ وبعيد عن الفكر المتطرف، وفي المقابل نعمل على الالتفات للشباب ونوفر المؤسسات التعليمية والمجتمعية التي من شأنها أن تكون الحاضن لهم ولإبداعاتهم وطموحاتهم بما يعود عليهم وعلى الوطن بالخير.
وقال سموه إن التعليم في صدارة أولويات خطط عملنا الاستراتيجية سواء في الحكومة الاتحادية أو الحكومات المحلية، لتوسيع القاعدة المعرفية لأبناء الدولة والارتقاء بمستوى البحث العلمي.
إن التعليم كان ولم يزل قاعدتنا الصلبة في تدعيم صرح الاتحاد، وهو رهاننا الحقيقي في المستقبل، ورهاننا اليوم، فقد كان الشيخ زايد، يرحمه الله، يقول «إن العلم هو الثروة الحقيقية التي يجب أن ننهل منها»، ونحن ننظر إلى الثروة اليوم بوصفها الاحتياطي الآمن لبلادنا، فمستقبل الدولة ليس نفطاً، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كلمته بالقمة الحكومية الأخيرة، مؤكداً أن «الاستثمار الناجح بالتعليم لن يجعل من نضوب النفط في المنطقة مشكلة كبيرة على الدولة».
الأرقام ترسم ملامح ما بلغناه في المسيرة التعليمية داخل الإمارة، بوصفها جزءاً من المسيرة التعليمية في الدولة، فقد بلغ عدد المدارس في إمارة الفجيرة 75 مدرسة ( 62 مدرسة حكومية و13 مدرسة خاصة)، ويبلغ عدد الطلاب الدارسين في هذه المدارس 36960 طالباً وطالبة، منهم 23012 طالباً حكومياً، وارتفع عدد المعلمين في مدارس الإمارة ليبلغ 2818 معلماً.
وتضم الإمارة كليات التقنية العليا وكلية الفجيرة وجامعة عجمان، وبالإضافة إلى عمليات توسعة في الكليات والجامعات القائمة، سنشهد خلال الفترة المقبلة ازدياداً في عدد الجامعات التي تتناسب وارتفاع عدد خريجي الثانويات في الإمارة.
إن كانت الأمور بخواتيمها وقيمة تلك الأرقام والمؤسسات التعليمية بمخرجاتها فيكفي أن نشير إلى أن النتائج العالية التي حققها ويحققها أبناؤنا طلبة الفجيرة في تحصيلهم الدراسي بحصولهم على مراكز متقدمة على مستوى الدولة، هو ما يؤكد صحة النهج التعليمي الذي نسير عليه في الإمارة، والذي ندرك أهمية شراكتنا فيه مع وزارة التربية والتعليم ومجلس رعاية التعليم والشؤون الأكاديمية بالفجيرة ومجالس الآباء والمعلمين.
وعلى صعيد حملة الشهادات الجامعية والعليا في الإمارة نفخر بارتفاع عدد طلبتنا من حملتها، وقد بلغ التالي: 54 من حملة شهادة الدكتوراه، وأكثر من مئتين من حملة شهادة الماجستير، و2677 من حملة شهادة البكالوريوس، إضافة إلى 185 من حملة شهادة الدبلوم.
ونعمل على تعزيز البنية التحتية التعليمية في الإمارة، ونعمل مع وزارة التربية والتعليم لضمان جودة الأداء التعليمي والتربوي في المدارس، كما نحرص على توفير بيئة جاذبة تعتمد أحدث التقنيات والمناهج التربوية.
القطاع الصحي
لا ينفصل تطور القطاع الصحي في الفجيرة، عن النهضة الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة في كافة المجالات الحيوية، ولاسيما تلك التي على تماس مباشر بحياة المواطنين، لذلك نولي، بالتعاون مع وزارة الصحة، جلّ الاهتمام لتوفير الأمن الصحي لأبناء الإمارة ومقيميها وزوارها وتوفير أرقى الخدمات الطبية لهم.
ويشهد القطاع الصحي تطورات متلاحقة، من ناحية بناء المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة ومراكز الرعاية الصحية.
أو من ناحية الارتقاء وتطوير الخدمات الصحية والتثقيفية والعلاجية والوقائية داخل المنشآت الصحية، وفي هذا السياق تشهد منطقة الفجيرة الطبية، تعزيزاً مستمراً لخدماتها وتوسعة للتخصصات الطبية، وتزويدها بأفضل المعدات وأرقى الأجهزة وأكثرها تطوراً عالمياً، كوجود مركز كبير يعالج مرضى الثلاسيميا، واستحداث مركز الفجيرة لغسيل الكلى كأول مركز تخصصي من نوعه في مستشفيات وزارة الصحة، فضلاً عن عمليات الصيانة المستمرة للأبنية الطبية منها مستشفى الفجيرة ومستشفى دبا الفجيرة الطبي، والمركز الصحي في منطقة السيجي، وهو واحد من 11 مركزاً يقدم خدماته.
مشاريع حيوية ترسم الملامح العمرانية والمعمارية
أفاد صاحب السمو حاكم الفجيرة بأنه تم تحديد خطوات العمل التطويرية فيما يخص قطاع الإسكان من خلال إعداد «الخطة الشمولية للإمارة لعام 2040» والتي وضعت وفق معايير أخذت بعين الاعتبار احتياجات المناطق للمرحلة المقبلة، وما يتكامل مع حركة النمو السكاني من خدمات تجارية وصحية وبنية تحتية على نحو عام، وكل ذلك تم ضمن ضوابط السلامة البيئية والتطور العمراني.
وبذلك يمكن القول إن «الخطة الشمولية للإمارة لعام 2040» رسمت الملامح العمرانية والمعمارية لتطور المدينة والمناطق التابعة لها، فضلاً عن مجموعة كبيرة من المشاريع الحيوية والضخمة التي تستهدف سكان المنطقة وزوارها على حد سواء، وبالتالي هي حددت منحى استراتيجياً، بعيد الأمد، لخطواتنا فيما يتعلق بالنمو السكاني وتطوير الخدمات المحلية.
وتوجيه الاستثمار نحو إنجاز المشروعات الحيوية والإستراتيجية في الدولة بما يواكب التطور السكاني ويعزز دور الإمارة السياحي، فضلاً عن دورها الاقتصادي الذي بدأ يتنامى مؤخراً مع عمليات التطوير المستمرة لموانئ الفجيرة البترولية وتعزيز قدراتها كمنصة رئيسية للشركات المحلية والإقليمية والعالمية في مجالات إمدادات الطاقة وتخزينها عالمياً.
أبرز المشاريع التي استهدفتها الخطة الشمولية للإمارة، كان تشييد، «مدينة محمد بن زايد السكنية الجديدة»، في إمارة الفجيرة، إضافة إلى مشاريع سياحية وتجارية متعددة. كما سيتم تخطيط مناطق جديدة للسكن توفر مساكن جديدة للمواطنين، واستحداث مدن سكنية للمواطنين من أصحاب القروض السكنية، فضلاً عن إعادة التوطين في مناطق سكنية أخرى.
ومن ضمن مشاريع الخطة الشمولية للإمارة، أيضاً، مشروع إقامة القرية العمالية في منطقة الحيل الصناعية على مساحة تقدر بـ32 هكتاراً، وبقدرة استيعابية تصل إلى أكثر من 35 ألف عامل.
أصدرتم قراراً بإنشاء، «مدينة محمد بن زايد السكنية»، قرب مدينة الفجيرة، ووجهتم ببدء المخططات اللازمة لإنشاء المدينة وتجهيزها بالخدمات الضرورية والمرافق كافة، كيف تقيمون مراحل الإنجاز؟
انتهت بلدية الفجيرة بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني من مخططات المدينة الهندسية، على أن تبدأ عمليات تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، والتي تتضمن تشييد 1100 وحدة سكنية خلال الشهور القليلة المقبلة.
لقد اطلعنا على تصاميم المدينة السكنية، ونشد على أيدي المهندسين الذين قدموا أفكارهم المبتكرة في تصميم المجمعات العمرانية للمدينة، بما يتناسب وروح المجتمع الإماراتي ونمط حياته ويعكس هويته، وقد أكدنا ضرورة أن يكون التخطيط العمراني متكامل المواصفات والمعايير والخدمات العامة ضمن ضوابط الحفاظ على البيئة.
تتميز الفجيرة بالجبال الشاهقة المحاذية في كثير من المناطق لشاطئ البحر، مما ضيق على السهول التي يفضل البعض بناء مساكن فيها، ولم تقصر الجهات المعنية في الإمارة بتهيئة مناطق لإقامة مساكن للمواطنين عليها، ما هي خططكم للتغلب على ذلك؟
تحتل الجبال نسبة كبيرة من الحيز العمراني للفجيرة، لذلك نتجه إلى اعتماد تجربة إقامة المجمعات السكنية والمدن خارج نطاق المدينة، وتعميم هذه التجربة لحيز معماري أوسع من ذلك المتوافر في المدينة.
لقد اخترنا إقامة «مدينة محمد بن زايد السكنية الجديدة» في إمارة الفجيرة، خارج المدينة في منطقة الحيل السكنية الواقعة في الجنوب الغربي من مدينة الفجيرة، وقناعتنا أن مثل هذه المدينة المتكاملة المواصفات والخدمات، وذات التخطيط الحضاري من شأنها تشجيع الكثيرين للعيش في المدينة وخارجها بكل الامتيازات التي يطلبها السكان.
اعتماد إنشاء المجمعات السكنية خارج الحيز العمراني الضيق للمدينة، كان تجربة ناجحة سبق واختبرناها على الأرض وتلمسنا نتائجها من خلال مدينة الغزيمري التي تم تشييدها بجوار منطقة الفرفار، ومدينة «الرماني» السكنية التي تقع بالقرب من منطقة البليدة على الطريق المؤدي إلى مسافي.
تحفيز التعاون
التنسيق المستمر بين الجهات الحكومية العاملة ضرورة لرفع كفاءة عمل الأجهزة الحكومية وكفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين على جميع الأصعدة، لذلك نحن نوجه الإدارات والجهات الحكومية المحلية بالإمارة إلى ضرورة تذليل كافة المعوقات وتحفيز التعاون المستمر بينها خدمة للمواطن، والارتقاء باختصاصات الإدارات المحلية لدعم التطور الحضاري الذي تشهده الدولة.
التفاوض مع شركات لتشغيل المشروع الاستراتيجي للأمن الغذائي
أوضح صاحب السمو حاكم الفجيرة بأن ميناء الفجيرة بموقعه الاستراتيجي المتميز خارج مضيق هرمز على البحار المفتوحة، البوابة الشرقية الأولى للإمارات ودول الخليج، وبفضل الموقع المتميز والتجهيزات والمعدات الحديثة، يتميز الميناء بانخفاض رسوم التأمين وتكاليف المناولة لعمليات الاستيراد والتصدير لدول المنطقة، وتم تطويره لاستقبال أنواع السفن والناقلات كافة، بفضل تعدد الأرصفة التي تزيد على 20 رصيفاً بحرياً بـ 6045 متراً طولياً، وأعماق 15 متراً، 18 متراً، 26 متراً، ويقدم خدمات متنوعة: مناولة البضائع والحاويات والمعدات والسيارات والمواد الصلبة والأحجار والمواد السائلة والحبوب والنفط والمنتجات البترولية.
ويقدم الميناء أحدث التجهيزات البحرية والتي تشمل أسطولاً قوياً من سفن السحب والإرشاد لخدمة السفن القادمة وفي مناطق الانتظار بالمياه الإقليمية للدولة لمزاولة الأنشطة البترولية المتنوعة في منطقة المخطاف والأرصفة البترولية العائمة (تم التعامل مع 14000سفينة خلال العام 2014).
وفيما يخص مشروع إنشاء صهاريج ومخازن للمشروع الاستراتيجي للأمن الغذائي فقد انتهينا من المرحلة الأولى لمشروع تخزين المواد الغذائية الذي تنفذه شركة «aldahra» بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ 480 مليون درهم، ويتضمن 20 مستودعاً (صومعة) منها 16 لتخزين القمح و4 لتخزين الأرز، بطاقة 275 ألف طن متري، كما تم إنشاء خط مزدوج من السيور المتحركة لتحميل وتفريغ الحبوب من السفن بطول 2.1 كيلومتر.
المشروع أنجز بالكامل ويجري العمل حالياً على التفاوض مع شركات وطنية وعالمية لتشغيل وإدارة المشروع، كمشروع أمن غذائي استراتيجي، وأيضاً مشروع تجاري يحقق الجدوى الاقتصادية المرجوة منه.
سياحةلدينا رؤية واضحة للسياحة، تشمل التركيز على المنطقة الشمالية والمشاريع السياحية والمنتجعات، فالمنطقة تتميز بمواصفات سياحية عالية جداً وعالمية، والآن يتجاوز عدد المنتجعات 27 فندقاً ومنتجعاً، وهناك خطة لزيادة هذا الرقم.
ونعمل على الاستفادة من المنطقة الجبلية وعيون المياه، ووقعت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار عقداً لتطوير المنطقة القديمة وبناء مدرج روماني يتسع لـ 4000 إلى 5000 مشاهد.
خط حبشان ــ الفجيرة
يؤمن افتتاح أنبوب نفط حبشان صادرات الإمارات من النفط إلى السوق العالمية بسهولة، ما يجعل من مطار الفجيرة ومينائها رئة الإمارات، كما وصفهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.
وبفضل السياسات والحوافز والتسهيلات، وبفضل الحرص على تحقيق الاستغلال الأمثل للواجهة البحرية المحدودة للفجيرة (اعتماد سياسة أرصفه بترولية مشتركة لجميع الشركات)، والاستخدام الأمثل لمساحات الأراضي المحددة، تعززت تنافسية الفجيرة، وتم جذب العديد من الاستثمارات والشركات العالمية المتخصصة وتم التحول الاختياري من التخزين في مستودعات عائمه ذات البدن المزدوج إلى «مستودعات أرضية» تحقق مستويات أفضل من الأمن والسلامة والمحافظة على البيئة.
وذات كفاءة أعلى في مستويات وتكاليف التشغيل (عمليات الخلط والتحسين وتبادل المنتجات)، وتحقق توفير في التكاليف الاستثمارية ( مبادرة واستثمارات الميناء في تشييد الأرصفة وأجهزة المناولة المشتركة توفر للشركات حوالي 30٪ من الاستثمارات الرأسمالية بالمقارنة مع مشروع مستقل يستثمر في تشييد أرصفة ذاتية)، وعزز ذلك من الجدوى الاقتصادية للمشروعات وتأكيد تعاظم التنافسية العالمية للفجيرة وتبوأ مكانة عالمية متميزة ومتنامية ومستحقة.
وقامت شركة أبوظبي للاستثمارات البترولية الدولية «أيبيك» بتشييد خط أنابيب طوله 370 كيلومتراً لنقل النفط الخام من حبشان بأبوظبي إلى الفجيرة وتشييد مستودعات تخزين عددها 8 مستودعات بطاقة 8 ملايين برميل وتشييد 3 منصات عائمة للتصدير، حيث تبلغ الطاقة التصديرية 1.5 مليون برميل يومياً، وهي تمثل 70٪ من الطاقة الإنتاجية لأبوظبي، وتشمل الخطة توسعات مستقبلية لإقامة 4 مستودعات تخزين جديدة لترتفع الطاقة التصديرية إلى 1.8 مليون يومياً – وبلغت استثمارات المشروع الذي بدأ تشغيله في منتصف يوليو 2012 نحو 4.2 مليارات دولار.
وسوف يحقق هذا المشروع الاستراتيجي العملاق النقل الآمن للنفط خارج مضيق هرمز، بالإضافة إلى الجدوى الاقتصادية والبيئية التي يوفرها النقل عبر الأنابيب كبديل عن الاعتماد الوحيد على ناقلات النفط العملاقة.
تقوم حالياً شركة الإمارات للغاز المسال بشراكة بين «مبادلة» و«ايبيك»، لتشييد مشروع استراتيجي لنقل الغاز الطبيعي المسال وتخزينه ثم إعادة تسييله وتلبية الاحتياجات المتزايدة من الغاز الطبيعي لمشروعات الطاقة ومتطلبات التنمية الصناعية بالإمارة والدولة – وتبلغ طاقة المشروع 1.2 مليار قدم مكعب في اليوم (نحو 9 ملايين طن في العام – تزداد مستقبلاً إلى 15 مليون طن سنوياً) والمرتقب تشغيله خلال العام 2017/ 2018.
رئة الإمارات الثانية عالمياً في تزويد السفن بالوقود
أشار صاحب السمو حاكم الفجيرة الى أنه كامتداد للحركة الاقتصادية التي شهدتها دولة الإمارات، حدثت القفزة الاقتصادية في الفجيرة، بعد أن استفادت الإمارة من الثروات الطبيعية في جغرافيتها وموقعها الاستراتيجي المطل على المحيط الهندي، حيث استثمرت الموارد التي تحوزها في الصناعات التحويلية بإنتاج الأسمنت والسيراميك والطابوق والرخام إلى جانب مصنع الصوف الصخري الأول والأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، فيما أسهم استثمارها في القطاع البترولي سواء في قطاع التجزئة أو تخزين النفط، في تبوؤ المركز الثاني عالمياً في تزويد السفن بالوقود.
كما حرصنا على توفير البُنى التحتية المتطورة إضافة إلى المطار الدولي والميناء وهيئة المنطقة الحرة، فضلاً عن تقديم التسهيلات والدعم للشركات الراغبة في ممارسة نشاطاتها الاقتصادية في الإمارة، وفي هذا الإطار هناك الكثير من القوانين التي يتم تحديثها وتطويرها، إلى جانب سن قوانين جديدة تحمي المستثمر وتحمي أمواله أيضاً، بما يضمن له عائداً إيجابياً، وبالتالي يضمن استمرارية المشروع ودعمه.
اليوم هناك الكثير من المقومات التي تعزز أهمية إمارة الفجيرة، وتجعلها قادرة على جذب المستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية مميزة تبعاً للمقومات التي تتمتع بها الإمارة دون عن سواها، ولكننا نعمل على انتقاء المستثمرين الجادين الذين سيسهمون في تحريك العجلة الاقتصادية في الإمارة جنباً إلى جنب المشاريع الاقتصادية الكبيرة التي تمت الموافقة عليها وسترى النور قريباً، إضافة إلى مشاريع أخرى لا تزال حكومة الفجيرة تعمل على دراستها.
تطوير المطار
بدأ مؤخراً العمل على مشروع تطوير مطار الفجيرة الدولي، ما مدى تأثير ذلك على فاعلية المطار وأثره الإيجابي على النهضة الشاملة في إمارة الفجيرة ؟
كانت هناك خطة لتغيير موقع المطار ونقله إلى البحر، عبر عمليات ردم تصل جزيرة الموزة، بما يعادل مساحة إلى 2 كيلو متر مربع بساحل الفجيرة، وذلك لإنشاء مطار جديد عصري متعدد الأغراض، ولكن بالاستعانة بالخبراء والدراسات الفنية تبين أن هناك مواصفات معينة يتطلب استيفاؤها فارتأينا تطوير المطار في موقعه الحالي.
حيث قمنا بالاستعانة بشركة أبو ظبي للمطارات لتطويره ورفع كفاءته بما يضمن تحقيق كافة المواصفات العالمية للمطارات الكبرى، وفي هذا الشأن لا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي دعم هذا المشروع لما يشكله من أهمية كبرى ليس فقط لإمارة الفجيرة بل لدولة الإمارات بشكل عام.
حدثنا سموكم عن وضع الحركة الثقافية والإعلامية في الإمارة ودور وسائل الإعلام في مواكبة التطورات الهائلة التي تشهدها الفجيرة ؟
ندرك أهمية الثقافة ودور الإعلام في تقدم الأمم بوصفها ركيزة التنمية الشاملة والناجحة، وهو الأمر الذي ترجمنا فهمنا له عبر أكثر من قناة ثقافية وإعلامية، كان آخرها المرسوم الخاص بإنشاء المكتب الإعلامي لحكومة الفجيرة، ليكون مظلة تجمع المكاتب والمراكز الإعلامية لدوائر الحكومة لتعمل مجتمعة على نحو يضمن أعلى مستويات التنسيق البيني وتدقيق المعلومات وتوحيد الرسائل الإعلامية، بما يضمن توصيل الرسالة الإعلامية للحكومة بأسلوب فعال يمتاز بالوضوح والموضوعية والشفافية وفقاً لأرقى المعايير.
على الصعيد الثقافي نقدر ونثمن كل الجهود التي بذلت في الفترة السابقة في المجال الثقافي والإعلامي، وخاصة ما حققته هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والتي قدمت الكثير من البرامج والفعاليات الثقافية والأنشطة.
ونجحت في وضع الفجيرة على الخارطة الثقافية والإعلامية والأدبية والفنية، من ملتقيات ومهرجانات عديدة، أبرزها مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، والذي توج كنتيجة مباشرة لنجاحه العالمي، ولنجاح هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام في دعم الفن عمواً والمسرحي خصوصاً، بتحقيق الإمارات إنجازاً كبيراً في انتخابات الهيئة الدولية للمسرح الأخيرة، بفوز محمد سيف الأفخم بمنصب رئيس الهيئة الدولية للمسرح، ليكون العربي الوحيد الذي يتسلم هذا المنصب منذ تأسيس الهيئة في عام 1948.
كلية للفنون
المشاريع الثقافية والكبرى في الإمارة لا تتوقف، وفي كل مرة نحن على موعد مع الجديد، وقد أصدرنا قانوناً بإنشاء «كلية الفجيرة للفنون والموسيقى»، التي ستتبع لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وتهدف إلى تأهيل الطلبة للحصول على درجة البكالوريوس في تخصصات الفنون المختلفة.
القطاع الخاص
إلى جانب القطاع الصحي الحكومي ينهض القطاع الخاص الحكومي بدوره في تقديم الخدمات وفي مقدمته شركة الشرق للرعاية الصحية إحدى شركات مجموعة الفجيرة الوطنية، والتي كانت أول شركة في الدولة، تمنحها وزارة الصحة علامة موحدة، وافتتحنا أواخر 2011 مستشفى الشرق وباشرت مجموعة الفجيرة الوطنية بإنشاء مستشفى الشرق في دبا بـزيادة 60 سريراً عن مستشفى الشرق بالفجيرة، على أن يتم الانتهاء من هذا المستشفى بحلول العام 2018.
البيان