أسهمت عين مسافي المائية بما عاصرته من مراحل عمرانية وسكانية عديدة في الفجيرة، بتوفير حصص المياه العذبة للمواطنين والمقيمين والزوار قبل سنوات النفط وحتى الآن، بحكم موقعها على طريق دبا الفجيرة – مسافي، حيث شرعت حكومة الفجيرة في حفر بئر مسافي قبل سنوات عديدة على روح المرحوم الشيخ محمد بن حمد الشرقي، وظلت العين مصدر المياه للسكان في المنطقة وما يجاورها على مر السنوات السابقة، إذ لبت احتياجات أهل المنطقة، من مياه للشرب وللاستخدامات اليومية ولري مزروعات البيوت. وعلى مر الأيام ظل اعتماد مسافي على العين دون انقطاع، حتى تم تشييد شركة لتحلية المياه في قدفع تابعة لحكومة أبوظبي، وتم إنشاء خط مياه رئيسي يمر من قدفع عبر يبسة والبثنة وصولاً على منطقة مسافي، ولأول مرة تصل المياه الحكومية بشكل منتظم ورسمي إلى داخل بيوت مسافي كافة، وبذلك بدأ السكان تدريجيا الاستغناء عن مياه العين، مع بقاء شريحة كبيرة منهم تتردد عليها وتعتمد بشكل كلي عليها في الشرب.
للعين قصص وروايات عديدة أبطالها أبناء المنطقة الذين تربوا منذ الصغر في جنبات المنطقة يرتوون من عين الماء، ومنهم سعيد بن سلطان بن شاهين الذي قال: تربينا وترعرعنا على مياه عين مسافي، في وقت لم يكن هناك مصدر للشرب سوى تلك العين المائية المتدفقة بالمياه العذبة، حيث كانت الأسرة الواحدة تستخدم من 5 – 10 جالونات في اليوم كمياه شرب، وأضعاف ذلك من المياه للاستخدامات اليومية، وبالتالي كان الإقبال على العين كبيراً، ولم يكن هناك شخص أو عائلة لا تستخدم العين وتعتمد على مياهها العذبة. وتابع: كانت العين قد توقفت فترة زمنية نظراً لوجود مبالغ مائية عليها للكهرباء والماء، وتم تسديدها وتسخيرها من قبل الشيخ صالح بن محمد الشرقي لتكون متاحة أمام جميع المواطنين بالمجان. وأكد أن هناك مواطنين يقومون بتعبئة صهاريج حاليا من العين المائية، ويتم ري مزارعهم من خلال تلك المياه، ولا يتوقف الإقبال على العين على مدار الساعة، وتتسابق السيارات لأخذ دورها في طابور يمتد أحيانا على مسافة 500 متر وربما أكثر في بعض الأوقات. ولفت إلى أن عين مسافي قد تأثرت في السنوات الأخيرة شأنها في ذلك شأن كافة العيون المائية في الفجيرة وغيرها، حيث طالتها يد الجفاف بعض الشيء، ولم تعد كما كانت حافلة وعامرة بالمياه وعلى مسافات سطحية.
أما محمد راشد عبيد، فقال: ربما اعتمد بعض الأهالي في مسافي على العين في الوقت الحالي لري مزارع البيوت وليست المزارع الكبيرة التي هي دون شك بحاجة إلى كميات ضخمة من المياه العذبة، وتراجع دور عين مسافي يفتح التساؤلات عن إمكانية تركيب عدادات مياه على المزارع الكبرى لتوفير مياه عذبة لاستكمال المزارع مسيرتها الوطنية في توفير كافة السلع الغذائية.
وأشار إلى أن مسافي بها الآن 60 مزرعة جميعها بحاجة ماسة إلى كميات كبيرة من المياه العذبة، وكانت منذ سنوات طويلة تعتمد على العين المائية ومياه الأمطار المباشرة، وهو الشيء الذي لا يتوفر بشكل كبير حاليا، لأن عين مسافي المائية مصابة بالشيخوخة، ولم تعد كما كانت مصدراً وحيداً للشرب في مسافي.
السيد حسن (مسافي)