ولفت إلى أن مسجد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان الواقع في مركز مدينة الفجيرة، بات بعد اكتمال أعماله معلماً حضارياً وتحفةً معماريةً إسلاميةً ومنارة دينية شامخة تعد إضافة نوعية لمشاريع البنية التحتية على مستوى الدولة، حيث يعتبر ثاني أكبر مسجد في الدولة بعد مسجد الشيخ زايد «رحمه الله» في إمارة أبوظبي، مؤكداً أن المسجد سيكون قبلة للمصلين من كافة أنحاء الإمارة، ومقصدا للسياحة الدينية شرق البلاد، ومركزا للإشعاع الروحي ونشر الثقافة الإسلامية القائمة على الوسطية، كما يشكل إضافة متميزة للنهضة العمرانية بإمارة الفجيرة.
يذكر ان مسجد الشيخ زايد يسع لـ 28 ألف مصل، بدأ تنفيذ أعماله الإنشائية بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عام 2010، وأنهت وزارة الأشغال العامة المرحلة الأولى من بناء المشروع والخاصة بالأعمال الخارجية عام 2013م بتكلفة إجمالية بلغت 207 ملايين درهم، في مساحة 32 ألف متر مربع، بمركز مدينة الفجيرة، شملت أعمال المرحلة الأولى إنشاء هيكل المبنى المؤلف من طابقين أحدهما تحت الأرض وفيه مصلى للنساء، وقاعة متعددة الأغراض، وأماكن الوضوء للنساء، وبعض الغرف الخدمية، فيما يحتوي الطابق الأرضي على قاعة الصلاة الرئيسية للرجال، كما شملت متطلبات المرحلة الأولى إنجاز أعمال تكسية الحجر الخارجي للمسجد الرئيسي، والفناء الرئيسي للمسجد المحاط بأربعة أروقة من جميع جوانبه تعلوها 35 قبة صغيرة، وإنشاء المواقف الخارجية البالغ مجموعها أكثر من 4 آلاف موقف، فضلاً عن بناء 6 منارات بارتفاعات تتراوح بين 80 و100 متر، وأماكن للوضوء.
فيما بلغت تكلفة المرحلة الثانية من مشروع بناء المسجد 30 مليونا، لتصبح التكلفة الإجمالية للمشروع ضمن المرحلتين 237 مليون درهم، حيث شملت أعمال المقاولة الداخلية للمسجد إنجاز المتطلبات الفنية للزخارف الإسلامية والمصممة بألوان وأشكال بديعة تحمل الطراز الإسلامي في أجمل صوره، وتتناسق تلك الزخارف واستخدامها مع أعمال الرخام لجدران المسجد والزجاج المعشق، إلى جانب الأعمال الخشبية من مشربيات وأبواب ذات طراز معماري إسلامي، ما يضفي شعوراً روحانياً غاية في الروعة داخل المسجد، فيما أسهمت الإنارة الطبيعية في تعميق هذا الإحساس، من خلال ولوج أشعة الشمس بشكل غير مباشر عن طريق النوافذ العلوية في القباب أو مباشرة عن طريق نوافذ الزجاج المعشق لتحدث انعكاسات وتداخلات ضوئية مدروسة بشكل هندسي وجمالي غاية في الروعة والإبداع. كما شملت المرحلة تركيب الثريات بأحجام كبيرة ومتوسطة ومصابيح الإنارة في كافة أنحاء المسجد والتي تتميز بفخامتها وقيمتها الجمالية، وهي مصنوعة من الكريستال والنحاس المعتق في بعض الأمكنة والمطلي بالذهب في أماكن أخرى.