جسّد طلبة مدارس إمارة الفجيرة مشهداً وطنياً صباح أمس، لاستذكار تضحيات شهداء الوطن البواسل الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء للوطن، خلال عملية «إعادة الأمل» في اليمن الشقيق، جاء ذلك في تفاعل مع توجيهات وزارة التربية والتعليم التي دعت إليها بتخصيص جزء من اليوم الدراسي، لاستذكار مناقب كوكبة شهداء الوطن البواسل.
وقدم عدد من طلبة مدارس الفجيرة بطاقات تعزية للمعلمات والطالبات وذلك تعبيراً منهم عن حبهم للوطن وفخرهم بالذين ضحوا بدمائهم فداء له، ورغبتهم في مواساة شعب الإمارات الغالي، وأهالي الشهداء الذين نذروا أنفسهم لنصرة الحق والعدل، وتحقيق أمن واستقرار الأشقاء في اليمن، وفي كل دولة عربية شقيقة، وضربوا بتضحياتهم أروع الأمثلة لإرساء دعائم الأمن والسلام في ربوع الوطن العربي، وباتوا مصدر فخر واعتزاز لكل عربي محب لأمته العربية.
وأكدت معلمات مدرسة البحر للتعليم الأساسي، أن هذه المبادرة تبث وتعزز روح الانتماء والتضحية وحب الوطن لدى أبنائنا الطلبة منذ الصغر، وتدل على أن أبناء زايد قلوبهم واحدة ومصابهم واحد، ومن واجب الجميع مشاركة أهالي الشهداء حزنهم، مثمنين جهود ومبادرة الطالب عبد الله جاسم محمد من مدرسة سكمكم للتعليم الأساسي ح1 في الفجيرة، والطالبتين فايزة جاسم محمد وشيخة محمد صقر في الصف الثالث ابتدائي من مدرسة البحر للتعليم الأساسي ح1.
وأشاروا إلى أن سيرة شهدائنا ستظل عطرة وذكراهم ستظل في نفوسنا جميعاً، وبطولتهم سطرها التاريخ لتظل خالدة أمد الدهر، يرويها الآباء ويتعلم منها الأبناء المعاني الحقيقية للتضحية وحب الوطن والقيم الحثيثة لأداء الواجب.
بدورها استهلت مدرسة أم المؤمنين صباح أمس يومها الدراسي بمشاعر ممزوجة بالفخر والحزن، حيث قدمت نورة عبد الغني مديرة المدرسة دعاء لشهداء الوطن ، وبينت أن قافلة شهداء الواجب هم أبطال ضحوا بأرواحهم فداء لأوطانهم، وباتوا نماذج مضيئة ومصدر فخر وعزة كل إماراتي وعربي، وسجلوا بأرواحهم رسائل الوفاء والولاء وحب الوطن.
وأوضحت أن مدرستها شهدت فعاليات وأنشطة مختلفة موجهة إلى الطلبة، لتسليط الضوء على مآثر الشهداء وتضحياتهم، في سبيل الذود عن حمى الوطن، وإغاثة الأشقاء في اليمن، وما ينتظر الشهداء من عظيم الأجر والثواب عند الله، ضاربين بذلك أروع الأمثلة والبطولة في الفداء وبذل النفس لإعلاء كلمة الحق.
وتخلل مشوار اليوم الدراسي الأناشيد الوطنية الحماسية وترديد الطلبة لها، وجرى كذلك عرض مقاطع فيديو، وعرض أدعية لشهداء الوطن وجنوده في اليمن على لوحة الإعلانات الكهربائية الموجودة في واجهة الاستقبال بالمدرسة، وقد جاء ذلك بهدف غرس قيم عظيمة وتعزيز قيم الولاء وحب الوطن في نفوس الطلبة.
كما ألقت محاضرة للطلبة لتبين من خلالها الدور الذي قام به شهداء الوطن في مواجهة العابثين، وثمّنت جهود دولة الإمارات في مشاركتها الحازمة لحل أزمة اليمن وتحقيق الأمن والأمان لشعب الإمارات والخليج العربي، فضلاً عن أنها حثت معلماتها على تقديم مجموعة من الفعاليات والأنشطة الإثرائية أثناء الحصص الدراسية التي تعنى بتعزيز الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا الطلبة، والتطرق إلى مكانة الشهيد عند الله، وكيف يكون البذل والعطاء من أجل رفعة الوطن.
من جهتها لفتت شيخة محمد الحفيتي المرشدة الأكاديمية والمهنية في وزارة التربية والتعليم إلى تفاعل الطالبات مع الحدث وتعبيرهن عن مشاعرهن بحب وصدق، مبينة أن طلب العلم هو أيضاً جهاد للوصول إلى أعلى المراتب التي يتشرف بها الوطن لإعلاء رايته، فعلى الطلبة التسلح بالعلم، والعمل بجد واجتهاد من أجل رفعة الوطن وتقدمه وازدهاره.
بدورهم عبر عدد من طلبة المدارس بالفجيرة قائلين: «نحن أبناء الإمارات دولتنا قوية ولها جيش باسل أبي، نحزن لفقد الشهداء، ولكن فرحنا واعتزازنا أكبر بحماة الوطن، ونحن جميعاً نتمنى عندما نكبر أن نلتحق بالخدمة الوطنية، لنحافظ على أرضنا وهويتنا، لأننا مهما سافرنا في بقاع الأرض لن نجد مثل الأمن والأمان والاطمئنان الذي نجده في وطننا الغالي الإمارات».
وأضافوا: «سيبقى التفافنا حول القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، التي تدعم بوفاء وإخلاص نصرة الأشقاء العرب في كل بقاع الوطن العربي، وشهداؤنا الأوفياء كشفوا عن المعدن الأصيل لأبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث إنهم قدموا أرواحهم فداء للواجب وفداء للوطن الغالي».
أمينة صدقي