«كل أبنائي فداء للوطن» قالها بصدق وتلقائية وإصرار وصلابة قبل أن تجف دموعه، قالها وهو في قمة الحزن والألم لتتحول إلى أكبر رسالة في حب الوطن.
كلمات والد الشهيد وليد أحمد خميس الخديم حارس مرمى دبا الفجيرة السابق تمس القلوب، وتحمل الكثير من المعاني النبيلة، وتؤكد قيم التضحية بالغالي والنفيس التي غرسها الوطن في عروق أبنائه من جيل إلى جيل حتى تبقى راية الوطن عالية.
وبتماسك شديد قال أحمد خميس الخديم وهو من رجال الشرطة «أحمد الله على الشهادة التي نالها ابني، فقد كان إنساناً مطيعاً لوالديه، محباً لأسرته ومجتمعه وقيادة البلاد الرشيدة، ولهذا أنا ووالدته صابرون». مضيفاً «لقد رزقني الله سبحانه وتعالى بثمانية من الأولاد، وكان الشهيد وليد 33 سنة هو ثاني أولادي، أما البقية فهم.. حارب ومحمد وشهاب وأحمد وخليفه وخالد وهزاع، وأعدهم جميعاً ليكونوا فداءً لوطننا الغالي».
وبنفس مشاعر الحزن الممزوج بالفخر أضاف والد الشهيد قائلاً: «لقد غمرني أصحاب السمو الشيوخ بعطفهم، الأمر الذي ترك أثراً طيباً في نفوسنا، فقادتنا وشيوخنا الكرام أهل الواجب دوماً وهم آباؤنا ونحن جميعاً أبناؤهم، وكلنا نجتمع على حب دولتنا ونفديها بأرواحنا».
وقال ناصر جمعة الصريدي والد زوجة الشهيد وليد الخديم، ابنتي والحمد لله متماسكة وصابرة، وعندما تلقت خبر الشهادة، قامت بالصلاة والدعاء له، والشهيد الذي رزقه الله سبحانه بابنته الكبرى دانة 7 سنوات وأحمد 3 سنوات ينتظر بعد نحو أسبوع مولوده الثالث، وكان ينوي أن يطلق عليه اسم ناصر، ولكن القدر لم يمهله لذلك، ولذلك قررنا إن جاء المولود ذكراً أن نسميه وليد، فقد كان رحمه الله دمث الخلق وكان مثل أولادي.
وقال محمد الخديم عضو مجلس إدارة نادى دبا الفجيرة، وابن عم الشهيد: «عزاؤنا أن وليد مات شهيداً، وكلنا فداء للوطن، فقد كان قبل تفرغه لعمله بالقوات المسلحة رياضياً متميزاً كحارس مرمى لفريق شباب النادي».
وأكد ياسر عبيد الخديم ابن عم الشهيد: «الحمد لله فقد استحق الشهادة، فقد كان شخصية محبوبة للجميع، وبشوشاً وحرص بعد التحاقه بالقوات المسلحة على نيل شهادة البكالوريوس في الإدارة وحصل عليها من جامعة الغرير منذ نحو عام، فأسكنه الله فسيح جناته ونحن جميعاً جنود لوطننا الغالي تحت راية قيادتنا الرشيدة.
أما شقيقه محمد فقال: «نحن فرحون بالشهادة والجنة التي نالها أخي، فقد كان مثل نسمة الهواء محبوباً من الكبار والصغار، وملتزماً بدينه ومؤدياً لصلاته. ونحن جميعاً جنود وفداء لوطننا في ظل قيادتنا الرشيدة.
وبعفوية طفلة عمرها 7 سنوات، تساءلت دانة ابنة الشهيد وليد الخديم.. لماذا تبكون؟ وأجابت قائلة: أبي شهيد في الجنة مع خالي فيصل الذي توفي في حادث أول رمضان الماضي.. وكلنا إن شاء الله سنكون معهم بالجنة.
الشهيد اختار اسم ناصر لمولوده الذي سيرى النور بعد أيام!
دانة تسأل: لماذا تبكون؟.. أبي في الجنة
المصدر : جريدة الاتحاد-سيد عثمان (الفجيرة)
مصدر الصور من الانترنت