تشهد مدينة خورفكان نهضة عمرانية واسعة، الا ان الحديث اليومي لاهالي المنطقة لا يخرج عن المعاناة من ازدحام طرقها، والوقوع في براثن المخالفات، وعرقلة الحركة المرورية، لا سيما في الطرق الرئيسية.
وقد رصدت البيان» العديد من اشكال مخالفات الوقوف في الممنوع، من الوقوف في مداخل المنازل، الى الوقوف فوق الارصفة المخصصة للمشاة، وعرقلة الحركة المرورية في الشوارع ذات الاتجاهين، والوقوف في مفترقات الطرق، حيث تعرض البعض لمخالفات او لتوقيع غرامات مرورية، بسبب الوقوف في الممنوع او في المواقف غير المخصصة للوقوف، رغم عدم وجود المواقف الكافية. واشتكى عدد من مستخدمي الطرق من ضيق بعض الشوارع، وبالاخص الرئيسية، مثل شارع الشيخ خالد بن محمد القاسمي، وشارع الكورنيش، وظاهرة الازدحام التي باتت تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، رغم صغر مساحة خورفكان.
واكد مواطنون لـالبيان» ان توسعة بعض الطرق الرئيسية، وتوفير مداخل ومخارج مختلفة للمدينة، وتنفيذ اشارات ضوئية، خففت كثيرا من نسبة الاختناقات المرورية، الا ان الحل الجذري للمشكلة ما زال يحتاج الى حلول بديلة تتناسب مع التطور المستقبلي، تتمثل في انشاء ساحات جديدة، الى جانب تحديد مواقف عامة في المناطق القائمة، من خلال انشاء مبان مخصصة لمواقف السيارات في المناطق المكتظة التي لا تستوعب وقوف السيارات، الى جانب الزام اصحاب المباني الجديدة بانشاء مواقف علوية او سفلية (سراديب) للتقليل من الاكتظاظ المروري، وشددوا على ان تنمـية وتطوير الطرق والدوارات واعادة تاهيلها وزيادة سعتها وانشاء الجسور والانفاق، من المقترحات العملية للحد من تزاحم حركة المرور ومواقـف السـيارات، فضلا عن دراسة ايجاد انماط جديدة لوسائـل النقل، تساهم في تقليل الازدحام وتوفير مزيد من مواقف السيارات، خصوصا ان المدينة تعاني من ضيق المساحة.
اجتماعات مشتركة
وكانت جهات معنية، كالمجلس البلدي، وادارة المرور، ودائرة التخطيط والمساحة، قد بحثت في اجتماعات مشتركة سابقة سبل تخفيف زحام الشوارع، والطاقة الاستيعابية للطرق، وبالاخص في ساعات الذروة، ويرجع لعدة عوامل من بينها: تزايد اعداد السكان، وزيادة عدد المركبات، وضيق الطرق والدوارات التي تعد ابرز اسباب الزحام، ووقت الدوام الموحد لجميع الادارات الحكومية، الى جانب وجود جهات محلية وحكومية في منطقة واحدة.
واكد رئيس مجلس بلدي خورفكان عبد الله محمد سالم الصم النقبي، ان المجلس البلدي يولي جل اهتمامه في هذا الوقت لحل مشكلة المواقف وظاهرة الازدحام واجراءات الامن والسلامة المرورية التي ما زالت تشكل عائقا، رغم وجود الدراسات والاحصاءات المرورية التي توكد حجم المشكلة.
واشار الى ان المجلس بادر بطرح حلول على المدى القريب والبعيد، وتم عرض مقترحات وتحسينات تطويرية يمكن ان تنفذ بشكل اني وسريع وغير مكلف في الوقت الحالي، كالغاء اشارات وعمل انفاق وتقاطعات متعددة، وانشاء معابر وانفاق وجسور مخصصة للمشاة، وضرورة تخصيص المباني الجديدة لمواقف علوية او سفلية داخل حدود القطعة نفسها، باعتبارها من اهم المواضيع التي شدد على تطبيقها في الفترة الحالية.
اسباب الزحام
والتقت البيان» عددا من اهالي المدينة لاستيضاح اسباب الزحام من وجهة نظرهم، كما استوقفت عددا من سائقي المركبات الذين كانوا يبحثون عن موقف لسياراتهم، واشاروا الى ان الطرق الرئيسية بحاجة للتطوير والتوسعة.
ويرى المواطن حميد النقبي ان الموضوع يتلخص في ان الاختناق او الازدحام في حركة المرور يزداد تعقيدا يوما بعد يوم، خاصة بعد اغلاق العديد من الشوارع الرئيسية والفرعية والداخلية، دون توفير الطرق البديلة الامنة التي يمكن ان تسهل حركة السير، خاصة في مواسم الاعياد والاجازات الاسبوعية والمدرسية وعودة الدراسة.
ومن جانبها، اشارت المواطنة بدرية الحمادي الى ان الازدحام قد تسبب موخرا في اصطفاف العديد من السيارات، وبالتالي الى قيام العديد من السائقين باستخدام الطرق الداخلية للمناطق كبديل لتلك الطرق الرئيسية والفرعية، ما تسبب في وقوع العديد من الحوادث وشكل خطورة على قاطني تلك المناطق.
اماكن حيوية
وذكر المواطن مراد صالح البلوشي ان الازدحام يتم، كما يصفه، بالسيارات التي تبحث عن مواقف وتغلق الطريق على السيارات الاخرى، فينتج عن ذلك بطء الحركة وتعطيل الناس عن مصالحهم، وبالتالي يضيع اكثر من نصف اليوم في مشاوير قليلة لا تتطلب اكثر من عشر دقائق لانهائها، رغم صغر مساحة المدينة.
واكد خميس سعيد النقبي من اهالي المدينة، ان سبب الزحام هو المواقف، وخصوصا في مركز المدينة، حيث المحلات التجارية والاستهلاكية، فالطرق غير مهياة لوقوف السيارات كونها تغلق جميع المنافذ، ويرى ان المشكلة في المباني القديمة التي باتت لا حل لها، لان تخطيط البناء لم يكن يضع في الحسبان الزحام المستقبلي، ما يتطلب تفادي الخطا اثناء تشييد المباني الجديدة.
دراسة
اكدت دراسة بحثية غير رسمية، ان الطاقة الاستيعابية لطريق الشيخ خالد بن محمد القاسمي تقدر بما بين 2000 الى 3000 مركبة لكل ساعة، لذا يعاني مستخدمو الطريق من تدني مستوى الخدمة وعدم انسيابية الحركة المرورية، وخاصة في اوقات الذروة، حيث ان هذا المعدل العالي للازدحام المروري في المدينة ناجم عن اعتماد السكان على السيارات الخاصة، وغياب وسائل النقل العامة، الامر الذي تسبب في بلوغ الطرق الموضوعة حاليا الحد الاقصى لطاقتها الاستيعابية.
البيان