كسر نادي الفجيرة لكرة القدم قاعدة «الصاعد هابط»، عندما ثبّت أقدامه في دوري الخليج العربي، محتلاً المركز التاسع وسط ترتيب الفرق.
وانتفض الأنيق الفجراوي في الدور الثاني من الدوري، بعد تولي المدرب التشيكي إيفان هاشيك خلفاً لعبدالوهاب عبدالقادر الذي تولى قيادة الفريق في بداية الدوري.
راهن الفجيرة على أبناء النادي الذين صعدوا بالفريق إلى دور الأضواء، مطعمين بالمحترفين الأجانب، بقيادة الدولي الجزائري السابق مجيد بوقرة، بصحبة العاجي أبوبكر سانغو واللبناني حسن معتوق والجزائري الآخر كريم زياني، في تحقيق نتائج جيدة في عامهم الأول ضمن دوري المحترفين.
الفجراوي الأنيق قدم أداء مميزاً في الموسم الماضي، اختتمه بالوصول إلى النقطة الـ 32، وللمرة الأولى في تاريخ النادي يصل إلى هذه النقطة، متطلعاً في موسمه المقبل تحت قيادة إدارته المحترفة والمدرب إيفان هاشيك إلى اعتلاء منصات التتويج والصعود إلى مربع الكبار للتمثيل الخارجي.
أكد مشرف الفريق الأول في نادي الفجيرة حميد سالمين أن الأنيق حقق أهدافه المرسومة للموسم المنقضي، مشيراً إلى أنهم لا ينسون جهود اللاعبين المحليين، والأجانب أصحاب الخبرة في مباريات الفريق منذ بداية الموسم.
وأضاف سالمين «راضون تماماً عما قدمه اللاعبون، مثمّناً جهود ومهارات اللبناني اللاعب حسن معتوق بالصعود إلى دوري المحترفين، إضافة إلى بقائنا في الدوري، فهو لم يقصر في حق الفريق، ولكن كان ينقصه الحظ أحياناً في تسجيل الأهداف».
ورأى مشرف الفريق الأول في نادي الفجيرة أن الأنيق كان من أميز فرق الدوري في الموسم الماضي التي قدمت أداء جيداً، اختتمه بالوصول إلى النقطة 32 وللمرة الأولى في تاريخه يصل إلى هذه النقطة، وهذا دليل على أن إدارة الفريق عملت ونجحت، لافتاً إلى أن طموحهم الوصول إلى مراكز متقدمة، كما أن الجميع سيرى فجراوياً آخر شكلاً ومضموناً.
واعتبر سالمين الأنيق من أكثر فرق الدوري تضرراً من التحكيم في الموسم المنقضي، موضحاً «تضررنا من الحكم الخامس، وكذا الرابع في لقاءات كثيرة، مقترحاً الاستعانة باللاعبين القدامى، على اعتبار لاعب كرة القدم يعلم كل كبيرة وصغيرة داخل الملعب، على عكس من لا خبرة له أو دراية بلعبة كرة القدم».
وبين مشرف الفريق الأول أن تغيير الجهاز الفني أمر مهم، في حال لم يستفد منه النادي، مؤكداً «أهمية استقرار المدرب لكل فريق، لأن ذلك ينعكس على نفسية اللاعبين، وبالتالي على أدائهم داخل الملعب، مضيفاً أن نوعية اللاعبين الأجانب هي الفارق الأكبر بالنسبة إلى أي فريق».
ووصف سالمين فترة الإعداد بالمهمة والرئيسة بالنسبة إلى اللاعبين من أجل تحقيق الانسجام في ما بينهم، مبيناً «جميع الأندية تستفيد من المعسكرات، خصوصاً الخارجية منها، على اعتبار أن الأجواء تكون حارة في فترة الصيف.
وصفة نجاح
أقرّ لاعب خط وسط الفريق في نادي الفجيرة أحمد معضد بأن الروح الجماعية والاحترام بين اللاعبين والأجواء العائلية التي يعيشها الفريق كان لها الدور الأكبر في تحقيق الأنيق هدف البقاء في دوري الخليج العربي.
وأضاف معضد «الجهود المشتركة من إدارة ولاعبين وجهاز فني، أسهمت في ظهور الفجيرة في الموسم الماضي بشكل غير منتظر أداء ونتيجة، فضلاً عن القيادة الجيدة للتشيكي إيفان هاشيك للفريق، وانسجامه مع اللاعبين في وقت وجيز».
وتابع لاعب خط الوسط «لا توجد فروقات بين اللاعبين، سواء في الاحتياط أم الأساسيين، الجميع يلعب بحب، وهدفهم مصلحة الفريق وتحقيق حلم البقاء، وبعد أن وصلنا إلى هدفنا، أصبح تفكيرنا في المراكز الأولى، واعداً بأن الفجيرة يطمح الموسم المقبل في الوصول إلى مربع الكبار».
ودعا كابتن فريق الفجيرة جماهير الأنيق الفجراوي بالوجود في مباريات الفريق، سواء على ملعبه أم خارجه، ودعمهم له والوقوف خلفه، موضحاً أن «مباريات في العام الجاري شهدت نسباً قليلة من حضور المشجعين».
مشكلة التهديف
اعترف مدافع نادي الفجيرة عبدالعزيز إسماعيل بأن فريقه بحاجة إلى زيادة المجهود ومضاعفة التدريبات، استعداداً للموسم المقبل الذي وصفه بالمهم للنادي، إلى جانب تدعيم الفريق بلاعبين أكفاء، خصوصاً في الخط الهجومي، مؤكداً عدم وجود نقص أو مشكلة في خطي الدفاع والوسط.
وجزم إسماعيل بأن تغيير المدربين في موسم واحد يؤثر سلباً في استقرار الفريق، مثمّناً الدور الكبير الذي قام به المدرب التشيكي إيفان هاشيك تجاه لاعبي الفجيرة، ما ساعد على استقرار الفريق ووصوله إلى النقطة 32 وللمرة الأولى.
وأضاف المدافع «نتيجة الفجيرة في معظم مباريات الموسم انتهت بهدف أو اثنين، وهذا دليل على أننا ينقصنا الحس التهديفي، مشيراً إلى قلة الأهداف التي أحرزها الفريق في مرمى فرق الخصم، مطالباً إدارة النادي بدعم خط الهجوم».
واعتبر لاعب الفجيرة الأنيق الفجراوي ظهر في الموسم الجاري بشكل مختلف، خصوصاً أن إدارة النادي وفقت في اختيار المدرب واللاعبين، مؤكداً أن اللاعب المحترف يصنع الفارق لأي فريق، مقدماً شكره إلى إدارة النادي واللاعبين والجماهير على وقفتهم وجهودهم لبقاء الفجيرة في الأضواء.
تواضع الدفاع
لخّص مدرب حراس منتخب الإمارات للشباب سمير شاكر معاناة فريق الفجيرة طوال الموسم الجاري في نقطتين، على الرغم من نجاح الفريق وبقائه في الدوري «تواضع الخط الدفاعي الذي كلفه الكثير، خصوصاً في مرحلة الذهاب، إلى جانب الإمكانات الضعيفة لحراس المرمى».
وأضاف شاكر «لاحظنا أن الفريق في أوقات كثيرة كانت تدخل مرماه أهداف سهلة من الخصم، بسبب ضعف إمكانات الحراس، موضحاً أن الأخطاء الدفاعية أرهقت الفريق في الموسم الجاري».
وجزم مدرب حراس منتخب الإمارات للشباب بأن الأنيق إذا ما عالج هذه النقاط سينافس الكبار، لما يتميز به من روح قتالية داخل الملعب، فضلاً عن امتلاكه نخبة مميزة من اللاعبين الأجانب والمواطنين أصحاب الخبرة الذين لعبوا في معظم أندية الدولة الكبيرة.
استقطابات الفريق
أكد المدرب الوطني والمحلل الرياضي عبدالمجيد النمر أن استقطابات الفريق الأول لنادي الفجيرة كانت على مستوى الطموح منذ انطلاقة الموسم، لافتاً إلى أن الانتقالات الشتوية عززت من حظوظ بقائه في دوري الخليج العربي.
وأضاف النمر أن استقرار الجهاز الفني واللاعبين سيساعد الفريق كثيراً على استمراريته في دوري الخليج العربي، ناهيك عن مقارعته لفرق المقدمة، مشيراً إلى أن عنصر الخبرة الشيء الوحيد الذي افتقده الأنيق الفجراوي في أول مواسم الاحتراف.
ووصف المحلل الرياضي منافسة الفرق الآتية من دوري الدرجة الأولى لفرق الكبار بالأمر الصعب، مبيناً «تحتاج مثل هذه الفرق إلى خمس أو ست سنوات لتنافس فرق المقدمة، لكن الفجيرة بهذا المستوى من حيث نوعية اللاعبين سواء أجانب أم مواطنين، إضافة إلى استقرار الجهاز الفني، يحتاج إلى أقل من نصف هذه الفترة الزمنية للدخول إلى مربع الكبار».
وأردف النمر «تابعنا فريقاً منتظماً (الفجيرة) بعد الدور الثاني من الموسم، ونجاح تبديلات الشتاء أعادت النظر إلى الفريق في ترتيب أوراقه، والبقاء مع فرق الأضواء»، مؤكداً أن الفريق ولد كبيراً باستقطاباته لأميز اللاعبين الذين أحدثوا آنذاك ضجة إعلامية كبيرة.
وجزم بأن هوية الفريق أصبحت واضحة، انطلاقاً من تعاقد إدارة النادي مع المدرب التشيكي إيفان هاشيك، مبيناً أن تجديد عقد هاشيك لسنتين أمر مفرح ويزيد من طموح الفريق، ليتعدى هدف البقاء في الأضواء.