يعلم القاصي والداني، من مواطنين ومقيمين، أن إمارة الفجيرة تسحر زوارها بهدوئها الآسر وجمالها، وجبالها الشامخة، فضلاً عن طيبة أهلها، ولا أخفيكم سراً أنني أجد راحة وأنا في الفجيرة، مكانٌ جميلٌ يهرع إليه المحبون في الإجازات لطبيعتها وراحة البال بالتواجد في ربوعها. لا يمكن أن أذهب إلى الفجيرة دون المرور على «دوار الغُرفة»، وما مررت عليه إلا تذكرت قول الله تعالى: «أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً»، وما تذكرت هذه الآية عند الدوار إلا ودعوت لتلك المنطقة وأهلها وأهل الإمارة الهادئة كلها، كيف لا تستأنس النفس وهي تتمشى بين مربح وقدفع وبين السيجي ومسافي و سكمكم ووادي السهم. هذه هي الفجيرة، إمارة عريقة جميلة، لا توفيها كلمات يسيرات هنا.}} حقيقة أردت أن أقدم بهذه المقدمة تحية مني قبل أن أشرع بتهنئتي لنادي دبا الفجيرة ومحبيه بتأهله إلى دوري المحترفين، وفرحتنا لأهلنا الطيبين في الفجيرة تزداد سروراً على حبور عند علمنا بوجود ناديين من الإمارة في دوري المحترفين، لنشاهد «ديربي» من نوع جديد في المحترفين، يضاف إلى «ديربيّات» عريقة في دوري الإمارات.
موقف دبا الفجيرة مع نادي الشعب عندما نسي قمصانه الاحتياطية، إذا ما أخذناه من الموقف الذي أقدمَ عليه دبا الفجيرة، بعيداً عن خطأ الشعب وثغرات الاتحاد القانونية، أعده مشرّفا، يعكس الروح الطيبة بين الإخوة، وأن الرياضة مهما اشتد أوارها وحمي وطيسها، لا تزال تحمل في طياتها الخير لأواصر الأخوة ووشائج المحبة بين أبناء البلد الواحد، وهذا الموقف منهم أكْبَرَه أهل الرياضة لهم قاطبة.
يعجبي في نادي دبا الفجيرة أنه تأهل بعيداً عن أي ضجيج وعجيج، ومشى بخطوات ثابتة واثقة حتى نال مراده، فلم يكن كثيرَ اعتراض أو يحمل على الغير كبيرَ احتجاج. ولا يسعني إلا أن أقول: على نيّاتكم ترزقون بل وتتأهلون، فبكُلِ الحب مبروك.
عندما ضرب الزلزال نيبال، والعاصمة «كاتماندو»، ورأينا الضحايا، ذكرتنا بالآخرة وضرورة أن يكون المرء مستعداً بعمله لليوم الذي يلقى فيه ربه، والدولة مشكورة كعادتها تسارع في مد يد العون المساعدة لكل ماهو إنساني، هنالك أمر آخر، وهو أنني تذكرت أمراً عندما كنتُ صغيراً، وهو «عنوان» لمقالة للكاتب الرياضي عصام سالم وهو «عدنان كاتماندو» في الثمانينات، يتكلم فيها عن بزوغ نجم إماراتي لامع جديد بدأ مسيرته مع المنتخب الشاب في كاتماندو بهر الكل بأدائه وتألقه ما أدى الى أن يضمه حشمت مهاجراني للمنتخب الأول في سنة 1983، ذاك هو عدنان خميس الطلياني، نجم نجوم بلادي، والأسطورة الإماراتية (الحقيقية والأولى)، ولاعب القرن، عرفتهُ منذ بداياته، وهو بالنسبة لي (مع النادي الكبير العزيز على قلبي) والذي أشرف بالانتماء إليه ويشرفُ أعزاءٌ لنا من أهل «مربح فجيرتنا» إليه، أعتبره المثل الكبير، والقدوة الرياضية الحسنة، والهدّاف الفطري الذي لا يخطئ طريق المرمى إلا فيما ندر، والمقارنة «بعدناننا» وبتاريخه مع أحد المهاجمين المُحْدَثين المُجيدين ظالمة ومجحفة، وحقيقة علاقتي بالمنتخبات كادت أن تنتهي لضياع فرصة عدنان في نهائي بطولة آسيا 1996، (حزنا له)، لولا أني صبرت وتصبرت، ووالله لايعرف قيمة عدنان إلا من عرفه منذ بداياته في المنتخبات ومع نادي الشعب، ويقيني أن الكثير من الإماراتيين يتعاطفون مع نادي الشعب لا لشيء إلا لخلق عدنان وتاريخ الطلياني ومهارت «البرنس» الفريدة وموهبة «بوحمدان» الفذة، وأنا لستُ استثناءً عن الكثيرين المتعاطفين المائلين للشعب.
كلمة أخيرة: هناك عامل مشترك عندي بين إمارة الفجيرة وعدنان، الفجيرة ترتاح النفس لهدوئها وطبيعتها وعدنان الطلياني يأنس القلب ويطرب بتذكّر سيرته ومسيرته.
همسة خارج السرب: مبروك (لنا) فوز «بوخالد» محمد خلفان الرميثي بمقعد تنفيذية الاتحاد الآسيوي.
كتبه عبدالله عبدالرحمن