في أجواء الأصالة والزمن الجميل، واصلت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع احتفالاتها باليوم العالمي للتراث، الذي يصادف 18 من أبريل من كل عام، إذ تزيّنت قلعة الجاهلي بالعين بمهرجان تراث الإمارات، الذي تنظمه الوزارة تحت شعار «العادات والتقاليد»، فيما نظمت المراكز التابعة لوزارة الثقافة فعاليات تراثية منوّعة اجتذبت جمهوراً كبيراً.
وبدأ اليوم الثالث في مهرجان الإمارات للتراث، أول من أمس، بعرس تراثي للبيئة الزراعية، تلاه العديد من المسابقات الثقافية والفعاليات التراثية وسط حضور جماهيري كبير من أهالي العين من الأسر والمهتمين والمختصين بالتراث، الذين تواجدوا بشكل مكثف، وهو ما كان له أثر واضح خلال فعاليات المهرجان، إذ أشعلت الجماهير المشجعة المنافسة بين المشاركين في المسابقات الثقافية والتراثية والشعرية.
فعاليات متنوّعة
نظم المركز الثقافي في مسافي عدداً من الفعاليات التراثية، بجانب القرية التراثية، التي تحتوي على طبخ حي للمأكولات الشعبية، وحرف يدوية، وعرض لذهبة العروس والألعاب التراثية. وختمت الفعاليات بمجموعة من المسابقات التراثية تفاعل معها الجمهور، وأشعلت المنافسة بين المتسابقين، وأظهرت معرفة الجمهور بتراث وطنه وماضيه العريق، بجانب عرض أزياء تراثي وألعاب شعبية. هذا، وتضمنت احتفالية مركز عجمان الثقافي بيوم التراث العالمي فعاليات متنوّعة من الأنشطة التراثية، شملت ورش عمل تعريفية بتراث الإمارات، إضافة إلى الألعاب الشعبية، كما اشتملت الفعاليات على عروض عدة.
وقدمت فرق الجمعيات الشعبية المشاركة 11 عرضاً لفنون العيالة والمالد والليوا والوهابية وفن الحربية. كما شاركت الجالية السودانية في المهرجان بفقرة العرس التراثي السوداني.
واختتم المهرجان فعاليات اليوم الثالث بفقرة غنائية للفنان هزاع الضنحاني تصاحبه فرقة «تخت الإمارات»، قدم من خلالها مجموعة من الأغنيات التراثية والوطنية التي لاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور.
بدوره، قال وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المساعد لشؤون الثقافة والفنون، حكم الهاشمي، إن «المهرجان يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للتراث، الذي يمثل مناسبة لاحتفاء الحضارات الإنسانية بمنجزها الحضاري بكل أشكاله»، مشيراً إلى أن يوم التراث العالمي يعد محطة مهمة للاحتفاء، ولرفع مستوى الوعي بأهمية المحافظة على القيم الاجتماعية والثقافية والتاريخية، التي تقدم من خلال التراث الوطني.
وأضاف أن «الوزارة تحرص على الاحتفال بهذا اليوم كل عام بشكل مختلف، من خلال تنظيم مهرجان تراث الإمارات، الذي أصبح علامة بارزة في هذا الإطار، من أجل المحافظة على التراث الإماراتي الأصيل وتفعيله في مختلف المناسبات».
وتابع الهاشمي أن «التراث في دولة الإمارات جزء أساسي من ثقافة المجتمع، وعناصره كانت عاملاً مهماً في صياغة مجتمع الأمس ومصدراً لقوته وتعاضد وتماسك أفراده، ما يتطلب إحياء الثقافة الشعبية أو الموروث لتعريف جيل اليوم بثقافة الأجداد، وتعزيز روح الولاء والانتماء، وتحصين المجتمع من العادات الغريبة والدخيلة».
ولفت إلى أن الفعاليات المختلفة التي يقدمها المهرجان تساهم بشكل فعّال في تعزيز دور التراث الإماراتي في نفوس الأجيال الجديدة، مشيراً إلى توافد أعداد كبيرة من الأهالي في مدينة العين، خصوصاً من شريحة الشباب المترددين على قلعة الجاهلي. وأوضح أن «المهرجان تضمن العديد من الفعاليات الشيقة التي لاقت إعجاب الجماهير وزوار المهرجان، الذي أسهم بشكل واضح في جذب المئات من الأسر والأفراد يومياً، خصوصاً أن اللجنة المنظمة حرصت على توفير جو أسري جميل للاستمتاع بهذه الاحتفالية».
من جانبه، أشاد عدد كبير من الجمهور بما يحتويه المهرجان من فعاليات تضم كل المفردات التراثية، وأضافوا أن التجربة التي ترعاها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في حماية وتوثيق التراث، وتنظيم فعاليات ضخمة لكي تصل به إلى الجمهور، تعد تجربة جديرة بالإشادة والاهتمام.
على صعيد متصل، نظمت مراكز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أنحاء الدولة، على مدار الأسبوع الماضي، العديد من الفعاليات التراثية للاحتفال بيوم التراث العالمي، بالتعاون مع العديد من الجهات المحلية.
ونظم مركز أبوظبي الثقافي بالقرية التراثية في كاسر الأمواج على مدى ثلاثة أيام مجموعة من الفعاليات، منها معرض تراثي واستديو تراثي ومسابقات ثقافية وأمسيات شعرية ومسابقة المندوس وعروض فلكلورية تراثية بجانب الشخصيات الكرتونية، وركن للرسم على الوجوه.
فيما نظم المركز الثقافي برأس الخيمة على مدى اليومين الماضيين بمنطقة مارينا الحمرا عدداً من الفعاليات، منها عروض للفرق الشعبية ومسابقات تراثية ومأكولات شعبية، بجانب الأستديو التراثي، ومعرض اللوحات التراثية.
كما نظم المركز الثقافي في الفجيرة مجموعة من الفعاليات والمسابقات التراثية شهدت حضوراً جماهيرياً لافتاً. ونظم مركز الوزارة في دبا الفجيرة أوبريت بعنوان «يوم التراث العالمي» على مسرح جمعية دبا الفجيرة للثقافة والفنون والمسرح. فيما نظم مركز الوزارة في أم القيوين على مدى يومين عدداً من الفعاليات التراثية، منها المتحف العسكري والأكلات الشعبية وعروض الفرقة العسكرية الموسيقية وعروض الألعاب والأهازيج الشعبية.
الإمارات اليوم