وتعد الأسواق الشعبية من أشكال الترفيه والتسوق في آن معاً، وتسهم في إيصال المنتجات التي تمثل الحالات الإبداعية في الحرف التي تنتشر على مساحة الإمارة، وهي تقدم نوعية مهمة من الصناعات والمنتجات المختلفة والمشغولات اليدوية أحياناً، إضافة إلى الأسعار التي تعرض بها السلع والحرف ما يجعلها تستقطب الزوار والسياح من أهل البلاد ومن الخارج .
يقول المواطن خميس محمد البلوشي: هناك أسباب كثيرة تدعونا إلى التردد على الأسواق الشعبية لموقعها وكثرة المعروضات فيها، ناهيك بالجو العام المحيط بتلك الأسواق من مرح وسعة المكان، حيث إنها تنشأ غالباً بجوار الطبيعة إما مطلة على الساحل أو في أحضان الجبال وبجوار المزارع والوديان وزيارتها تكون بالنسبة لعائلتي رحله إلى عبق التاريخ نتذكر فيها حياة الآباء والأجداد ونشتم فيها عبيرهم وعطاءهم .
يضيف: أثناء التجول بتلك الأسواق تشعر أنك تجاور الطبيعة ولا حدود تمنعك من الحركة فتشعر بوجودك في الرحاب الفسيحة، حيث نقاء الهواء والقلوب بعيداً عن العمران الحديث، كما أشعر بأني منطلق بلا حدود لحركتي من محل لآخر، فأنا من هواة المنتجات المحلية، حيث استمتع بالحديث إلى الباعة والتفاوض معهم على السعر، وأكثر الأسواق التي أتردد عليها الجمعة والخميس والسوق الشعبي بالفجيرة .
يقول المواطن علي حسين: الأسواق الشعبية من المعالم السياحية في الدولة، حيث تجذب جميع فئات المواطنين والمقيمين والسياح من شتى بقاء العالم لما تتسم به من بساطة البناء ووفرة المنتجات المحلية من الفواكه والخضروات والأواني الفخارية المحلية الصنع وتتميز بمواقعها الاستراتيجة، حيث إن معظم تلك الأسواق يقع بالقرب من الجبال والوديان .
وأضاف: أكثر ما يميز هذه الأسواق عن غيرها مواقعها لذلك تعد نقطة جذب للسياح من مختلف البلدان فيستغل السائح المناظر الخلابة للجبال والتسوق أو مشاهدة ما تعرضه تلك الأسواق، ما يعكس صوره حية عن تراثنا المجيد ومنتجاتنا المحلية .
ومن أبرز المعروضات في الأسواق الشعبية الفواكه والخضرات المحلية والتي يجنى أكثرها من المزارع المحلية إضافة إلى المنتجات الغذائية الأخرى كالأسماك المجففة والمملحة، والمشاتل المتنوعة أيضاً .
ويؤكد أنه يتردد على تلك الأسواق بشكل أسبوعي لما في ذلك من متعة التسوق في أجواء فسيحة ونقية والإحساس الرائع بالانتقال بين المحال، حيث المعروضات المتنوعة بطريقة جذابة وبساطة التعامل مع الباعة في جو من الألفة والمرح .
تقول الوالدة شيخة عبيد الكعبي (أم سعيد): منذ نحو عشرين سنة إلى يومنا هذا لم أتسوق ولم أشتر البضائع وأغراض المنزل واحتياجات الأهل إلا من الأسواق الشعبية خاصة سوقي الجمعة والغرفة بالفجيرة، حيث لها نكهة خاصة، وعلى الرغم من انتشار المولات والأسواق الحديثة لا أرتاح إلا بالشراء من تلك الأسواق، حيث إنها توفر جميع احتياجات الأهالي من أقمشة وملابس ومواد غذائية وخضروات وفواكه محلية وعسل بلدي وسمن عربي والتمور بأنواعها، إضافة إلى المشغولات اليدوية التراثية والأواني الفخارية، وألعاب الأطفال والمفروشات بأنواعها .
وتؤكد أن جميع تلك المنتجات أصلية والبعض منها لا يتوافر في الأسواق الكبيرة والمراكز، خاصة فيما يختص بالمنتجات المحلية، كما أن جميع أسعار المنتجات ومحتويات تلك الأسواق قابلة للتفاوض وأسعارها أقل من أسعار أسواق المولات .
تقول مريم علي اليماحي: أتردد على الأسواق الشعبية في الفجيرة لأصالتها وطبيعة المنتجات وطرق العرض والبيع فيها لما تتسم فيها من بساطة وجمال، والقرب المكاني من المحال الشعبية وتنوعها، يسهل على المواطن والمقيم والسائح شراء كل ما يرغب من منتجات في وقت واحد وبأقل الأسعار، والدولة تهتم بمثل هذه الأسواق وتعمل على تفعيل وتطوير هذه المواقع .
وأضافت: أكثر ما يميز تلك الأسواق البساطة والجمال والتعاون بين أصحاب المحال في حالة غياب أحد البائعين، كما يميزها تحديد الأسعار المناسبة والبسيطة التي تناسب مستويات المعيشة، وكذلك تنوع وندرة المنتجات التي لا تتوافر في أي مركز تسوق .
يقول مالك أحد المحال في سوق الجمعة: محال بعض الأسواق الشعبية بالفجيرة وخاصة سوق الجمعة أسست منذ أكثر من 100 عام وتوارث العمل بها الأجداد حتى الأبناء، وكان الزبائن يأتون من الجبال لشراء الأسماك الجافة وأسماك المالح التي ما زالت تباع حتى وقتنا الحاضر في سوق الجمعة، وكان أهل البحر يأتون لشراء التمور ومنتجات الحيوانات من سمن عربي وصوف وغيره، ولشراء المنتجات التي اشتهرت بها مناطق الفجيرة منذ مئات السنين، وما زالت حتى وقتنا الحاضر تباع كافة انواع التمور والحمضيات من ليمون وبرتقال وموز وجوافة ونبق والطماطم والبصل والخيار تأتي من مزارع الاهالي إلى محال الخضراوت في السوق وتعد من أجود أنواع المحاصيل التي تباع وبأقل الأسعار . وهناك العديد من الزبائن من أبوظبي ودبي والشارقة يقصدون محال سوق الجمعة منذ سنوات لشراء العسل البري والسمن العربي والعديد من المنتجات واحتياجات المنزل من الأواني المعدنية والمفارش والسجاد بأنواعه، لأنها تعد من أفضل وأجود البضائع والمنتجات التي تباع في الدولة وبأسعار معتدلة .
يقول عبدالله علي محمد المعمري من سلطنة عمان: عند زيارتي كل مرة إلى الفجيرة والمناطق المجاورة لها لا بد من التردد على الأسواق الشعبية الموجودة فيها وأهمها سوق الغرفة الذي يقع مقابل كورنيش الفجيرة وسوق الجمعة المعروف منذ زمن طويل لدى أهل السلطنة، حيث كنت منذ صغري أقصده مع والدي حيث نفضل شراء البضائح والمنتجات، حيث تتمتع بالجودة كما أن الخضروات والفواكه طازجة ومحلية والأسعار معتدلة، كما أنني أشعر عند زيارة تلك الأسواق برحلة تسوق ممتعة لا أجدها في مراكز التسوق .
أما نوال علي الدرمكي فتقول: الأسواق الشعبية لها ميزتها حيث تعيشنا بجو من الماضي والأصالة، وهناك من يفضل الأشياء والملابس التقليدية الكلاسيكية التي تعطي طابعاً من عراقة الماضي وأصالة الحاضر، كما أن تلك الأسواق لها جاذبيتها الخاصة وجماليتها المنفردة عن غيرها من المراكز التجارية، وتتميز باحتوائها على موروثات الأجداد ويسودها جو الألفة وتقارب المحال من بعضها البعض، حيث إن هناك أناساً لا يفضلون أجواء الازدحام وبعض كبار السن لا يحبون التسوق من المراكز، عكس الأسواق الشعبية التي تذكرهم بأيام شبابهم وماضيهم الجميل .للتسوق عادات
تقول الوالدة مريم بنت عبيد اليماحي: بشكل مستمر أزور الأسواق الشعبية المنتشرة في الفجيرة أنا وصديقاتي، وعند زيارة تلك الأسواق لدينا عادات خاصة عند التسوق، نذهب في الصباح الباكر، ولديّ حقيبة كبيرة نضع بها المشتريات، نتجول بين المحال بكل راحة ومتعة، وبعد ساعات من التسوق نقصد أحد المحال لشرب عصير جوز الهند الطبيعي وبعض العصائر التي تباع في المحال، ومن ثم نعاود البحث عما نريد ونرغب من احتياجات المنزل لتأمينها .