شهد حفل انطلاق الملتقى سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، والشيخ راشد بن حمد بن محمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والشيخ عبدالله بن حمد الشرقي رئيس مجلس إدارة مجموعة أوريكس للصناعات، والدكتور راشد بن فهد وزير البيئة والمياه، والدكتور مطر حامد النيادي وكيل وزارة الطاقة، والمهندس عادل صقر المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية، ومحمد سعيد الظنحاني مدير الديوان الأميري بالفجيرة، والمهندس محمد سيف الأفخم رئيس مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، والمهندس علي قاسم مدير مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، إضافة إلى عدد كبير من رؤساء ومديري المؤسسات والدوائر المحلية وشركات المحاجر والتعدين بدول الخليج .
شارك في الملتقى نخبة الخبراء والباحثين والمستثمرين في مجال التعدين من أكثر من 20 دولة ، وأكثر من 150 باحثاً ومختصاً في نظم التعدين من خارج الدولة، وأكثر من 450 مشاركاً، ويهدف الملتقى إلى فتح آفاق نوعية جديدة في مجال الاستثمار التعديني، وتفعيل أطر التعاون الفني والدولي في مجال علوم الأرض، وتنمية الثروات المعدنية، ودراسة وسائل الاستثمار الأمثل في مجال الصخور الصناعية والتعدين، والاطلاع على التجارب المتميزة في تلك المجالات، وعرض التقنيات الحديثة في صناعة مواد الإنشاءات .
استهل المهندس محمد سيف الأفخم حفل الافتتاح بكلمته قائلاً: “إن الرؤية الواضحة لتحقيق الآمال تتسق مع استراتيجية دولة الإمارات ،2021 والتي انبثقت منها استراتيجية إمارة الفجيرة ،2040 ونحن نضع نصب أعيننا آمال ومقترحات وإسهامات شركائنا في تلك المسيرة الواعدة وعلى رأسهم وزارة الطاقة بدولة الإمارات، والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين” .
وأكد أن مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية على أكمل الاستعداد للانطلاق نحو التفعيل الإيجابي لتطبيق شعار الملتقى وأهدافه ميدانياً على النحو الأمثل، معبراً عن بالغ سعادته باستضافة هذا المحفل الدولي الكبير بالإمارة والذي جسد الرغبة المخلصة والإرادة القوية والطموح العالي لتحقيق التنمية المستدامة والاستثمار الأمثل في مجال الصخور الصناعية .
من جهته أكد الدكتور مطر حامد النيادي وكيل وزارة الطاقة أن الخامات المعدنية هي من أهم الركائز الأساسية للحضارة الإنسانية، وهي المحرك الأساسي لعجلة الصناعات التحويلية، حيث يعد قطاع التعدين والصناعات المرتبطة به من أهم الأنشطة الاقتصادية التي كانت ولا تزال الأساس للتنمية الاقتصادية بمختلف جوانبها .
كما بين أن اقتصاد الدولة يعد واحداً من أسرع الاقتصادات الناشئة على مستوى العالم، ويعد التنوع الاقتصادي في الإمارات هدفاً استراتيجياً لتحقيق تنمية مستدامة في مستقبل أقل اعتماداً على الموارد النفطية، وتفعيل قطاعات استراتيجية جديدة تهدف إلى توجيه الطاقات نحو الصناعات والخدمات، مشيراً أنه من المتوقع أن يسهم النفط والغاز الطبيعي والغاز بنسبة لا تزيد على 5% فقط من إجمالي الناتج الوطني بحلول عام 2021 .
وأضاف على الرغم من تقلبات أسعار النفط التي تمر بها الأسواق العالمية، إلا أن الدولة بفضل القيادة الرشيدة تتمتع باقتصاد قوي يقدر بنحو 8 .4% مع نهاية العام الماضي، مع توقع استمرار النمو بمعدل يتراوح بين 4-5% خلال السنوات السبع المقبلة بموجب تقديرات صندوق النقد الدولي،
وأشار إلى أن الإمارات تعد ثالث أكبر الدول المصدرة لمنتجات المحاجر في العالم، حيث من المتوقع أن ترتفع صادرات منتجات المحاجر من 100 مليون طن سنوياً في العام 2015 ليصل 145 مليون طن بحلول العام 2019 .
وأوضح أن تقديرات مشاريع البناء والتشييد المقرورة وقيد الانجاز في الدولة تصل إلى نحو 49 مليار دولار، وخلال السنوات العشر الماضية بلغت القيمة الإجمالية للناتج المحلي لقطاع التشييد والبناء 929 مليار درهم، وهي تفوق الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الصناعات التحويلية التي بلغت 872 مليار درهم .
بدوره أشار المهندس عادل صقر المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية، إلى أن البيانات الحديثة تدل أن الدول العربية تملك من الإمكانات الذاتية ما يسمح لها بتغطية حاجياتها من الأسمنت، حيث بلغت الطاقة الإنتاجية من هذه المادة الحيوية ما يقارب 270 مليون طن سنوياً، ومن المتوقع أن تصل إلى 290 مليون طن في السنوات القليلة المقبلة، حسب بيانات المؤتمر العربي الدولي 19 لصناعة الأسمنت بمدينة مراكش بالمملكة المغربية عام 2014 .
وقال: “إن إمارة الفجيرة تمثل إحدى مناطق الدولة الغنية بمقومات دعم وتنمية الاستثمارات العربية – العربية والعربية – الأجنبية، إذ تتوفر لديها الموارد والإمكانات والثروات الطبيعية والمعدنية التي تشكل فرصا واعدة للمستثمرين . كما أن توجهها في الصناعات المعدنية يرتكز أساساً على الصناعات الحديثة المعتمدة على المعادن والصخور الصناعية المتوافرة في بيئتها المحلية، والتي من شأنها أن تنوع مصادر الدخل والرفع من القيمة المضافة وتوفير مناصب شغل جديدة، وحسب بعض الدراسات التي أجريت على أراضي الدولة، فهناك احتمالات كثيرة لاستكشاف العديد من المعادن الجديرة بالاهتمام” .
وأضاف أن الملتقى يعد الحدث الأكبر من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، كما يوفر فرصة مثالية للمقاولين والمطورين والصناعيين من القطاعين العام والخاص للالتقاء والتباحث حول أحدث الخدمات والمنتجات في قطاع البناء والإنشاءات، ونحن نتطلع لسنوات عديدة مقبلة من العمل والتعاون المثمر، في ظل توافر الفرص الاستثمارية ضمن هذا القطاع، مع زيادة الطلب على منتجات المحاجر على المستويين المحلي والإقليمي، خاصة في كل من السعودية وقطر .
في ختام الملتقى تم عرض فيلم تعريفي عن مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، وكرم سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي رعاة الحفل والمنظمين، ثم افتتح المعرض المصاحب للملتقى .
عناية ورعاية رئيس الدولة
ثمّن سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على ما يقدمه سموه وحكومته الرشيدة للمنظمة من عناية ورعاية ودعم متواصل للقيام بمهامها وتحقيق أهدافها، مشيراً إلى دعم القيادة الرشيدة المستمر لقضايا الأمة العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك .
من جانبه أعرب الشيخ عبدالله بن حمد الشرقي، رئيس مجلس إدارة مجموعة أوريكس للصناعات عن سعادته كونهم الراعي الرئيسي للملتقى الدولي الثالث للصخور الصناعية والتعدين الذي يُقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، مشيراً إلى أن المشاركة في الملتقى ستتيح عرض منتجات المجموعة ذات الجودة العالية والخدمات المبتكرة التي توفر مزايا كبيرة لعملائها بقطاع البناء والتشييد في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط .