رغم اعتراف الجميع بأن الفجيرة ومدن كلباء وخورفكان ودبا الحصن ودبا الفجيرة، تعد منجماً للمواهب في شتى الألعاب، إلا أن قلة الموارد المالية جعلت بعض هذه الأندية تغلق الأبواب في وجه العديد من النجوم، وتلغي بعض الألعاب الفردية والجماعية باستثناء كرة القدم، باعتبارها اللعبة الشعبية على الرغم من قناعة المسؤولين أن نجماً واحداً في لعبة فردية يمكنه تحقيق إنجازات لدولته يعجز عن تحقيقها فرق في كرة القدم.
وضع الألعاب الشهيدة بتلك الأندية صعب للغاية ومؤلم، فالبعض ليس لديه صالات للألعاب، ومن لديه قاعات مجهزة لا تتوافر لديه الإمكانات، ناهيك عن فرق سباحة تتدرب بالبحر أو بحمامات سباحة داخل الحدائق العامة. وفرق السلة تتدرب على الأسفلت.
«الاتحاد» تفتح هذا الملف بعد جولة ميدانية على تلك الأندية للوقوف على أحوال ألعابها الشهيدة، التي تعانى ما بين الموت الفعلي والجفاف المالي رغم توافر المواهب، حيث يقف افتقاد تلك الأندية أدنى مقومات صناعة البطل، حجر عثرة أمام استمرارها ومساهمتها في صناعة أجيال تستطيع أن تحمل لواء الرياضة في دولتنا.
الوضع المأساوي للألعاب الشهيدة في تلك المنطقة يمنح اللاعب في أندية الفجيرة والساحل الشرقي لقب بطل، لأنه يتحدى كل الظروف والمعوقات التي تواجهه ويذهب للتدريبات في ظل إمكانات فقيرة وغياب المقابل المادي أو التحفيز المعنوي.
من جانبه، أكد المستشار أحمد سعيد النقبي رئيس نادى الخليج، أن ناديه يمثل مدينة كبيرة تعد من معاقل الرياضة بالدولة، وهي مدينة خورفكان، ولذا كان الحرص على توافر جميع الألعاب الفردية والجماعية، باستثناء لعبة الدراجات بسبب تكلفتها العالية.
وتابع: «لا شك أن جميع أندية الإمارة الباسمة تدين بالشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لدعمه لنادينا وكل أندية الإمارة، ما كان سبباً في بقاء هذه الألعاب واستمرارها رافداً قوياً للمنتخبات الوطنية بالمواهب، فالدعم القوي هو الأساس لوجود لعبة قوية ومواهب تشرف الدولة، ولدينا العديد من المواهب في الألعاب الفردية، ومن بينهم معيوف في ألعاب القوى الذي وصل للعالمية».
واستطرد المستشار النقبي، قائلاً: «إذا نظرت إلى الارتباط بين الدعم والإنجازات، فانظر إلى فريق كرة الصالات لدينا والذي يحتكر ألقاب اللعبة، وهو الأمر الذي جاء ثمرة للدعم الكبير من قبل مجلس الشارقة الرياضي، ولهذا نتمنى زيادة الدعم من قبل الاتحادات الرياضية للنهوض بجميع الألعاب، مع تشييد حمام سباحة بنادينا، علاوة على حاجة المنطقة الشرقية إلى مضمار يخدم جميع الأندية التابعة لإمارة الشارقة ».
اليماحى: دعم الاتحادات
لا يكفي رواتب المدربين
الفجيرة (الاتحاد)
أكد محمد اليماحى نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كلباء، أن النادي اضطر لإلغاء ألعاب القوى والدراجات نتيجة لقلة الدعم المادي، إضافة إلى عدم توافر حمام سباحة يخدم الألعاب المائية، وقال: «بجانب كرة القدم النادي لديه رياضات الكرة الطائرة واليد والكاراتيه، ولولا دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لجميع الأندية ومن بينها نادينا لتقلص عدد الألعاب بهذه الأندية على اعتبار أن دعم الاتحادات لا يكفي رواتب المدربين.
وأضاف: «موقف غريب تعرض له نادينا جعلنا نفكر في إلغاء لعبة جماعية قائمة حالياً، وهو ما أجبر مسؤولو هذا الاتحاد ولن اذكر أسماءهم على زيارة نادينا عندما علموا بوجود نية الإلغاء، لقلة الدعم ووعدونا بزيادة الدعم من الموسم الجديد، لكننا فوجئنا بتخفيض دعم اللعبة وليس زيادته وهو الأمر الذي جعلنا في حيرة من هذا الأمر».
وأضاف: «نأمل أن تخرج مقترحات المجلس الوطني بزيادة الدعم للأندية، لكى لا نضطر لإلغاء هذه اللعبة ونعمل على فتح ألعاب جديدة وتوفير أعلى رعاية للاعبي هذه الألعاب، خصوصاً أننا في الطريق لإدخال لعبة الجو جيتسو وقدمنا طلباً بذلك وننتظر الضوء الأخضر للانطلاق باللعبة التي تحلق الآن بنتائجها العالمية مع الأبطال الذهبيين من أبناء الدولة ولهذا نريد أن يكون نادينا رافداً قوياً باللاعبين الموهوبين بهذه اللعبة فمن سر نجاحها انه يتوفر لها دعم قوى».
وأشار اليماحى إلى أن إدارات الأندية، ستكون سعيدة قطعاً بوجود كل الألعاب بأنديتها، حتى يتوفر للاعب خيارات متعددة لاختيار اللعبة التي يرغبها ويستمتع بممارستها، وبهذا ندعم المنتخبات الوطنية ونحمى شبابنا.
وواصل: «من الصعب أن تظل اليد مغلولة بالأندية محدودة الموارد تحت وطأة الحاجة لزيادة الدعم، فنحن في النهاية كإدارات رجال متطوعون نعمل لخدمة وطننا ونساعد في تنشئة الأجيال الصاعدة، ليكونوا نافعين لأنفسهم ومجتمعهم ووطنهم.
الشرع: النادي مثل المدرسة يبنى الأجيال على القيم
الفجيرة (الاتحاد)
قال سلطان الشرع نائب رئيس شركة كرة القدم ومشرف عام الفريق الأول والمتحدث الرسمي باسم نادي الفجيرة: « زيادة الدعم لا تعد رفاهية بالنسبة للأندية الرياضية بل حاجة ملحة تحتاج إلى تحرك سريع للنهوض بأندية الإمارات الشمالية، فالوضع الحالي شديد الصعوبة والأعباء الواقعة على كاهل إدارات الأندية ثقيلة ونحن نتحملها كمتطوعين بكل حب خدمة للوطن ورغبة في المساهمة ببناء أجيال نافعة لنفسها ومجتمعها ووطنها».
وأضاف: «ترك النشء أو الشباب بالشوارع يجعلهم عرضة لمخاطر الانحراف وتحت رحمة رفاق السوء ولهذا فالنادي مثل المدرسة يبنى الأجيال على القيم والأخلاق، مع تنمية الجسم».
وأكد أن الرياضة ليست كرة القدم فهناك قطاع كبير يعشق ألعاب أخرى، ولهذا لابد أن يجد شبابنا في أنديتنا الملاذ والمكان لإشباع هوايتهم المفضلة وممارستها، ومن هنا حرصت إدارة نادينا برئاسة الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي رئيس النادي، ونائبه الشيخ عبد الله بن حمد بن سيف الشرقي، ومحمد سعيد الضنحانى رئيس مجلس الإدارة، على تنويع الأنشطة الذي يضمها فلدينا ألعاب قوى وسباحة ودراجات وكرة القدم ولقلة الدعم ومحدودية الموارد تم إلغاء ألعاب كرة اليد والطائرة والسلة والأخيرة تمارس على سبيل الهواية.
وواصل الشرع: «نادينا يفخر بانه منجم للمواهب بشتى الألعاب من جهة ومنارة رياضية بالفجيرة بشكل خاص بعدما أصبح الاستاد بثوبه الجديد بجهود ومتابعة يومية من الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي ينافس أفضل ستادات العالم».
وتابع: «نحن في حاجة لدعمنا من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة بتشييد مسبح وصالة للألعاب الرياضية فلاعبو الفرق الرياضية يتدربون بالعراء وفريق السباحة يتدرب بحمام سباحة حديقة مضب العامة وهو حمام للهواة وغير أوليمبي وقبل سنوات توفى سباح لنا به بعد ارتطام رأسه بالقاع فنحن لا نريد إلغاء أي لعبة بل نعمل على زيادتها ولكن تظل الحاجة لزيادة الدعم ضرورية لتحقيق كل ما نصبو إليه خاصة وأن نادينا هو النادي الرئيسي بإماراتنا عروس بحر العرب ويخدم قطاعاً كبيراً».
وطالب بزيادة الدعم وإقامة صالة للألعاب لأن ذلك سيعيد الحياة لجميع الألعاب الأخرى بمختلف أنديتنا، يساعد على إفراز مواهب تساعد في نهضة الرياضة الإماراتية، فمثلاً كرة اليد لدينا متقدمة بالدولة ولاعبوها نجوم بالمنتخب الوطني ومن بينهم الحكم الدولي حميد راشد ولهذا لابد من توفير الدعم الكافي للأندية لتحفظ اللعبات المتفوقة في كل ناد على وجودها وأداء رسالتها، خصوصاً وأن لاعبا واحدا من الألعاب الشهيدة الفردية يمكنه رفع علم الدولة خفاقا بمختلف البطولات الدولية والقارية والعربية والخليجية.
العبدولي: المجلس الوطني وضع يده على «الجرح»
الفجيرة (الاتحاد)
قال جمعة حمدان العبدولي، عضو مجلس إدارة نادى دبا الفجيرة مشرف عام الفريق الأول: «إن النادي يفتقد البنية الأساسية اللوجستية المتوافرة بمعظم أندية الدولة، فنحن مثلاً في هذا الجانب نعانى ونصرخ من سنوات، للمطالبة بتشييد ستاد بمدرجات وصالة ألعاب أسوة بالأندية الأخرى، بدلاً من المدرجات الخشبية والحديدية التي تشكل خطورة على اللاعبين، ولا تعكس الوجه الحضاري المشرق لدولتنا».
وقال: «نحن نشفق على لاعبينا الذين يذهبون للأندية الكبيرة، ويشعرون بالفرق وملاعب فخمة، بينما يتدرب لاعبو مراحل كرة السلة عندنا بملعب مكشوف أرضيته من (الأسفلت)، مما يجعل اللاعبين يهربون إلى تلك الأندية، فأصبحنا نحن معمل لتفريخ النجوم، هذا بجانب أن حمام السباحة الذي تم تشييده على نفقة رئيس اتحاد السباحة غير مغطى وغير أوليمبي، ولا تتوافر به أجهزة التدفئة، ولهذا لا يمكن التدريب فيه شتاءً خلال موسم المباريات لبرودة الماء، وهو الأمر الذي قد يتسبب في مرض اللاعبين بنزلات البرد، لكني في الوقت نفسه انتهز الفرصة لأشكر إدارة نادى دبا الحصن، بعدما سمحت لنا بالتدريب بحمام السباحة المغطى بناديهم».
وأضاف: « اضطرنا مجبرين أن نلغي كرة طائرة واليد والكاراتيه، وإذا توافر الدعم الكافي لن نمانع في إعادة هذه الألعاب للحياة من جديد، فنادينا لديه مساحة من الأرض، تتسع لتشييد صالة ألعاب ومباني إدارية جديدة وستاد ضخم، لأننا نمتلك بالكاد النفقات الباهظة لكرة القدم، ولولا دعم حكومة الفجيرة ومكارم صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة لأغلق نادينا أبوابه».
واستطرد العبدولى قائلاً: «الكلام جميل، والمقترحات من جانب المجلس الوطني للنهوض بالأندية رائعة، ويبقى أن التنفيذ صعب، وإذا تحقق سينعكس ذلك على جميع الأندية بشكل إيجابي، فقد وضع المجلس الوطني يده بالفعل على موضع الجرح الذي تعانيه رياضتنا، وبخاصة الأندية محدودة الموارد، ووضع حلولاً عملية، نتمنى تطبيقها، فمشكلة الأندية هي المادة، وإذا توافرت سيحل كل شيء، ولا شك في أن زيادة الدعم وإنشاء صندوق لهذا الهدف شيء إيجابي، سينهض بالرياضة بجميع الألعاب، وسيساعدنا هذا كمسؤولين بالأندية الرياضية، نعمل كمتطوعين، خدمة لوطننا، وحماية لأبنائنا وشبابنا، وتأدية رسالتنا على أكمل وجه».
الملاحي: فرطنا في مواهب السباحة لعدم وجود مسبح
الفجيرة (الاتحاد)
أكد علي راشد الملاحي نائب رئيس مجلس إدارة نادي العروبة، أن المجلس يعمل متطوعاً لخدمة الرياضة والرياضيين، وهدفنا هو المحافظة على الشباب والنشء، وجعلهم أشخاصاً نافعين لمجتمعهم ووطنهم وأنفسهم، والعمل على حمايتهم وتوجيههم، ولهذا نؤيد كل خطوة تسهم في تحقيق هذا الهدف من جهة، وازدهار الرياضة على مستوى جميع الألعاب من جهة ثانية.
وأضاف: «واقع الحال يشير إلى صعوبات تواجه العديد من الأندية محدودة الموارد، فنادينا على سبيل المثال لا توجد به صالة ألعاب، ولهذا لا يشارك بألعاب جماعية مثل كرة اليد والسلة رغم رغبتنا في المشاركة، لكنا نحتاج لتوافر البنية التحتية لتحقيق هذا، بجانب أننا نشارك بلعبة السباحة، ولدينا على مدى تاريخ النادي وحتى الآن أبطال بالسباحة، رغم أن نادينا لا يوجد به حمام سباحة، ويتدرب لاعبونا بالبحر أو بمسابح بجهات أخرى».
وواصل: «قلبي اعتصر ألماً عندما فتحنا باب التسجيل بلعبة السباحة، فتقدم 85 من أبنائنا للانضمام للعبة ولم نستطع لقلة الإمكانات أن نقبل سوى 25 لاعباً، بينما رفضنا أكثر من ضعف العدد المقبول، ولو توافرت الإمكانات لقبلنا جميع المتقدمين».
وأكد الملاحي أن ناديه على استعداد لإدخال جميع الألعاب ونشر منظومة الاحتراف إذا توافر الدعم، فالوضع الحالي رغم أننا نعاني نفقات الاحتراف والمحترفين على مستوى كرة القدم، ولذا ستكون الحال صعبة إذا تم تعميم الاحتراف على مستوى كل الألعاب، شريطة أن تتوافر الموارد للإنفاق، فزيادة الدعم ستخدم الرياضة الإماراتية وستسهم في ازدهار الألعاب المختلفة، ودعم المنتخبات بأفضل المواهب.
علي سكران: قلة الدعم وراء إلغاء الألعاب
الفجيرة (الاتحاد)
قال علي سكران مدير نادي دبا الحصن ومشرف الفريق الأول لكرة القدم أن قلة الدعم يقف وراء إلغاء العديد من الألعاب بأندية المنطقة بشكل عام، ونحن في نادينا بفضل دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تتوافر لدينا جميع الألعاب ما عدا كرة السلة، ونفخر بأن لدينا نجوم بالمنتخبات من أصحاب الألقاب الدولية في ألعاب القوى والدراجات وتنس الطاولة وفي كرة القدم على مستوى جميع المراحل وفريق لكرة الصالات متوج بالألقاب وبدون شك فإن تشييد حمام سباحة أولمبي وصالة ألعاب ساهم في ازدهار الألعاب الشهيدة عندنا وفتح الأبواب أمام أبنائنا للاشتراك باللعبة التي تستهويهم.
وأضاف: «مبادرة المجلس الوطني بوضع مقترحات وتوصيات لحل مشاكل الموارد المالية بالأندية شيء عظيم ونشيد به ولكنه يبقى حبرا على ورق إلى أن تخرج هذه الحزمة من التوصيات التي تستهدف النهوض بجميع الألعاب بأنديتنا ومساعدتها على أداء واجبها على أحسن وجه للنور.