جيل بعد آخر يتوارث أبناء هذه الأرض الطيبة حب شجرة النخيل التي ورد ذكرها في القرآن أكثر من مرة فهي شجرة مباركة بثمرها وسعفها وجريدها، المواطن أحمد علي بن داود العبدولي من منطقة الطيبة بإمارة الفجيرة دفعه حبه للنخيل لامتهان تلقيح النخيل المثمر منذ صغره، وذلك بنقل حبوب اللقاح من النخيل المذكر إلى المؤنث حتى تتم عملية الإخصاب وتكوين الثمار . متعمداً في ذلك على الخبرات والتجارب الكبيرة التي ورثها من الأجداد والآباء منذ زمن طويل، وبرغم التطور والتحضر الذي وصلوا إليه واعتماد بعضهم على الأيدي العاملة في هذه المهنة فإن العبدولي ما زال يقوم بنفسه بعمليات تلقيح ثمار النخيل .
يقول العبدولي: “تبدأ عمليات تلقيح النخيل منذ بداية شهر فبراير/ شباط وحتى نهاية مارس/ آذار ويعتمد ذلك على مناطق النخيل ومناخها وطبيعة وخصوبة الأرض التي تعيش فيها وفي تلك الفترة تبدأ الفحول المذكرة في النمو والانتفاخ من وسط النخلة” .
وعن عملية تلقيح النخلة يقول العبدولي: “عند تلقيح النخلة لابد أن تكون العملية تحت أشعة الشمس وفي جو يخلو من الغبار كما يجب تجنب إجراء التلقيح أثناء هطول الأمطار أو في أوقات الغيوم أو الضباب ويجب التأكد من حيوية حبوب اللقاح وصلاحيتها ويمكن معرفتها من خلال رائحتها الشديدة ومن خلال كثرة عقد الثمار عند التلقيح، ويجب أن ينتج الذكر عدداً كبيراً من الأكمام الزهرية ذات أحجام مختلفة ولابد من الحصول على اللقاح من نخيل معروف بكثرة إخصابه وجودته، مع وضع الكمية الكافية من شماريخ اللقاح والتي تعمل على تلقيح الأزهار المؤنثة، وبعد ذلك تتم طريقة تلقيح النخيل بعد قلع الطلع من الفحل نقوم بسحل أو تقطيع الطلع إلى أعواد ثم نربط بسعف النخيل من 4 إلى 6 أعواد من الطلع حسب نوع النخل ويمكن خلط الطلع اليابس مع الرطب ومن ثم نأخذها إلى النخله المراد تلقيحها ونضع (النبات) طلع الفحل في طلع النخلة المراد تنبيتها، من ثم ربطها بسعف النخيل لأيام عدة . ولابد من وضع الشماريخ في كل قنو أنثوي بشكل مقلوب حتى تتساقط حبوب اللقاح منها على الأزهار المؤنثة .
-الفجيرة -بكر المحاسنة