قال مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار سعيد السماحي (في حوار مع الخليج): “إن السياحة في إمارة الفجيرة واعدة وفي نمو مستمر عاماً بعد عام، وكان أهم تغيير طرأ على الإمارة هو الزيادة في عدد المنتجعات والفنادق التي تضاعفت بصورة مدروسة سواء الداخلية منها أو الشاطئية المختلفة الدرجات بما يناسب كل الميزانيات والأذواق، حيث بلغ عدد السياح الذين استقبلتهم إمارة الفجيرة العام الماضي نحو مليون سائح، وبلغ عدد زائري متحف الفجيرة 40 ألف سائح والذي يعد من أهم متاحف الدولة” .
وتوقع سعيد السماحي أن تصل عدد الغرف الفندقية إلى ما يقارب 5000 غرفة خلال السنوات الثلاث القادمة، لسد الطلب المتزايد على الغرف خاصة في مواسم العطل والإجازات الرسمية وفصل الربيع، كما يتطلع خلال العامين القادمين إلى تفعيل القوانين والنظم الجديدة المتعلقة بالسياحة .
وبين أن الهيئة تتبع نظاماً إحصائياً سنوياً لحصر أعداد السياح والزوار وجنسياتهم مما يساعد على تطوير خطط السياحة بشكل مستمر لزيادة الأفواج السياحية، وذلك من خلال تقديم خدمات جديدة وإنشاء مرافق سياحية معاصرة والبحث عن وجهات متنوعة تخدم القطاع السياحي والتسويق السياحي الجيد .
وأضاف أن الهيئة تعمل على استقطاب واستقبال الزوار والسياح عبر الكتيبات والخرائط السياحية وتقديم المعلومات والإرشادات لوكلاء السفر والسياح خلال الموسم السياحي من بداية شهر سبتمبر لغاية شهر مايو من كل عام .
لفت مدير الهيئة إلى أن معظم المناطق في إمارة الفجيرة عليها طلب وإقبال هائل، ومنها المناطق الشاطئية مثل الفقيت والعقة، وكذلك المواقع الأثرية مثل متحف الفجيرة وقلعة الفجيرة وقرية التراث ومسجد البدية التاريخي والقلاع والحصون المنتشرة في الإمارة، كما أن هناك إقبالاً على ممارسة الرياضات البحرية مثل صيد السمك والغوص والسباحة والمغامرة في المناطق الجبلية وغيرها من الرياضات المختلفة .
وكشف عن استحداث وترميم عدد من القلاع والحصون في الإمارة، حيث تم انجاز 90% من عملية ترميم بيت شيوخ مسافي وقلعة سكمكم ودبا وسيتم الانتهاء من إنجاز هذه المشاريع هذا العام، مشيراً إلى أنه بعد ذلك سيتم البدء في ترميم قلعتي قرية وحبحب .
معارض دولية
وفي إطار أقرب الأنشطة التي تشارك بها الهيئة هذا العام قال: “إن الهيئة ستشارك في (معرض برلين للسفر والسياحة العالمي) في بداية شهر مارس، و(معرض موسكو للسفر والسياحة العالمي) في نهاية شهر مارس والذي تشارك فيه الهيئة بجناح خاص مع عدد من المعنيين في القطاع السياحي والفندقي بهدف الترويج للإمارة بهذه المحافل الدولية، بالإضافة إلى المشاركة في (ورشة عمل) في إبريل لدول الخليج بالتعاون مع المجلس الوطني .
كما أشاد بالدور الذي تلعبه هيئة الفجيرة للسياحة والآثار في المشاركة بالعديد من المعارض العالمية السنوية والمشاركة في معرض دبي ومعرض التوظيف و(مؤتمر الآثار) الذي يعقد في المتحف البريطاني بلندن لعرض آخر المكتشفات الأثرية في الدول العربية ودول الخليج العربي، وكذلك عرض نتائج اكتشافات بعثة الآثار الفرنسية العاملة في إمارة الفجيرة، ومعرض لندن ومعرض موسكو الثاني، ومعرض الرياض في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن الهيئة تشارك بالتعاون مع المجلس الوطني للسياحة والآثار في ورش عمل تتعلق بالترويج السياحي داخل الدولة وخارجها مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة في مجال السفر والسياحة، إضافة إلى دعم ومشاركة الدوائر الحكومية والخاصة في جميع الأنشطة والفعاليات والمهرجانات التي تقام على أرض الفجيرة .
الخطط المستقبلية
وعن أهداف الهيئة وخططها التطويرية، قال السماحي: “إنها تكمن في تشجيع وتطوير وتنظيم صناعة السياحة بالإمارة وتنشيط عملية الترويج السياحي محلياً وإقليمياً وعالمياً، ومنح الزوار معرفة واسعة وعميقة لتراث الإمارة وثقافتها، وإيجاد أسواق جديدة للتسويق السياحي، بالإضافة إلى الاهتمام بالمتاحف والآثار وحمايتها وصيانتها وعرضها، وترميم المباني التاريخية ثم افتتاحها للزوار لتكون إضافة سياحية للإمارة، كذلك العمل على تحديث شامل للخرائط السياحية والكتيبات الإرشادية وفق المعطيات السياحية الحديثة، وإقامة الندوات والمؤتمرات والمعارض والمهرجانات السياحية والتراثية والمشاركة فيها بهدف تبصير المستثمرين بأوجه الأنشطة السياحية المختلفة في الإمارة والأماكن الأثرية فيها، كما تهدف الهيئة إلى تكثيف ورش العمل الداخلية مع الشركات السياحية، والتشجيع في استقطاب عدد أكبر من السياح، والمشاركة في المعارض السياحية الدولية، وأيضاً منح التصديقات وإصدار الموافقات بشأن التراخيص السياحية .
وأشار مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار إلى أن التعاون المستمر فيما بين الهيئة والفنادق العاملة يخدم المصلحة المشتركة لهذا القطاع ويلبي المطالب التي تصل من القطاع الفندقي ويتغلب على المشكلات إن وجدت، كما أن الفنادق لها أيضا اتفاقيات مع شركات سياحية عالمية تعمل على التسويق لها .
وتعد الفجيرة واحةً من الطبيعة التي تغري جميع السياح الذين يودون أن يستمتعوا بسحرها الجذاب وشواطئها الرائعة وجبالها الشاهقة، ومن أهم المناطق السياحية والتراثية والطبيعية التي تستقطب السياح إلى هذه الإمارة الوادعة: قلعة الفجيرة التي تعد من أهم الأماكن التي يقصدها السائح الأجنبي والزوّار من داخل الدولة، ومتحف الفجيرة الذي يعد من أهم المتاحف في دولة الإمارات حيث بلغ عدد زائريه العام الماضي نحو 40 ألف سائح، وقرية التراث ومسجد البدية وقلعة البثنة وقلعة أوحله وقلعة الحيل والمحميات الطبيعية والوريعة ومسجد الشيخ زايد الذي يعد ثاني أكبر مسجد في الدولة، ويتكون من طابقين في وسط المدينة ويتميز الفناء الخارجي الذي يحيط به أربعة أروقة وعلى رأسها 35 من القباب الصغيرة وست من المآذن بطول 107 أمتار والرخام الأبيض يكون من كل ركن من الفناء، وحديقة عين مضب، كما يوجد في الإمارة العديد من الآثار والقلاع القديمة .
أجندة الفعاليات
تعمل إمارة الفجيرة على تبني الكثير من الأحداث والمهرجانات مثل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، ومهرجان الربابة، ومهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي، ومهرجان اليوم العالمي للتراث، والاحتفال باليوم الوطني، والمعارض واكسبو، والرياضات البحرية، والفورملا، والتجديف، والغوص، وماراثون الفجيرة، ومؤتمرات طبية، ومنتديات اقتصادية .
وتضم الإمارة أيضاً مراكز تسوق جميلة ومميزة تتمركز في أماكن يسهل الوصول إليها ويجد السائح فيها الكثير من متطلباته بسهولة ويسر، بالإضافة إلى وجود الأسواق الشعبية التي أصبحت من المعالم السياحية المهمة للفتها أنظار السياح، مثل سوق الجمعة وسوق الخميس، وذلك بما تعرضه من معروضات متنوعة تتباين ما بين أجمل المأكولات الشعبية والفواكه المحلية والتحف والسلع النسيجية ذات الصناعة اليدوية المتميزة والمقتنيات التاريخية ذات الطابع القديم والشكل العريق ونباتات الزينة والسجاد والألعاب وأدوات الزينة وغيرها .