هدفان بـ «وزن الذهب»، ولن تنساهما الذاكرة، يكفي أن الفجيرة حصل من خلالهما على أغلى ثلاث نقاط في الرحلة إلى شاطئ الأمان بدوري الخليج العربي لكرة القدم، حيث قفز الفريق إلى المركز العاشر، وجاء ذلك عقب حسم «قمة الهروب من القاع» أمام «الصقور» في رأس الخيمة، وحمل الهدفان توقيع اللبناني حسن معتوق الذي غاب عن هز الشباك لمدة 110 أيام!!.
وما أشبه اليوم بالبارحة، في الموسم الماضي، خلال وجوده مع الفجيرة الذي كان يصارع، من أجل الصعود إلى دوري الخليج العربي، لم يكن معتوق الورقة الرابحة في الفريق خلال الدور الأول لدوري «الهواة»، ولكن في الثاني، كشف اللاعب عن قدراته، ونجح في أن يكون بنهاية موسم 2013-2014 بالدرجة الأولى الهداف الأول لفريقه، ومن أبرز هدافي المسابقة، بمجموع 23 هدفاً.
وتكرر السيناريو نفسه، بعد صعود الفجيرة لـ «دنيا الأضواء»، بعدما وقف الحظ «حجر عثرة» أمام معتوق الذي صام عن هز الشباك على مدى 110 أيام «13 مباراة بالدوري»، لم يسجل خلالها ولو هدف واحد، وهو الأمر الذي تكرر في 3 مباريات بكأس الخليج العربي، بمجموع «16 مباراة في المسابقتين»، علماً أنه في معظم هذه المباريات كان أحد ابرز لاعبي فريقه، بتحركاته الهجومية وخطورته التي جعلت مختلف الفرق تعمل له ألف حساب، إلا أنه في المباراة الأخيرة، جاءت الرياح بما يشتهي معتوق الذي نجح في «فك النحس» الذي طارده لأسابيع عدة، ليفجر غضبه بهدفين، أهدى بهما الفجيرة أغلى فوز، بل إن فريقه اصطاد عصافير عدة، بحجر واحد، يكفي أنه رد اعتباره من خسارته أمام «الصقور»، بهدف في الدور الأول، والقفز إلى الأمام في رحلة الأمان والدفء، واقتناص فوز يساوي 6 نقاط، وبلوغ النقطة الـ 15 نقطة.
وحول ما حدث بملعب الفريق «الأخضر» وقيادة الفجيرة إلى تحقيق الفوز الرابع هذا الموسم، قال معتوق «لقد كانت عقبة صعبة ومباراة مهمة جداً في مشوارنا بالمسابقة، وبفضل الله، وجهد الجميع إدارة وجهاز فني ولاعبين، مثلما اختتمنا الدور الأول بفرحة كبيرة، بالفوز على عجمان، وهو الآخر من الفرق التي تسعى للهروب من صراع الهبوط، نجحنا في افتتاح الدور الثاني، في إسعاد جماهيرنا، والتقدم خطوة إلى الأمام، واقتناص فوز غالٍ، لا شك أن ترجيح كفتنا أمام فرق تتسابق معنا من أجل الابتعاد عن صراع الهبوط، وتسعى بكل ما لديها من أسلحة، من أجل تثبيت أقدامها بالدوري، يعد بمثابة خطوة جيدة، لتحقيق ما نصبو إليه، وإنجاز الهدف المرسوم الذي وضعته إدارة النادي.
وأضاف معتوق «26 عاماً» لن أكذب إذا قلت إنني كنت أعتصر ألما، لغياب التوفيق، وعدم إحرازي أي هدف طوال الدور الأول، ولكنني بشكل عام، كنت أجتهد، وأسعى بقوة من أجل ذلك، ولكن يبقى أنه من ضمن مهامي مساعدة غيري على هز الشباك، من أقصر الطرق، وهذا ما حققته بالتعاون مع زملائي في المباريات التي فزنا بها، ولم أسجل خلالها، ولكن كانت لي بصمة واضحة بشهادة الجميع.
وقال «لن يصدق أحد أنه رغم صعوبة مباراتنا مع الإمارات، إلا أنني كنت متفائلاً، وكان هناك إحساس بالطمأنينة، في قرارة نفسى، بأنني سوف أكون على موعد مع هز الشباك في هذه الجولة، فقد كنت متشوقاً لذلك، وسر الثقة أننا خضنا بقيادة المدرب التشيكي إيفان هاشيك معسكراً ناجحاً بجميع المقاييس بتركيا، خلال فترة توقف الدوري، ولم نلعب خلاله وديات مع فرق ضعيفة المستوى، فقد حرص هاشيك على أن تكون التجارب الخمس بمدينة أنطاليا، مع فرق قوية ومن بينها بريمن الألماني، وبعد عودتنا تقابلنا مع نجران السعودي، ولهذا استفاد الجميع من اللقاءات الودية، التي منحت مدربنا الجديد الفرصة للتعرف على إمكانات كل لاعب، والعمل على توظيفها وتطويرها بشكل جيد، يفيد الفريق، وأيضاً رفع معدل اللياقة البدنية، ومنحت في الوقت نفسه اللاعبين الصاعدين الثقة بالنفس ونزعت عنهم رداء الهيبة، ولهذا ذهبنا إلى رأس الخيمة، ونحن عازمون بقوة على الفوز».
وقال معتوق «صحيح إنني سجلت أول هدفين لي هذا لموسم، وسعيد بذلك، ولكن سعادتي الأكبر تمثلت في الفوز وحصد النقاط الثلاث، ولا شك أن الهدفين ثمرة جهد جماعي، وأتمنى أن يكونا «باكورة» أهدافي في الدور الثاني، وعازم على مواصلة هز الشباك، وإحراز الأهداف دفعة معنوية لأي لاعب، ولكن حصد النقاط هو الأهم، وبصراحة الفجيرة يستحق البقاء بدوري الخليج العربي، وهناك دعم كبير ووجود دائم مع الفريق، من الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي رئيس النادي، ومحمد سعيد الضنحاني رئيس مجلس الإدارة، بجانب جهد سلطان الشرع نائب رئيس شركة كرة القدم مشرف الفريق الأول، وحميد سالمين مدير الفريق، والجميع بالجهاز الإداري والفني والطبي.
ومن جانبه، قال سلطان الشرع «هذا هو حسن معتوق الذي تمسكنا به رغم عدم تسجيله أي هدف بالدور الأول، فهو لاعب موهوب ومؤثر جداً، حتى إذا لم يسجل، ونحن متشوقون جداً مثله لأهدافه، وكنا على ثقة في أنه سيكون رهاناً ناجحاً في الدور الثاني، مثلما كان في الموسم الماضي بمساهمته فيي صعود فريقنا التاريخي لدوري الخليج العربي، وأتمنى مواصلة عطائه بالقوة نفسها.
وأكد حميد سالمين أن معتوق أثبت أنه عند حسن ظن الجميع به، ونتمنى منه مواصلة التألق في المباريات القادمة، لنحقق ما نصبو إليه، ونسعد جماهيرنا الوفية وإدارتنا التي لا تبخل على الفريق بأي شيء.
وبدوره قال إيفان هاشيك مدرب الفجيرة «سعيد جداً بالفوز على فريق جيد بملعبه، وأشكر جميع اللاعبين الذين قاتلوا، من أجل ترجيح كفتنا، ومن بينهم معتوق الذي يعد من اللاعبين الموهوبين، وأعمل على تسخير كل مهاراته مع الاستفادة، عبر الكرة الجماعية، لتثبيت أقدام الفجيرة بدوري الخليج العربي.
سيد عثمان (الفجيرة)