ينتظر أهل الفجيرة مواسم هطول الأمطار والربيع بفارغ الصبر، فما أن يأتي الربيع حتى تتجه الأبصار وتتلهف القلوب إلى وجه الأرض الأخضر، تبحث عن متنفس تعيد من خلاله حبها واشتياقها للحرية والفضاءات الرحبة .
تبتسم الأرض حين ترى أهلها يشدون الرحال صوبها، يتغنون في جمالها وإبداعات الخالق على وجهها، فالأشجار والزهور التي تبدو كشامات في وجه الصحراء التي تنقلب خضرة نظرة تعيد البهجة للنفس، حيث يتجسد مفهوم الماء والخضرة والوجه الحسن في هذه الأرض الجميلة التي تمنح زوارها قبل أهلها مفاتن الطبيعة دون بخل، فالماء الذي ينساب رقراقاً يذهب الهموم ويغسل أوجاع الحياة اليومية ويعيد النفس شباباً .
إنها محط أنظار الأهل حيث يحملون أمتعتهم ويخيمون هناك لترسم على وجوههم الفرح وتكتب على قلوبهم السرور والبهجة .
باتت مناطق الفجيرة، وجهة سياحية مهمة، تستقطب بشكل أساسي السياح الأجانب والعديد من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة للحصول على أفضل متعة في الأجواء البرية الجبلية أو الصحرواية، حيث يتوجه الأهالي والزوار من داخل الإمارة وخارجها إلى التخييم في عدد من المواقع البرية الجبلية والصحراوية منها منطقة الفقيت والعقة ومناطق دبا الفجيرة ووادي الوريعة والطويين، ووادي حام والسيجي والحنية ومسافي والطيبة، وغيرها من المناطق التي تدب بها الحياة في مواسم الأمطار والربيع .
سعيد بن علي اليماحي يقول: الطبيعة الجبلية في الفجيرة ملاذي في موسم هطول الأمطار والربيع، وأفضل اختيار المكان الهادئ، بعيداً عن ضوضاء المدينة والازدحام والتلوث البيئي، بحثاً عن مكان طبيعي خال من الناس، حيث استمتع بالجلوس أمام الخيمة ليلاً وإشعال النار، وفي العاده أخرج للتخييم مع صديقي وأختار المكان الذي يتمتع بالهدوء، وعادة أفضل التخييم في الأماكن الجبلية المطلة على السواحل البحرية مثل منطقة الفقيت والعقة، بحيث أتمكن من ممارسة العديد من هواياتي البحرية والجبلية في وقت واحد” .
وأشار المواطن عمر السويدي من الشارقة إلى أنه يفضل التخييم في الأماكن الجبلية بالفجيرة و التي أصبحت معروفة لدى الجميع بطبيعتها الخلابة، وجوها الرائع، كمنطقة الطيبة ومناطق دبا الفجيرة .
ويقول:” بعد هطول الأمطار على تلك المناطق تصبح خضراء ونقصدها طول فترة موسمي الشتاء والربيع حيث أفضل قصد الأماكن التي تكون بعيدة عن الشوارع ومصادر الإزعاج والتلوث” .
سيف المعيلي من الفجيرة يقول: “قبل فتره هطول الأمطار أستعد لموسم التخييم بشراء سيارة خاصة بالرحلات البرية مزودة بتلفزيون ومقاعد مريحة ومعدات التخييم، لحرصي على التمتع بهذا الموسم الشتوي الذي يكون قصيراً . وفي العاده أرغب في التخييم مع الأهل في منطقة الفقيت في مخييم العائلات أو منطقة وادي الوريعة حيث أرغب في زيارة الأماكن الجبلية التي تتضمن مناظر طبيعية خلابة” .
يوسف محمد الخديم يقول: “تعتبر منطقة الحنية الصحراوية بالفجيرة موقعاً جميلاً لمحبي التخييم . ففي فصل الربيع أذهب إلى هناك بصحبة أصدقائي ونقوم بنصب خيمة، والتخييم في تلك المنطقة يعتبر تقليداً قديماً لأهالي الفجيرة في هذا الموسم” .
ويشير إلى أنه في أوقات التخييم يمارس العديد من الهوايات المفضلة ومنها ركوب الخيل وإعداد الأكلات الشعبية على النار في الهواء الطلق .
تقول السائحة ساند بطرس برغ وزوجها كيم برغ: “يقولون في كل عام من شهر ديسمبر أتردد على مناطق الفجيرة الخلابة للتخييم بين جبالها العالية و وشواطئها الجميلة حيث أشعر بسعادة لا توصف وأمارس العديد من الأنشطة أهمها التزلج على الرمال، وركوب الأمواج والإبحار، إضافة إلى تسلق الجبال الصخرية العالية .
السائح الألماني روز بليجر، والمقيم في دبي يقول: “خلال موسم الشتاء والربيع أرغب في التخييم بالعديد من مناطق الدولة وخاصة المناطق الجبلية حيث أستطيع ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة، وتسلق الجبال العالية كما زستمتع أنا والأصدقاء بجمال الطبيعة الجبلية الخلابة والوديان” .
المواطن علي بن حسن المطروشي يقول: “أتوجه مساء كل خميس في موسم الربيع والشتاء مع الأصدقاء إلى الفجيرة للتخييم في المناطق الطبيعية لأنني أشعر بسعاده لا توصف خصوصاً في فترات الصباح الباكر وفي الغروب، وخلال التخييم نمارس هواية الطبخ على الحطب حيث نقوم بإعداد الأكلات الشعبية الإماراتية كما نقوم بممارسة ركوب الدراجات الهوائية لتميز الفجيرة بالوديان شديدة الانحدار والسلاسل الجبلية الوعرة، كما أن جمال الفجيرة يمنح راكبي الدراجات الهوائية فرصة ممارسة الرياضة بأمان في أجواء ومناظر طبيعية خلابة .
أما إبراهيم الكندي يقول: “أركز على التخييم في المناطق الخلابة التي تقع بين الجبال والشواطئ، وهي مثالية للتخييم لنهار كامل أو أكثر، ويقول: “قضاء أيام في المناطق الجبلية المطلعة على السواحل البحرية للفجيرة يجدد النشاط، وبالأخص عند التخييم في الأماكن الطبيعية التي تشتهر بأعشابها الخضراء وطبيعتها الخلابة، التي تشد الجميع، ومع نصب خيام الكل يستمتع بممارسة نشاطه، فالأطفال يلعبون، ويتسلقون الجبال، لافتاً إلى أن أبرز الأماكن التي يحرص على زيارتها هي منطقة العقة والفقيت، ووادي الوريعة السيجي ومناطق الطويان مثل المية والحاير .
وترى سلامة سعيد الرميثي أن للتخييم حكاية رائعة حيث منذ الصغر ترغب في الخروج مع الأهل في المناطق البرية وخاصة في فترة الإجازة في منتصف العام الدراسي، وتقول: “التخييم له طقوس خاصة وعائلية جميلة حيث في المواسم جميع أفراد العائلة يخرجون المناطق البرية المتعددة وينصبون مجموعة من الخيام المتصلة مع بعضها بعضاً لتمثل حياً سكنياً مترابطاً من الخيام ذات الخدمات الحياتية للنوم للمجلس وللمطبخ وكل مستلزمات المنزل” .
وتؤكد “خلال التخييم يكون هناك شعور مريح لا يوصف حيث نسهر بين الخيام في الهواء الطلق ونقوم بإعداد الأكلات والحلويات على النار، كما نقوم بإشعال النار للسهر حتى تضفي بهدوء وتزيد الأجواء جمالية مع أضواء القمر في تلك الليالي السنوية الباردة .
فاطمة الحمدي معلمة مدرسة تقول: “أحرص بشكل دائم على رحلات التخييم في مناطق متعددة من الفجيرة والشارقة وذلك لأن التخييم يعتبر بالنسبة لي فرصة رائعة لاكتشاف المناظر الطبيعية الخلابة سواء بين الجبال أو في الصحراء، وخلال التخييم جميع أفراد الأسرة يحرصون على الاستمتاع بأجواء طبيعية وممارسة الأنشطة المتعددة .
موزة علي الصريدي تقول: “أفضل التخييم في الأماكن التي تتوافر بها مساحة جيدة للطبخ بالطرق التقليدية وذلك لإعداد الأكلات الشعبية المتنوعة على النار ومزاولة بعض الأنشطة الترفيهية، وعند ذهابي للتخييم أحرص على أخذ الكثير من حطب أشجار السدر والسمر لأنه عند إشعاله يشكل منظر النار في الليل منظراً رائعاً وتكون النار ذا رائحة جميلة، كما أحرص عند التخييم على الاسترخاء والهدوء وليس شد الأعصاب والخوف .
ويقول خالد خميس المحرزي: “في العادة يفضل الناس التخييم في الأماكن التي يكون فيها تجمعات كمنطقة العقة والفقيت، ولكني أفضل الأماكن المنعزلة والواقعة بين أحضان الطبيعة الخلابة، وأفضل الأماكن الرملية، ونادراً ما أخيم في الجبلية، وأحرص سنوياً على تغيير المكان، وقبل اختياره أحرص على الاستفسار عن ملامته للتخييم، ومدى الإقبال عليه، لافتاً إلى أنه يخيم في الفجيرة ورأس الخيمة فالتخييم في تلك الأماكن يعجز اللسان عن وصفه فهو أشبه بقطع من الجنة وضعها الخالق على الأرض، تجد روح الطبيعة والخضرة فيها الهدوء والصفاء والنقاء بشكل كبير وغير موجود في مناطق أخرى .
ويشير المواطن خميس محمد إلى أن التخييم فرصة لالتقاط الأنفاس بعد عناء عمل مجهد للبدن والنفس وهي فرصة جميلة لاجتماع الأسرة في أحضان الطبيعة الخلابة وخاصة في هذه الأوقات من السنة حيث الأجواء معتدلة ونقية وخالية من الملوثات الصناعية .
وأوضح أن هناك العديد من المناطق التي تجذب الأسر للتخييم فيها بإمارة الفجيرة منها مدينة دبا ومنطقة الفقيت حيث البحر الأزرق والجبال الشاهقة تكون لوحة فنية من بديع صنع الله وله فوائد جمة منها تغير نمط الروتين المتكرر اليومي وتخفيف ضغوط العمل و الترويح عن النفس وتجديد النشاط .
حميد بن قدور اليماحي يقول: الرحلات البرية أساسية في حياة أغلب الناس ولهذا نحرص عليها دائماً وخاصة مع اعتدال الجو بداية الشتاء والربيع فتعتبر الرحلات والتخييم متعة وهدوء وسكينة واسترخاء للجسم والعقل والعين .
ويشير إلى أن اغلب سكان مناطق الطويين بالفجيرة يملكون العزب والمساكن القديمة حيث يلجأون لها في فترات الإجازات وفترات اعتدال الجو والشتاء فيقيمون فيها لعدة ليال ويقومون بالطبخ على الحطب والخروج عن النمط والروتين اليومي المعتاد في القرية أو المدينة وبعيداً عن الكهرباء والإنترنت و وسائل الترفيه الأخرى، ويستعيدون نمط البساطة في الحياة وغالباً ما تكون هذه الرحلات عائلية أو شبابية يتخللها الشواء والتصوير وتسلق الجبال وزيارة أماكن بعيدة لا تصل لها السيارات أو وسائل النقل الأخرى، أما بالنسبة لرحلات التخييم في البر والصحراء عادة ما تلجأ الأغلبية إلى أن تكون من الصباح إلى فترات المساء والقليل من الناس ما تبيت في العراء أو في المخيمات وأغلبها تكون شبابية تتخللها رحلات بالدراجات والسيارات .
ويضيف: أن الطبيعة الجبلية في الشتاء مميزة ونسمة الهواء في الجبل تختلف عنها في الصحراء فضلاً عن الحيوانات البرية التي تشاهدها في الجبال ولكن لا يمكن مشاهدتها في الرمال والصحراء ، كما يمكن مشاهدة العديد من النباتات البرية والطبية في الجبال غير موجودة في الصحراء .
بكر المحاسنة