أبدى عدد من أهالي وسكان بالفجيرة تحفظهم تجاه زمن استجابة الإسعاف الوطني للوصول في وقت قياسي إلى أماكن الحوادث، لإسعاف المصابين بالسرعة المطلوبة أو ستر جثامين المتوفين، واستشهدوا بأكثر من حادث مروري مروع وقع خلال الفترة الماضية داخل مدينة الفجيرة وفى المناطق المتاخمة لها، كانت الاستجابة متأخرة جداً، بعد أن وصلت سيارة الإسعاف لحادث وقع داخل مدينة الفجيرة في سبتمبر/أيلول الماضي بعد 25 دقيقة، فيما وصلت إلى مكان حادث وقع الخميس الماضي بمنطقة أحفرة بعد مضي ساعة، وهو زمن طويل لا يُمكن الجهات الطبية من إنقاذ حياة المصابين .
بدورها بحثت شرطة الفجيرة مؤخرا مع الشركة المختصة أسباب التأخير وشكلت لجنة شرطية لمعالجة أسبابه مع الجهة المعنية، بعد أن أثارت واقعة تأخر الإسعاف الوطني في الاستجابة لمتطلبات الحادث المروري المميت الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي في منطقة أحفرة بالفجيرة، وأودى بحياة الشاب المواطن محمد راشد سعيد اليماحي (22 سنة) من أهالي منطقة مسافي، كثيراً من الأسئلة الحائرة التي تقرع ناقوس الخطر، من واقع تأخر وصول الإسعاف إلى مكان الحوادث، حيث أكد مكتوم راشد سعيد اليماحي (26 سنة، موظف حكومي) شقيق المتوفى وصول الإسعاف إلى الحادث بعد زهاء الساعة من وقوعه، وقال إن طاقمه الطبي استغرق ساعة أخرى لنقله إلى المستشفى، بمعنى أن المرحوم شقيقي وصل إلى المستشفى بعد ساعتين من وقوع الحادث، وأنه ظل ملقى على الإسفلت من دون أن تحرك دوريات المرور التي هرعت إلى مكان الحادث في وقت قياسي ساكناً، تنفيذاً للتعليمات بعدم تدخلها في عملية إسعاف المصابين في الحوادث .
وتساءل عن الأسباب الحقيقة في تأخر صول الإسعاف هل بسبب نقص مركبات الشركة والطواقم الطبية العاملة أم نتاج لجهل العاملين فيه بالطرقات في المدن والمناطق؟ مع تأكيده أن مهمة إسعاف المصابين تعد الواجب المقدم على ما عداه عند وقوع الحوادث على اختلاف أسبابها، لأن إنقاذ حياة المصابين واجب ديني وإنساني وأخلاقي .
وناشد الجهات المختصة بضرورة إعادة النظر في زمن استجابة الإسعاف الوطني للحوادث، حفاظاً على أرواح يمكن إنقاذها، وقال: شقيقي مضى إلى سبيل ربه لا نملك سوى أن ندعو له بالمغفرة، لكن هنالك أرواحاً يمكن أن تزهق جراء تأخر إسعافها ما دفعنا لإثارة الواقعة حفاظاً على السلامة العامة ومن أجل تجويد عمل الإسعاف، وعدم ترك المصاب أو المتوفى في حادث مسجي على قارعة الطريق زمنا طويلا والجميع مكتوفي الأيدي .
ولفت إلى أن والده انتقل لمكان الحادث في نصف ساعة قبل وصول الإسعاف الوطني واكتفى كغيره بمشاهدة ابنه ملقى على الإسفلت عاجزا عن إسعافه .
من ناحيته، قال عثمان خوجلي: وقع حادث في سبتمبر/أيلول الماضي على شارع الشيخ حمد فى مركز مدينة الفجيرة، وكنت شاهداً وحاضراً وقت حدوثه حيث انتقلت دوريات المرور في زمن لم يتجاوز 5 دقائق، فيما سيارة الإسعاف وصلت للحادث بعد نحو 25 دقيقة، وطيلة الزمن كان المصاب يئن من شدة الألم بعد أن بتر الحادث ساقه ما دفع أحد المواطنين الحاضرين تغطية جسده بغترته .
الشرطة تبحث التأخير
أقر العقيد محمد بن نايع الطنيجي نائب القائد العام لشرطة الفجيرة بتأخر انتقال الإسعاف إلى مكان حادث أحفرة الذي وقع الخميس الماضي برغم إبلاغ الإسعاف فور ورود البلاغ لغرفة العمليات الشرطية، مؤكداً أن دوريات المرور انتقلت في زمن قياسي لم يتجاوز 7 دقائق إلى مكانه وباشرت مهام عملها دون التدخل في إسعاف المصاب تنفيذاً للتعليمات القاضية بعدم التعامل مع المصابين لحين وصول الإسعاف الوطني .
وأشار إلى إن إدارته تواصلت مع الشركة المختصة وعقدت اجتماعاً مع مسؤوليها لبحث أسباب تأخر وصول الإسعاف للحادث الأخير وحوادث أخرى، توصل الاجتماع إلى أن سبب تأخر الإسعاف كان نتاج لجهل السائق والطاقم الطبي بمنطقة أحفرة، خاصة أن سائقي الإسعاف يعتمدون على (الجى بي اس) للوصول إلى مكان الحوادث، كما أن التأخير الذي طال حوادث أخرى كان نتاج لقلة عدد المركبات وعدم معرفة السائقين بالطرقات في المدن والمناطق بالإمارة .
وأكد الطنيجي أن القيادة شكلت لجنة شرطية لتدارس أسباب التأخير مع الشركة المعنية في عدد من الحوادث، والتوصل للصيغة المثلى لإسعاف المصابين لجهة وضع الحلول المناسبة، حيث وعدت الشركة بزيادة عدد مركباتها وطواقهما الطبية لأن إسعاف المصاب واجب إنساني وأخلاقي .
الخليج
تحقيق: محمد الوسيلة

Posted from WordPress for Android