أكد العقيد احمد حمدان الزيودي مدير المؤسسة العقابية والإصلاحية بالقيادة العامة لشرطة الفجيرة، أن استراتيجية وزارة الداخلية تهدف إلى التقدم والتطوير، وتوفير كافة سبل الحياة الكريمة لكل مواطن ومقيم على ارض الدولة، وان أهداف الوزارة تبرز بشكل واضح في تحويل المؤسسة من بيئة عقابية إلى إصلاحية في المقام الأول انطلاقاً من مبدأ الحقوق والحريات للنزلاء طبقا للائحة المعمول بها في سجون الدولة، باعتبار أن السجين حتماً سيخرج يوماً إلى المجتمع، وحتى تسهل عملية إعادة اندماجه وتحويله إلى شخص نافع ومنتج في مجتمعه .
كشف العقيد احمد حمدان الزيودي عن خطة مستقبلية للقيادة العامة لشرطة الفجيرة لتنفيذ مشروع بناء سجن جديد في الإمارة يضم ورشاً حرفية وصالة رياضية لممارسة الأنشطة وقاعات للمحاضرات .
إعادة التأهيل
وقال إن المؤسسة انتهجت استراتيجية عمل تقوم على تنفيذ عدة برامج وخطط تهدف في محصلتها النهائية، إلى توفير حياة كريمة للنزيل طبقا لمبدأ الحقوق، وتقديم كافة شروط الإصلاح والتأهيل قبل العقاب، حيث نجحت المؤسسة في تحويل كثير من النزلاء إلى أفراد صالحين في المجتمع بعد انقضاء محكوميتهم من خلال قسم الإصلاح والتأهيل داخل المؤسسة الذي تم استحداثه ويعمل بالكفاءة المطلوبة .
ويضيف: “لدينا برامج توعوية هدفها الأساسي إصلاح النزيل، فعند قدوم النزيل إلى المؤسسة يقوم بتعبئة نموذج يوضح حالته، وظروفه الخاصة والعائلية، وعن طريق الأخصائي الاجتماعي للسجن تتم دراسة الحالة والوصول إلى الأسباب التي قادته إلى ارتكاب الجنحة أو الجناية، وتعمل إدارة السجن مع الأخصائي الاجتماعي على معالجة الأسباب التي قادته إلى خلف القضبان، ولنا تجارب كثيرة متميزة في هذا الشأن ، ونجحنا في تسفير كثير من اسر النزلاء المبعدين بالتنسيق مع صندوق الفرج والجمعيات الخيرية، فضلا عن حل كثير من المطالبات المالية لبعض النزلاء بتسديدها، حيث بذل صندوق الفرج وجمعية الفجيرة الخيرية جهوداً جبارة في حل مشاكل كثير من النزلاء أصحاب القضايا المالية” .
وتابع: من ضمن جهود الإصلاح داخل المؤسسة تم تنفيذ العديد من البرامج والدورات التأهيلية أبرزها تخريج 4 دورات سنويا في مجال تحفيظ القرآن للنزلاء بالتعاون مع خيرية الفجيرة ومكتب الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف التي ظلت توفر على الدوام المحفظين، حيث يتم تكريم وتحفيز الحفظة ، إلى جانب البرامج الدينية التوعوية من خلال المحاضرات المتنوعة التي تزيد الوازع الديني عند النزيل .
كما تنفذ المؤسسة أكثر من 5 دورات سنوياً بالتعاون مع كلية الفجيرة الجامعية في مجال الكمبيوتر استفاد منها جميع نزلاء المؤسسة، يقوم بتدريس موادها أستاذة من الكلية .
وتقدم إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية برامج وقائية طبية، حيث قمنا بفحص عيون النزلاء بالتعاون مع نور دبي، ومؤخراً تم افتتاح عيادة خاصة بالأسنان داخل المؤسسة تعمل بكفاءة جنبا إلى جنب مع العيادة الطبية التي تقدم الخدمات الطبية للرعاية الأولية .
ويضيف نفذ صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة عدداً من المحاضرات التوعوية بهدف تحفيز النزلاء على الابتكار والإبداع وغرس مفاهيم الاستثمار لجهة إعدادهم للحياة ومساعدتهم على تجاوز مراحل الحياة الصعبة، ومنحهم الأمل بعد انقضاء محكوميتهم في تسيير حياتهم وممارستها بالصورة المثلى .
ونخصص سنوياً “أسبوع النزيل الخليجي” لابتداع برامج ثقافية وأنشطة رياضية متعددة مع جوائز قيمة للفائزين، وفى أسبوع النزيل الماضي قدم عدد من النزلاء مسرحيتين تم عرضهما داخل إحدى قاعات المؤسسة بمشاركة محرر “الخليج” وحقاً كان عرضاً متميزاً بعد أن تناولت إحداهما مخاطر المخدرات، فيما تناولت الأخرى مخاطر الحوادث المرورية، ما يدل على وعي وإبداع النزلاء بعد أن أنجزوا بكفاءة استحقاق التأليف والتمثيل والإخراج ضمن احتفالهم بيومهم الخليجي .
وأكد الزيودي أن إدارته ضمن جهودها الإصلاحية وتلبيتها لحقوق النزيل أطلقت مبادرة “أهلي معي” وهى مبادرة اجتماعية متميزة مستمرة حتى الآن للسنة الثالثة على التوالي، حيث تقوم على جمع النزيل بأسرته وأقربائه من الدرجة الأولى على مائدة الإفطار في رمضان، يقوم بتناول وجبة الإفطار معهم ويقضي معهم وقتاً ممتعاً ما كان لها الأثر الكبير في نفوس النزلاء .
الفصل
وأشار إلى إن إدارته تقوم بإجراءات تنظيمية دقيقة داخل المؤسسة من حيث فصل السجناء طبقا لنوع الجنحة أو الجناية، حيث اعتمد قسم شؤون النزلاء آلية يتم بمقتضاها فصل السجناء عن بعضهم البعض طبقا لنوع الجنحة أو الجناية وعلى سبيل المثال درج القسم على فصل نزلاء قضايا المخدرات عن أصحاب قضايا القتل والسرقة أو القضايا المالية، من خلال تصنيف عنابر النزلاء وفقا لنوع الجناية، كما تقوم المؤسسة بعمل إحصائية دقيقة ترصد سلوكات النزلاء وتطورها ويكافأ النزيل بمقتضاها، ونعمل باستمرار على نشر الثقافة القانونية للمؤسسة باللغات العربية والانجليزية والأردية والحرص من خلالها على تبيان حقوق وواجبات النزيل .
وتقوم المؤسسة بشغل أوقات النزلاء بالعديد من البرامج والأنشطة الفعالة، حيث اعتمدت ضمن برامجها تدريب النزلاء الرجال على مهن لها مردود مادي مثل النحت ورسم اللوحات وبيعها، فيما تقوم المؤسسة بتدريب النساء على جميع المهن الخاصة بمتطلبات الزينة والتجميل، إلى جانب تدريبهن على الحرف اليدوية مثل غزل الصوف ونسجه وصناعة الميداليات وغيرها .
أطفال
وأكد أن سجن الفجيرة يتيح للنزيلة احتضان طفلها منذ ولادته وحتى بلوغه سنتين، حيث توفر إدارة المؤسسة في هذا الشأن داخل سجن النساء كافة المتطلبات والشروط التي تسهم في الرعاية الضرورية للطفل خاصة الرعاية الصحية من خلال الفحوصات الدورية وإعطاء الطفل جرعات التطعيم بانتظام إلى جانب توفير كل المستلزمات الهامة لراحة وسلامة الأطفال في المؤسسة حتى مغادرتهم .
وفيما يتعلق بتطبيق الخلوة الشرعية للنزلاء أوضح أن المقترح لم يطبق حتى الآن في سجن الفجيرة، وإن إدارته ستبحث أمر توفيره في المستقبل .
وعن أعداد السجناء كشف أن الغالبية العظمي من نزلاء المؤسسة هم من أصحاب قضايا المخدرات باعتبارها أكثر القضايا التي تقود أصحابها خلف القضبان، إضافة إلى السجناء أصحاب القضايا المالية .
وأضاف: لدينا طبيب نفسي مختص يقوم بتقييم حالة نزيل متعاطي المخدرات وحاجته للعلاج ونوعية العلاج نفسه ومدته، حتى يتمكن من الإقلاع عن التعاطي، فيما تخصص المؤسسة للتجار محاضرات توعوية مكثفة تبيّن مخاطر المخدرات على المجتمع .
وعن الاعتداءات داخل السجن أشار إلى عدم وجود اعتداءات وان وجدت فهي طفيفة وتقع في أوقات متباعدة، وأن فرع الأمن والعمليات بالمؤسسة يقوم في حال وقوع اعتداءات داخل السجن بالتحري عن صحة وقوع اعتداء، والتأكد أيضا من وقوع إصابات .
وإرفاق في التقرير الطبي في حالة الإصابات، ومن ثم التحقيق في الواقعة وتحويلها إلى النيابة العامة وتطبيق العقوبات التأديبية وفق قوانين ولوائح المؤسسة المعمول بها .
وأشار إلى إن إدارته تتشدد في إجراءات التفتيش لضمان عدم ترويج الممنوعات وضبط سلوكات النزلاء مع المحافظة على حقوق الإنسان طبقاً للائحة الحقوق والواجبات المعمول بها، وأن الإدارة تعمل وفق لائحة جزاءات تعاقب المخالفات التي يمكن أن تقع داخل السجن، أما في حالة وقوع جناية يتم تحويلها إلى النيابة العامة .
محمد الوسيلة