وسط الطبيعة الساحرة وبين ركوب الأمواج والغطس والسباحة، مروراً بالتنزه بين الجبال وتسلقها وصولاً إلى الاسترخاء على الشاطئ تجد الأسر والسياح متنفساً بعيداً عن الضوضاء وزحام المدن بمنطقة العقة التي تعد من أهم الوجهات السياحية في الفجيرة . تتميز المنطقة بسحرها الجذاب وبشواطئها الرائعة . كما تتميز بوجود محمية بحرية طبيعية تتكاثر فيها الشعاب المرجانية والسلاحف التي تشكل عند خروجها من البحر مناظر كأنها من نسيج الخيال، خاصة وقت الليل وحتى ما قبل شروق الشمس . كما تتميز بوجود المناظر الخلابة وسحر جبالها الشاهقة الصخرية والكهوف الجبلية فيها، إضافة إلى صفاء مياهها العميقة والنقية، ووجود جزيرة الطيور البحرية التي تتميز بكثره الأنواع التي تحلق في سمائها والأشجار البرية التي توفر الظل لمرتادي المكان .
ويزيد تداخل جبال العقة مع الشواطئ من جمالها ليشكل منظراً خلاباً، حيث تمتاز شواطئ العقة بسحر الجبال التي تحيط بها المياه والكهوف وأماكن الغوص .
ونجحت منطقة العقة في فرض نفسها كوجهة سياحية مهمة على خريطة السياحة العالمية، وأصبحت لها مكانتها الكبيرة لما تضمّه من فنادق ومنتجعات مطلة على أجمل شواطئ الخليج العربي، من أبرزها “ميرديان العقة”، “روتانا”، “راديسون بلو”، “ميرامار” وجميعها فئة الخمس نجوم، ما أسهم في جعل المنطقة مركزاً للجذب تستقطب سنوياً مئات الآلاف من الزوار والسياح من كل أرجاء العالم .
ويقول سعيد السماحي مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار: “تعد منطقة العقة فردوساً من الطبيعة الخلابة تغري جميع السياح الذين يودون الاستمتاع بسحرها الجذاب وشواطئها الرائعة وجبالها الشاهقة، ما جعلها تستقطب أعداداً متزايدة من السياح والزوار من محبي الشمس والبحر وأسرار الحياة البحرية والجزر المحيطة بالمياه، والذين يحققون أحلامهم بزيارة المنطقة باعتبارها المكان المناسب لقضاء أجمل الأوقات والتخييم على طول شواطئها الجميلة التي تتمتع بصفات طبيعية وسياحية فريدة، أهلتها لأن تكون من أجمل شواطئ الدولة، ومن أفضل الأماكن لراغبي الهدوء والاستجمام وممارسة الرياضات البحرية بجميع أنواعها والمكان المميز للغوص وركوب الزوارق الشراعية في رحلات بحرية رائعة وتسهيلات للرياضات المائية المختلفة والغوص والسباحة والتصوير تحت سطح البحر وزيارة المحمية البحرية والتعرف إلى الكهوف والشعب المرجانية ذات المظهر الخلاب .
وأضاف السماحي: “يستطيع السائح أن يستقل سيارة ذات دفع رباعي للقيام بنزهة بين وديان وجبال منطقة العقة التي تتخللها المزارع الغنية بأشجار النخيل ومختلف أنواع الفاكهة . كما يمكنه الاستمتاع برياضة تسلق الجبال، حيث المرتفعات المتباينة والأخاديد المطلة على الشواطئ ووديان المنطقة تضفي على المكان جمالاً ساحراً يجذب محبي رياضة التسلق في مختلف المواسم” .
ويقول حسن اليماحي مدير بلدية دبا الفجيرة: “يعد شاطئ العقة من أكثر الشوطئ ارتياداً، فهو شاطئ طويل ومتعرج تبعاً للتضاريس الطبيعية، ويختلف شكله العام كلما تقدمنا ناحية الشرق، حيث إن جزءاً منه رملي تماماً، والجزء الآخر كله شعاب مرجانية، وقد زادت في جماله تلك الجهود التي قامت بها بلدية دبا لتجميله وإنارته وزراعته بمختلف أنواع الأشجار والزهور، فضلاً عن توفير الخدمات والمرافق الأساسية التي يحتاجها السياح” .
وأضاف: “خصص شاطئ العقة للعائلات فقط، حرصاً على توفير الهدوء والراحة لهم في كنف ذلك الشاطئ، فبدأت العائلات تقصده في العطلات والمناسبات بشكل كبير، حيث تنتشر الخيام على مدى أيام متتالية على رمال الشاطئ” .
المهندسة فاطمة الحنطوبي رئيسة قسم البيئة والمحميات الطبيعية في بلدية دبا الفجيرة تقول: “تمتاز المنطقة باعتدال مناخها وصفاء مياهها وهدوء أمواجها ونظافة شواطئها، وتتوافر فيها بيئة مثالية لنمو المرجان وأنواع مختلفة متعددة من الحياة البحرية لذلك أصدر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة عام 1995 مرسوماً بإنشاء محمية بحرية بمنطقة العقة لحماية الحياة البحرية من التلوث والانقراض، ولتكون ملاذاً للأسماك النادرة والطحالب والسلاحف البحرية، حيث تتكاثر في المحمية سلاحف البحر التي تعيش وسط أسراب كثيفة من الأسماك الملونة النادرة علاوة على الكائنات البحرية الليلية كالسلطعون والكركند والقريدس، هذه الكائنات التي لا تظهر إلا ليلاً بحثاً عن غذائها” .
وتضيف الحنطوبي: “المحمية تعد من أهم المشروعات الحيوية التي تعمل على حماية البيئة البحرية وتنمية الموارد الطبيعية، كما أنها تعمل على تنشيط الحركة السياحية في المنطقة والمناطق المجاوره لها، مثل الفقيت والبدية” .
“الخليج” التقت عدداً من زوار منطقة العقة، حيث يقول حمد علي الهاملي: “أقصد المنطقة لأنها تتميز بشواطئها ذات الرمال الناعمة النظيفة والبعيدة عن أي نوع من أنواع التلوث، فأنا من عشاق الألعاب البحرية وركوب الأمواج والغوص، ومن محبي الاستمتاع بجمال البيئة البحرية ووجدت كل هذا هنا” .
يقول سالم بن عبد الله بن علي: “الأماكن بمنطقة العقة تسحر الزائر من خلال التأمل في شواطئها الجميلة التي تلازمها الجبال في منظر يرافق الشخص وهو ينتقل بالسيارة أو القارب . وأكثر شيء جذبني هو جزيرة الطيور التي تكثر فيها الطيور المهاجرة والنادرة في وقت المساء” .
فاطمة محمد الراشدي موظفة بوزارة الصحة تقول: “كل عطلة أسبوعية أذهب وأهلي إلى العقة، حيث نقضي أياماً من الراحة والمتعة، وفي كل مرة نعود فيها لزيارة هذا المكان نحس وكأننا نزوره للمرة الأولى لما تحويه من مناظر جذابة وطبيعة خلابة تأسر القلوب . وكثيراً ما أرى فيها سياحاً كثيرين من خارج الدولة يقيمون في الفنادق والمنتجعات المتوفرة بالمنطقة أو الخيم المقامة بالقرب الشواطئ البحرية لمنطقة العقة ومنطقة الفقيت كما يعجبني منظر لهفتهم وفرحهم وهم يتجولون بين الجبال العالية المحاذية للبحر” .
أما المواطن عبيد الفلاسي فيقول: “حبي لمنطقة العقة الجميلة يجعلني لا أحس بالمسافة التي تقطعها السيارة بي من دبي إلى هناك، فهي من الأماكن التي يعجز اللسان عن وصفها فهي أشبه بقطعة من الجنة تجد روح الطبيعة والخضرة فيها . وأكثر ما يميزها هو الهدوء والصفاء ونقاء جوها ومياه شواطئها الجميلة” .
يقول محمد قاسم: “أكثر ما يعجبني بالمنطقة سحر رمالها وصفاء المياه ووجود المحمية البحرية التي تتكاثر فيها جميع الأحياء البحرية من أسماك الزينة والأنواع النادرة والأعشاب البحرية والطحالب . وعند زيارتي للمنطقة دائماً أرغب في ممارسة هوايتي وهي الغطس في أعماق مياهها” .
يقول عبد الله مالك الزعبي: “أتردد بشكل دائم على المنطقة مع العائلة وأقوم بنصب خيمة وسط أشجار السمر والسدر المحاذية للجبال، وذلك لقضاء أجمل الأوقات بين ربوعها الساحرة التي تتميز بالهدوء وبشواطئها الجميلة وجبالها العالية خاصة المحيطة بالمياه” .
إبراهيم ناصر الكلباني يقول: “الشواطئ ذات الرمال الناعمة الذهبية بالمنطقة، ووفرة الأشجار البرية، والجبال العالية والمناظر الطبيعية الخلابة تسعد الزائر وتشكل منظراً طبيعياً يشرح الصدور ويصعب وصفه” .
وتقول مريم النقبي موظفة بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة: “روعة المكان تأسرني وتنقلني إلى عالم آخر يجعلني أشعر بالسعادة الحقيقية، فالهدوء والسكينة يشعرانك بأنك تعيش عالماً آخر، حيث تمتاز المنطقة بطبيعة خلابة وجو نقي، ما يجعلها مختلفة عن بقية المناطق الأخرى” .
يقول سالم عبيد الحمادي: “خلال زياراتي لمنطقة العقة، أقوم بعدد من الجولات الحرة وتسلق الجبال والسير في الوديان على الأقدام، وكذلك بالسيارات، حيث تتوافر كل مقومات المغامرة والنزهة في أحضان الطبيعة الجبلية التي تتميز بها هذه المنطقة عن غيرها من مناطق الدولة، وعند جولتي بين جبال المنطقة تمكنت من رؤية الوجه الجميل من الجبال، فهي ليست خالية من الحياة، بل على العكس تماماً مفعمة بالحياة البرية والمناخ المتوازن والأشجار التي تحيا في أحضانها وعلى مشارف الشواطئ البحرية لتلك المنطقة، كما أن أكثر شيء أعجبني هو الجبال التي تحيط بها المياه من كافة النواحي، إضافة إلى الجبال المحاذية للبحر من الجهة الشرقية” .