يعاني الطفل المواطن سالم يعقوب (أربع سنوات) مرض داء الفيل، الذي يحرمه الاستمتاع بطفولته، وأسرته تقيم في مدينة خورفكان، ولا يوجد علاج في مستشفيات المناطق الشمالية، وعلاجه متوافر بمستشفى راشد في دبي، ما يضطر والده إلى قطع مسافة نحو 300 كيلومتر ذهاباً وإياباً 3 مرات في الاسبوع، من أجل حصول طفله على العلاج. والمشكلة أن سالم يحتاج إلى علاج مدى الحياة، وجهة عمل الأب باتت لا تسمح له بالحصول على إجازات بشكل دائم، ما جعله يناشد الجهات المعنية بمساعدته في توفير عمل ومسكن قريب من مستشفى راشد، حتى يستطيع علاج طفله.
ويروي الأب قصة معاناة ابنه مع المرض، قائلاً: «بدأ سالم يعاني المرض منذ أن كان عمره سنة واحدة، عندما كنت في زيارة لأحد أقاربي في مدينة العين، وكانت حالة سالم الصحية سيئة وظهر انتفاخ في رجله، فنقلته إلى مستشفى العين الحكومي، وبعد معاينة الاطباء تبين أنه يعاني مرض داء الفيل. وبدأت رجله في الانتفاخ والتورم يوماً بعد يوم، إلى أن أصبح حجمها كبيراً، وزاد خوفي من استمرار انتفاخ القدم، خصوصاً أننا لم نجد أحذية تناسبه بسبب كبر حجم قدميه».
«واصطحبت طفلي إلى مستشفى توام في العين، بعدما علمت أن لديهم استشاري شرايين، وبعد فحص الطفل أبلغني أن العلاج غير متوافر في الدولة في ذلك الوقت، ويجب نقله إلى أحد المستشفيات المتخصصة في ألمانيا، وبالفعل قمت بتسفيره إلى الخارج على حساب إحدى الجهات العليا، وخضع لعلاج طبيعي مكثف، وبدأ الورم يخف تدريجياً وتحسنت حالته بشكل كبير، وبعد عودته كان يحتاج إلى علاج طبيعي مكثف متوافر في مستشفيات بأبوظبي ودبي، ووجدت أن أقرب مستشفى إلى محل إقامتنا هو مستشفى راشد، وبدأنا رحلة العلاج في منتصف الشهر الماضي، وخضع لأول جلسة علاجية الأسبوع الماضي، ولكن لم أستطع المواظبة على مواعيد الجلسات بحكم عملي ومكان إقامتي، والمشكلة أن الأطباء أكدوا لي أن طفلي يحتاج إلى علاج طبيعي مكثف للسيطرة على المرض بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً مدى الحياة في العيادات المتخصصة في مستشفى راشد، وفي مرحلة لاحقة تكون الجلسات يومياً».
وأضاف الأب «أنا أعمل في إحدى الجهات الحكومية في مدينة خورفكان، ويجب عليّ توصيل سالم لجلسات العلاج 3 مرات اسبوعيا في الوقت الحالي من خورفكان إلى دبي وقطع مسافة لا تقل عن 150 كيلومتراً، والمشكلة أن جلسات العلاج تكون في توقيت الدوام الرسمي نفسه، وتسبب مرض سالم في مشكلات لي في العمل ولم أعرف ما الحل، وأصبحت في حيرة من أمري، ولا أستطيع أن انتقل لفرع الجهة التي اعمل بها حالياً في مدينة الشارقة بحكم تواضع راتبي، وارتفاع قيمة الإيجارات في دبي والشارقة، ولا أعرف كيفية الحصول على إجازات متواصلة، خصوصاً أن طفلي يحتاج إلى العلاج مدى الحياة ومكان علاجه يبعد عن محل إقامتي مسافة 150 كيلومتراً، كما أن طفلي يدرس في إحدى المدارس الحكومية في خورفكان، وهذا يشكل عبئاً كبيراً عليّ».
وأكد أن «الحل الوحيد هو الانتقال إلى العمل والسكن في دبي، وتحويل دراسة طفلي إلى مكان علاجه، ولكن ليس بيدي حيلة، إذ سبق لي التقدم لأكثر من وظيفة والكل يرفضني بحكم أني على رأس عملي حالياً والأولوية للخريجين حديثاً والعاطلين عن العمل»، متابعاً «أنا أبلغ من العمر 35 عاماً، وحاصل على دبلوم إدارة الأعمال من جامعة الشارقة، ولدي خبرة عملية لمدة تسع سنوات في الشؤون الادارية، وأجيد اللغة الانجليزية بطلاقة، وأعمل حالياً في جهة حكومية في خورفكان براتب 16 ألف درهم، يذهب منه 2500 درهم شهرياً للمستلزمات البنكية، و2000 درهم شهرياً لإيجار المسكن، والبقية تذهب لمصروفات أسرتي المكونة من خمسة أفراد، وسبق لي التقديم على مسكن حكومي منذ 2008 وحتى الآن وأنا أنتظر الدور».
وناشد الأب الجهات المعنية مساعدته في حل مشكلة علاج طفله، خصوصاً أن ظروف عمله لا تسمح له بالحصول على إجازات لاستكمال علاج سالم.
الإمارات اليوم