رغم الجهود الكبيرة لإنجاز 51 بيتاً للمواطنين في منطقة القرية بإمارة الفجيرة، فإن هذا الإنجاز ما زال يعكره غياب الخدمات والطرق المعبدة والإضاءة في أعمدة الكهرباء، ما جعل حياة ثلاثة آلاف نسمة، عدد سكان القرية، صعبة، وفيها الكثير من المشقة والتعب والقلق.
وأكد مواطنون من سكان القرية، وقوع العديد من الحوادث المرورية على طرقهم العامة والداخلية بسبب الظلام الدامس، وعدم وصول التيار الكهربائي بدعوى أنها واقعة في منطقة محلية تابعة لحكومة الفجيرة، في الوقت الذي طالبت فيه بلدية الفجيرة الهيئة الاتحادية للكهرباء بسرعة التحرك وفتح ملف الشعبيات الجديدة والطرق الرئيسية في الإمارة.
وطالب المواطنون بأن يعمل المركز الصحي على مدار الساعة وليس ثماني ساعات، واستحداث مركزين، الأول للشرطة لضبط الحالة المرورية والأمنية، والثاني للدفاع المدني لمواجهة الحرائق، واستحداث حديقة للعائلات تكون متنفسهم في أوقات العطلات الطويلة ونهاية الأسبوع، خاصة أن المنطقة تفتقر إلى هذه الحدائق. وضرورة العمل على إعادة ترتيب المحال التجارية التي شيدتها البلدية وسط القرية وخصصتها للمواطنين، من دون قرار فاعل لبدء عمل تلك المحال ودخول الكهرباء إليها، وردم البئر الكبير الذي يتصدر المحال أو المجمع التجاري، بما يشكل خطراً على مرتادي المحال في حال عملها بالمستقبل.
القرية الجديدة
يقول علي راشد عبيد الكعبي: تم الانتهاء من تشييد 51 بيتاً في القرية، ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير المناطق، وتم توزيع 21 مسكناً على المواطنين كتعويض عن بيوتهم القديمة الموجودة على ساحل البحر في القرية القديمة، كما تم نقل 24 مواطناً في وقت سابق، وكنا نود إنجاز البيوت الـ 51 بأسرع وقت قبل دخول موسم الشتاء، ونتمنى أن تنجز بها الكهرباء بشكل عاجل، وأن يتم تعبيد الطرق الداخلية كافة لتلك الشعبية الجديدة.
المركز الصحي
وأضاف: لقد شهدت الدولة تقدماً في المجالات كافة، وبات من الصعب قبول طريقة عمل المراكز الصحية التي تغلق أبوابها عند الساعة الثانية والنصف، ثم نعاني أشد المعاناة في حال وقوع حادث أو حالة ولادة أو حتى وعكة صحية لأي مواطن في القرية، وبات من الضروري مواصلة تلك المراكز العمل على مدار الساعة وتوفير الكادر الطبي المعد والجاهز لحالات الطوارئ.
وقال محمد علي سعيد ربيعه العبدولي: لا توجد طرق معبدة في شعبية الشيخ زايد القديمة، كما لا توجد أي إنارة داخلية في الشعبية، ويحل الظلام الدامس على الشوارع بمجرد دخول الليل، وتقع الحوادث المرورية على تلك الطرقات وغيرها في القرية بسبب الظلام.
وقال عنبر راشد سبيت: أنا متزوج من مواطنتين، وتوجد لدي مشكلة في السكن، حيث يضيق علينا السكن الأول القديم، ونعيش أنا و9 أفراد من أسرتي في بيت قديم وضيق، ونحتاج إلى بيت جديد يضم جميع أبنائي. ومركز المعاقين في الفجيرة والمدارس الحكومية رفضت قبول ابني المعاق، ولا أعرف أين أذهب به؟.
مركز شرطة
ودعا راشد علي عبيد العبدولي إلى تشييد مركز للشرطة في القرية لضبط الحوادث المرورية التي تقع على الطرق، وقال إنه شهد حادثين أحدهما وقع لمواطن صدمته سيارة بسبب حالة الظلام، والثاني إصابة مواطن وزوجته وابنته في شهر رمضان عندما كانوا يعبرون الطريق لأداء صلاة التراويح.
وطالب بتشييد المزيد من المدارس، خصوصاً الثانوية للبنات والأولاد، وروضة أطفال وحديقة عائلية لأهالي القرية الذين لا يعرفون كيف يقضون أوقات الفراغ، لا سيما الفتيات والأطفال.
وقالت أسماء راشد الحمودي إن أطفال ونساء القرية في أمس الحاجة إلى حديقة عامة في المنطقة تكون متنفساً لهم ولأطفالهم.
تعبيد الطرق
وأكد سالم المكسح مدير عام دائرة الأشغال والزراعة في حكومة الفجيرة، أن وزارة الإشغال العامة قامت بتطوير المناطق بإنجاز ما يزيد على 70% من مشاريع الطرق الداخلية في إمارة الفجيرة، وأن طرق منطقة القرية ضمن المشاريع المدرجة في خطة الرصف، وتم إنجاز جانب من الطرق في المنطقة، بينما يتم حالياً الإعداد لبعض الطرق الأخرى. ولفت إلى أنه ووفقاً للتنسيق الدائم بين أشغال الفجيرة ووزارة الأشغال العامة في شأن ملف الطرق الداخلية، فإنه لا توجد منطقة في الفجيرة غير مدرجة في مخطط الوزارة العام الجاري، وفق الاحتياجات الملحة وحالة تلك الطرق.
أعمدة الإنارة
وقال المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة: «إن غياب التيار الكهربائي عن الطرق الرئيسية والداخلية للشعبيات الجديدة في الفجيرة يتسبب في وقوع الحوادث المرورية وينال من استقرار الأسر، ما يسبب إزعاجاً وقلقاً مستمرين للسكان. وأشار مدير بلدية الفجيرة إلى أن مشكلة إنارة الطرق الداخلية في شعبية زايد في القرية والطرق الأخرى، واقعة منذ سنوات، وتم إقامة أعمدة الإنارة قبل فترة وهي جاهزة للعمل، ولكن التيار غائب عنها. وطالب مدير بلدية الفجيرة الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء فتح ملف الكهرباء داخل الشعبيات الجديدة والطرق الرئيسية، في مناطق القرية وضدنا ودبا الفجيرة، وغيرها من المناطق، بشكل عاجل من أجل مصلحة المواطنين، والحد من الحوادث المرورية التي تقع لهم بسبب حالة الإظلام الشديد على تلك الطرق، ما يشكل هدراً شديداً للثروة البشرية الوطنية. وفيما يختص بالمجمع التجاري، فإن مشكلته ذات صلة أيضاً بالكهرباء.
أهمية منطقة القرية
تقع منطقة القرية الجديدة على بعد 5 كيلو مترات من مدينة الفجيرة، وتحديداً على طريق الفجيرة ـ دبا الذي يمتد على ساحل عُمان على مسافة تصل إلى 70 كيلو متراً مقتطعة مدينة خورفكان التابعة لإمارة الشارقة.
وتعد القرية من المناطق والنقاط السياحية على خريطة السياحة المحلية في الفجيرة، ويجاور القرية منشآت نفطية، وتوجد في المنطقة البترولية في الفجيرة «فوز» التي يعد أهم مشروع بها هو تصدير ما نسبته 75% من بترول أبوظبي عبر تلك الواجهة البحرية، وهو المعروف بخط حبشان ـ أبوظبي، كما تخطط شركة «آيبيك» لتشييد أكبر محطة تكرير بترول في منطقة الخليج العربي على تلك الواجهة المجاورة لمنطقة القرية.
وتصل نسبة الموظفين في القرية إلى 90%، بينما يعمل 10% في مهن تجارية خاصة ومزارعين وصيادين، وتتجاوز نسبة التعليم في القرية الـ 95%، حيث تتراجع نسبة الأمية بشكل كبير، ويعمل الموظفون بالقرية في المؤسسات المحلية بحكومة الفجيرة والوزارات الاتحادية في الفجيرة ودبي، بينما ينتسب نسبة كبيرة من شباب القرية إلى القوات المسلحة.
مراكز شاملة
قالت منطقة الفجيرة الطبية إن المراكز الصحية المنتشرة في الفجيرة وعددها 13 مركزاً سيتم تحويلها جميعاً إلى مراكز شاملة، وسيتم دعمها بطواقم من الأطباء الاختصاصيين والفنيين والممرضين، وسيتم فتح فترة العمل بالمراكز الجديدة على مدار الساعة، لتقدم جميع الخدمات الطبية، وفق الإمكانات المتاحة لها كمراكز شاملة.
وأكد الدكتور محمد عبد الله بن سعيد، مدير المنطقة الطبية في الفجيرة، أن هذا المشروع الطموح سيتم تطبيقه قريباً، وجارٍ الإعداد له ودراسته ميدانياً لمعرفة الواقع، ومن ثم تحديد الاحتياجات، ويأتي هذا المشروع ضمن خطة وزارة الصحة لتطوير وتحديث شبكة خدماتها العلاجية المقدمة لجميع المواطنين، والذهاب بها إلى مناطقهم.
السيول الجارفة
داهمت القرية في النصف الأول من تسعينيات القرن المنصرم سيول شديدة، أدت إلى جرف البيوت، وتشتت العديد من الأسر، كل بحسب حجم الخسائر التي تعرض لها بيته وممتلكاته، وصدر قرار فوري بإيواء سكان القرية المتضررين من السيول، وتشييد 200 بيت شعبي جديد لهم فوراً، والانتقال إليها في وقت قياسي.
وبقيت أطلال بيوت القرية باقية لسنوات عديدة عقب السيول، كما بقيت بعض البيوت الأخرى التي لم تطلها السيول كما هي ويسكنها أصحابها على الرغم من القدم والتهالك التي كانت عليه، وصدر قرار ببناء بيوت جديدة لهؤلاء المواطنين والانتقال مع نظرائهم إلى القرية الجديدة. وهكذا أصبحت جميع بيوت القرية الجديدة التي انتقلت من أحضان البحر إلى أحضان السلسلة الجبلية، ولكن المطلة على الوديان.
وامتدت يد العمران إلى القرية الجديدة وشيدت بها مدرستان، واحدة للبنات وأخرى للبنين، وشيد بها مركز صحي لخدمة المواطنين، كما شيدت بها الطرق الرئيسية التي تمكن الأهالي من التنقل إلى وسط وأطراف القرية بسهولة ويسر، كما شيدت البلدية عدداً من المحال التجارية بانتظار توزيعها وافتتاحها.
السيد حسن (الفجيرة)