أبدى سكان في منطقة طريف بمدينة كلباء، التابعة للشارقة، قلقهم على أبنائهم من حفريات عميقة نفّذت أمام منازل قيد الإنشاء في المنطقة من قبل إحدى شركات الصيانة، ولم يتم ردمها أو تسويرها بشكل آمن، مطالبين الجهات المسؤولة بضرورة مراقبة هذه الشركات بشكل دوري، وفرض عقوبات على المخالفين، لما تمثله مثل هذه الحفريات من خطر على أرواح السكان. كما طالبوا بضرورة إنارة الحواجز القريبة من الحفريات أو وضع لوحات تحذيرية واضحة، ليتمكن السكان من تمييزها في فترة الليل.
حدائق جديدة
قال نائب مدير المجلس البلدي في مدينة كلباء، عيسى الذباحي، إن إدارة المجلس، بالتعاون مع الجهات المعنية، ستتعاون على تطوير وتجميل المدينة، وإنشاء عدد من الحدائق الجديدة، وتطوير الحدائق الموجودة حالياً، وذلك بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتخصيصه 10 ملايين درهم لتطوير واستحداث مزيد من الحدائق.
فيما أكد المجلس البلدي في كلباء، أنه تمت مخالفة شركتين تجريان أعمال صيانة للمنازل في المدينة بسبب هذه الحفريات، كما تم أيضاً توجيه إنذار لمقاولين لعدم التزامهم باشتراطات الأمن والسلامة، وتهاونهم في توفير سبل الأمان للسكان الذين يعيشون قرب منازل قيد الإنشاء، مؤكداً أنه تم تسوير حفريات منطقة طريف بشكل كامل.
وتفصيلاًَ، ذكر المواطن محمد القايدي، من مدينة طريف في كلباء، أنه فوجئ بوجود حفرة عميقة بجوار منزله أمام أحد المنازل قيد الإنشاء، من دون لوحات تحذيرية أو حواجز تقي الأطفال من الذهاب واللعب قربها، مشيراً إلى أن مثل هذه الحفريات قد تتسبب في حوادث سقوط الأطفال، خصوصاً أنهم في هذه السن الصغيرة قد لا ينتبهون لها لو كانوا بمفردهم.
وأضاف أن هذه الحفريات العميقة، تثير قلق أهالي المنطقة على أبنائهم، متسائلاً: «من يحاسب تلك الشركات على تهاونها وعدم تحمّلها المسؤولية بتركها الحفريات مفتوحة دون أسوار أو إنارة كافية؟».
وأشارت هدى عبدالله، من سكان المنطقة، إلى أن شركات الصيانة ستكون السبب الرئيس في حال حدوث أي حوادث بسبب تلك الحفريات، لأنها لم تضع أسواراً حولها، موضحة أن تسوير الحفريات لا يكلف الشركة دراهم كثيرة، خصوصاً أنها ستستخدم في إنشائه بقايا مواد البناء، مطالبة الجهات المعنية بضرورة معاقبة مثل هذه الشركة، وردعها بصورة كافية، كمخالفتها وتغريمها مالياً.
ورأى «أبوسالم»، من سكان المنطقة، أنه من الضروري وضع اشتراطات لشركات الصيانة، بحيث تكون ملزمة بعدم ترك حفريات تشكل خطراً على السكان، مع مراقبتها دورياً، حتى لا تتهاون في هذه الاشتراطات.
وتابع أن تلك الحفريات تسبب قلقاً دائماً للسكان القاطنين في المنطقة، خشية سقوط الأطفال فيها أثناء لعبهم، كما أن بعض المركبات قد لا تنتبه إليها في فترة الليل، ومن ثم يحدث ما لا يُحمد عقباه، وذلك في الوقت الذي لا تفكر فيه تلك الشركة المنفذة إلا في ما ستنفقه من أموال لتسوير أو وضع إنارة أو علامات تحذيرية حول الحفريات.
وطالب بسرعة ردم الحفريات لتجنّب الوقوع فيها، إضافة الى وضع لوحات تحذيرية تنبّه الأهالي من أجل منع أطفالهم من الاقتراب أو اللعب بالقرب منها.
وأشارت (أم عبدالله)، إلى أن زوجها رجل مُسن وأثناء خروجه لأداء الصلاة، تكون قلقة عليه خشية سقوطه في هذه الحفريات، خصوصاً أن مرضه بالسكري أدى إلى ضعف بصره، موضحة أن هذه المخاوف تولدت داخلها، بعد أن سمعت أن رجلاً مُسناً سقط في إحدى الحفريات في رأس الخيمة منذ أشهر قليلة.
إلى ذلك، أكد نائب مدير المجلس البلدي في مدينة كلباء، عيسى الذباحي، أنه تم تشكيل لجنة، بالتعاون مع بلدية كلباء، لمتابعة شركات الصيانة ميدانياً بشكل دوري، مشيراً إلى أن هذه اللجان تعالج مثل هذه الإشكاليات فورياً، قبل ورود أي شكوى من قبل سكان المدينة.
وأضاف أنه تمت مخالفة شركتين تجريان أعمال صيانة لمنازل في مدينة كلباء، وتوجيه إنذار لمقاولين لعدم التزامهم باشتراطات الأمن والسلامة، وتهاونهم في توفير وسائل الأمان للسكان.
وذكر الذباحي أنه يتم اتخاذ إجراءات رادعة لمقاولي الحفريات وشركات الصيانة في الشوارع والطرقات والمنازل، في حال ترك الحفريات بشكل يمثل خطراً على السكان، إذ يتم تغريمهم مالياً، وإذا تكررت المخالفات تتضاعف الغرامة، مشيراً إلى أنه بخلاف الممارسات الخاطئة التي يمارسها مقاولو الحفريات والشركات، إلا أن بعض الأشخاص وسكان المنطقة يعبثون في الأسوار، وقد يتسببون في تلفها.
وأضاف أن إدارة المجلس البلدي لا تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه المشكلات، لكنها تعمل بالتواصل مع إدارات الجهات المسؤولة، بهدف المحافظة على سلامة سكان المنطقة دون عوائق.
سمية الحمادي