تدرس بلدية الفجيرة تنظيم مكان تنظيف الأسماك في السوق ليتلاءم أكثر مع الشروط الصحية المعمول بها في البلدية.
وتتجه البلدية إلى تكثيف حملات التوعية للعاملين وتثقيفهم بضرورة مراقبتهم لأنفسهم قبل مراقبة المراقبين والمفتشين، حفاظاً على الصحة العامة.
ورصدت «الرؤية» في جولتها مخالفات عدة يمارسها عمال تقطيع الأسماك، إذ يزيدون احتمالية تلوثه ونشوء البكتيريا فيه نتيجة السلوكيات الخاطئة التي يمارسونها، وعدم تورعهم عن رمي السمك على الأرض فوق الدماء والمياه والأوساخ وغيرها.
ويعاني رواد سوق السمك في الإمارة بعض السلوكيات غير الصحية والتهاون من قبل العاملين في السوق، خصوصاً من يوكل إليهم تقطيع السمك وتنظيفه.
وأوضحت لـ «الرؤية» رئيسة قسم الصحة العامة في بلدية الفجيرة فاطمة عبدالله سعيد مكسح أنه يوجد في السوق مراقبون من البلدية في قسم الطوارئ على مدار 24 ساعة، وهم جاهزون لتلقي الشكاوى ومتابعتها فوراً.
وأضافت مكسح أن البلدية تنظف السوق بالماء وأدوات التنظيف الفعالة بشكل يومي ودوري منعاً للاتساخ.
وزادت أن البلدية وزعت جهاز قتل الحشرات ووضعته في مواضع عدة في السوق، وتتابع لبس العمال والتزامهم بالزي، إضافة إلى أن مفتشي البلدية يتابعون البطاقات الصحية للعمال، بشكل دوري، ومدى التزامهم بالشروط الصحية.
وذكرت مكسح أن قسم الصحة العامة، يلزم العمال بوضع الأوساخ ومخلفات السمك مباشرة في الأكياس المخصصة، منعاً لنشوء الجراثيم.
ويطالب العامل بتنظيف أدواته بشكل جيد وباستمرار تجنباً للمخالفة والإيقاف عن العمل، بعد تنبيهه وإنذاره ومخالفته.
ونصحت رئيسة قسم الصحة العامة في البلدية مرتادي السوق بالشكوى عن أية مخالفة وعدم التساهل في ذلك «المراقبون موجودون داخل السوق في قسم الطوارئ وعلى مدار 24 ساعة حفاظاً على الصحة، ومنعاً لسلوكيات المتساهلين بقوانين البلدية واشتراطاتها».
وتحدث عبيد سالم عبيد (متسوق) عن تردده مؤخراً في زيارة سوق السمك لكثرة المخالفات التي يراها من قبل العمال، إذ لا تخلو مرة من التصادم معهم لحثهم على تقطيع السمك باعتناء، وبعيداً عن الأوساخ « حاولت مرات عدة اصطحاب السمك إلى البيت لتنظيفه لكنه يسبب إزعاجاً لأهل البيت ويخلف روائح مزعجة لم يتقبلها من في البيت، فاضطررت للرجوع عن هذه الفكرة».
وتابع «تصرفات العمال خاطئة، يأخذ منك السمك ثم يعمد إلى تفريغه وإخراجه من الكيس ووضعه على الأرض المليئة بالدم والأوساخ، وفوق الذباب المنتشر في كل مكان من السوق، إلى جانب تقطيعه بالأدوات التي كانت على الأرض، غير النظيفة أصلاً، ثم إعادة السمك بعد تقطيعه إلى الكيس نفسه، هذه أمور تجعلني أتردد في الشراء، وتأبى نفسي أكل ما أشتريه».
واعتادت أم سالم الكعبي (متسوقة) زيارة السوق مع زوجها وشراء السمك منه، وهما يستمتعان بأنواعه والمساومات وغيرهما إلا أن رؤيتها للمخالفات الصحية والتساهل بأمور النظافة في السوق صرفاها عنه.
وتابعت سرد تجربتها مشيرة إلى أنها بلغت مرحلة تدفعها للشكوى إلى الطوارئ في السوق، نتيجة ما تشاهده من مخالفات، ولو بشكل شفهي، حيث يلتزم عمال التنظيف أمام المراقبين من البلدية، وبعد ذهابهم يعودون للمخالفات نفسها.
وذكرت الكعبي أن كثيراً من العمال لا يلتزمون بلبس القفازات،التي تمنع المشاكل الصحية، ولا يلتزمون بتنظيف أدواتهم، خصوصاً القطعة الخشبية، التي يقطعون السمك عليها.
وزادت الكعبي أن هذه القطعة غير المناسبة لهذا العمل، أصبحت مرتعاً للذباب والحشرات، إضافة إلى أنهم بعد انتهاء التقطيع يضعون قطعة قماش بالماء المتسخ ويمسحونها مدعين التنظيف، ليغطوها بقطعة قماش هي بالأصل مليئة بالدماء والأوساخ، ما يزيد انتشار الجراثيم والبكتريات وغيرهما.
وأردفت أن رميهم قطع السمك على الأرض فوق الدماء ودهسها بأقدامهم وهم يتنقلون فوقها مع وضع الأدوات عليها، وانتشار الذباب في المكان كله، جعلتها تنصرف عن السوق، ولا ترغب الشراء منه، والذهاب إلى الأسواق التجارية في المراكز وغيرها، مع قلة المعروض وخياراته.
أما ع. م، أحد عمال تقطيع السمك في السوق وهو آسيوي الجنسية، فيرى أن بعضاً من العمال يتهاونون بأمور النظافة، عند غياب المراقبين، نتيجة الجهل والتسرع أحياناً.
ويحتاج المكان نفسه إلى تنظيم أكثر، وتحسين من قبل البلدية مشيراً إلى أن تكبير مساحة المكان المعد لتقطيع السمك وتنظيفه، وتخصيص مكان مرتفع عن الأرض للعمال، ولوضع أدواتهم ولتنظيفها، كله يسهم في نظافة المكان وقلة الشكاوى.
وذكر أنهم ينظفون المكان ويرفعون هذه الأوساخ ويضعونها في الأكياس، بشكل دوري، لكن عندما يخف الازدحام عليهم، فالانشغال برمي الأوساخ وجمعها، يقلل الزبائن بشكل عام.
الجديد اليوم