تعيش منطقة رول ضدنا التابعة لمدينة دبا الفجيرة ظروفاً صحية قاسية، تمثلت في انتشار مرض الربو بين أطفالها نتيجة كميات التراب المتطاير من الحافلات المدرسية والمركبات الثقيلة والخفيفة أثناء مرورها في شوارع المنطقة الداخلية . وأكد الأهالي أن عدداً من الأطفال أصيب بأمراض الربو وحساسية الصدر جراء هذه الأتربة التي لا تتوقف صباحاً ومساء .
وعّبر الأهالي الذين التقتهم “الخليج” خلال جولتها في المنطقة التي تبعد عدة كيلومترات عن مدينة دبا الفجيرة على الشريط الساحلي للدولة، عن استيائهم الشديد من وعود بعض المسؤولين وتصريحاتهم التي هي على حد قولهم “لا تنفع ولا تضر “، مشيرين إلى أنهم طالبوا منذ عام 2000 تحديداً برصف وتعبيد الشوارع والطرقات الداخلية في المنطقة ولم تحرك الجهات المختصة ساكناً حيال المشكلة .
يقول المواطن حمود محمد إن منطقة رول ضدنا من المناطق “المنسية” في الإمارة، وهي تعاني نقصاً واضحاً في الخدمات المرافقية، حيث لا توجد شوارع معبدة ولا أعمدة إنارة في الشوارع الفرعية أو حتى الرئيسية، هذا فضلا عن عدم وجود حديقة ترفيهية للعائلات و متنفسات رياضية لأبناء وشباب المنطقة .
وأوضح حمود أن مقبرة المنطقة جرى تسويرها على نفقة الأهالي، كما أن المساجد الثلاثة الموجودة في المنطقة ومصلى العيد على نفقة الأهالي أيضاً .
ولفت إلى أن السكان باتوا يقلقون على صحتهم وصحة أولادهم من كثرة الأتربة والغبار المتطاير من الحافلات المدرسية والمركبات التي تمر عبر شوارع المنطقة .
تسهيل الانتقال
ويقول المواطن سعيد راشد إن المنطقة يوجد فيها ما يزيد على 150 منزلاً للمواطنين، ورغم ذلك لا توجد أي شوارع معبدة تسهل الانتقال بين أرجائها، مشيراً إلى أن كميات الغبار والأتربة التي تتطاير أثناء مرور الحافلات المدرسة والمركبات الأخرى تسببت في إصابة عدد من الأطفال بأمراض الربو وحساسية الصدر .
وذكر أن جميع شوارع المنطقة تفتقر تماماً لأعمدة الإنارة، والظلام الدامس يضرب المكان عقب غروب الشمس .
وطالب بضرورة نقل مكب النفايات الموجود غرب البيوت السكنية نظرا لخطورته على الصحة العامة للسكان، لاسيما خلال أوقات الصيف .
وبيّن أن الأهالي طالبوا منذ سنة 2000 تحديداً بهذه المطالب، لكن الجهات المختصة لا تستجيب، ومطالبهم تذهب أدراج الرياح .
تدخل فوري
وتحدث عبدالله خميس عن المشكلات التي تعانيها المنطقة قائلاً: رول ضدنا “فقيرة جداً” في مرافقها الخدمية، حيث لا توجد شوارع مرصوفة أو حدائق للأطفال والعائلات أو حتى ملاعب رياضية للشباب، مشيراً إلى أن الأهالي أصابهم اليأس والإحباط من الوعود المتكررة والكثيرة للمسؤولين بحل المعضلات التي تعانيها المنطقة ،لكن من دون تحرك فعلي .
وأشار إلى أن كميات الأتربة والغبار المتطاير من الحافلات المدرسية والمركبات بأنواعها المختلفة أصبحت تؤثر في الصحة العامة للسكان، وقد تم بالفعل رصد عدة حالات لأطفال أصيبوا بالربو وأمراض الصدر في المنطقة جراء ذلك .
وأكد أن جميع السكان مستاؤون من الأوضاع الخدمية في المنطقة، ويطالبون بتدخل الجهات المعنية الفوري لحل جميع معضلاتهم التي يعانونها .
شعبية قديمة
المواطن حسن عبدالله الصريدي يقول من ناحيته إن الشعبية مضى على تأسيسها ما يزيد على 37 سنة، وهي واحدة من الشعبيات التي أنشأها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، لافتاً إلى أن الشعبية لم يدخل عليها أي تغيير في الخدمات منذ تاريخ إنشائها، باستثناء المنازل الجديدة .
وأوضح أن بعض أطفال المنطقة يعانون بالفعل أمراض الربو وحساسية الصدر بسبب الأتربة والغبار المتطاير أثناء مرور الحافلات والمركبات، ولا أحد يستطيع تحمل كميات الغبار المتطاير والأتربة الهائلة التي تتسلل يومياً إلى داخل البيوت .
حرق النفايات
وقال المواطن عبدالله محمد إن مكب النفايات من المعضلات الجسيمة التي نعانيها في رول ضدنا، وأن عمليات الحرق في المكب الذي لا يبعد سوى القليل عن المنازل السكنية تتم بعشوائية، وتؤثر الأدخنة المتصاعدة منه في صحة الأهالي، وخصوصاً الأطفال وكبار السن .
وأكد أهمية نقل مكب النفايات الحالي إلى أي مكان آخر، بعيداً عن المناطق السكنية، وسرعة رصف وتعبيد الشوارع الداخلية في المنطقة وإنارتها .
عبدالحكيم محمود