يعد مشروع مسجد الشيخ زايد في إمارة الفجيرة معلماً حضارياً وتحفةً معماريةً إسلاميةً تضاف إلى رصيد الإنجازات الهائلة والكبيرة التي تحققت في الدولة بمكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والذي يعتبر ثاني أكبر مسجد في الدولة بعد مسجد الشيخ زايد “رحمه الله” في إمارة أبوظبي، إذ يعتبر الأكبر على مستوى المنطقة ويحاكي المساجد التركية في عمارتها العثمانية فتنتشر القباب لتغطي أجزاء كبيرة من المسجد . ويقع المسجد في قلب مدينة الفجيرة على الشارع الرئيسي والذي يعد مدخلاً للقادمين إلى إمارة الفجيرة، ويتسع لنحو 28 ألف مصّل .
ولإلقاء مزيد من الضوء على سير عمل المشروع ومميزاته كان لنا لقاءات مع عدد من المسؤولين والمواطنين من أبناء الفجيرة .
سيخلده التاريخ
التقينا المهندسة حليمة الشحي مديرة المشروع قالت: إنني أولاً أفخر كمهندسة مواطنة أدير هذا المشروع الضخم والمميز، والذي سيخلده التاريخ، ومن النادر أن يتكرر وستكون له بصمة تاريخية على مدى الاجيال فهو تحفة معمارية نادرة .
لقد بدأ العمل بتنفيذ المسجد في 10/05/،2010 وصمم وفق أحدث المواصفات العالمية في التصميم والبناء، وبلغت تكلفة تنفيذ المرحلة الأولى 207 ملايين درهم ومساحة البناء الكلية للمسجد 84 .38580 م2 تتوزع على طابقين أحدهما تحت الأرض ويتكون من قاعة صلاة للنساء بمساحة 2014 م،2 وتسع 2500 مصلية، وقاعة متعددة الأغراض بمساحة 3000 م،2 وأماكن الوضوء للرجال والنساء وبعض الغرف الخدمية . بينما يحتوي الطابق الأرضي على قاعة الصلاة الرئيسية بمساحة 6980 م،2 حيث تستوعب 11840 مصلياً .
والفناء الرئيسي للمسجد المحاط بأربعة أروقة من جميع جوانبه تعلوها 35 قبة صغيرة، وله ست منارات، أربع منها بارتفاع 100 متر، واثنتان بارتفاع 89 متراً وتبلغ مساحة الفناء المكشوف 5120 م،2 بطاقة 7000 مصل، والفناء المغطى مساحته 4884 م،2 وطاقة استيعابية 6750 مصلياً . إن مدة تنفيذ المرحلة الأولى للمسجد بلغت 32 شهراً حيث تم الانتهاء منها في يناير ،2013 وشملت جميع الأعمال والتشطيبات اللازمة للمسجد (ما عدا أعمال التشطيبات اللازمة لمصلى الرجال الرئيسي، والأسقف المعلقة للقاعة متعددة الأغراض وبعض الممرات الداخلية والخارجية) . أما الجدران والسقف فهي خليط من أعمال زخارف من الجبس والأصباغ الديكورية المتميزة، وفي مصلى النساء مزيج من الأعمال الخشبية والرخام والنقوش الديكورية في تشطيب الجدران، والسقف يزدان بالتصاميم الجبسية المميزة .
المرحلة الثانية
المهندسة ليلى الكعبي تعمل في المشروع وتقول: في هذا المشروع اكتسبت مهارات جديدة، منها الإدارة الحديثة للمشاريع الكبيرة حيث توجد تفاصيل فنية لا توجد في مشاريع أخرى والعمل بروح الفريق الواحد والتفاوض مع الموردين باختلاف أنواعهم، واستخدام القوالب المنزلقة في المنارات نظراً لارتفاعها الكبير، ووجودنا في هذا المشروع جزء من رد الجميل للوطن، وكلنا فخر أن نقوم بتنفيذ مبنى مسجد الشيخ زايد مؤسس الدولة “رحمه الله” الذي فتح المجال للمرأة أن تتعلم وتعمل في كافة مجالات الحياة .
إن المرحلة الثانية من المشروع تشمل إنهاء تشطيبات المسجد بالكامل حتى يصبح بعون الله وتوفيقه جاهزاً لإقامة الشعائر فيه وبكامل طاقته، حيث تضم الأعمال التالية: أعمال الرخام، والجبس، وتشمل تركيب جبس منقوش وألواح جبسية وكرانيش لجميع الأقواس، وأسفل القباب وأركان القباب والمداخل والشبابيك داخل المصلى الرئيسي وتركيب تيجان مزخرفة للأعمدة الدائرية وتركيب مقرنصات وديكورات المحراب والمداخل الجانبية والأعمدة الرئيسية، وأعمال الأصباغ، والأعمال الخشبية، وأعمال الزجاج المعشق للنوافذ داخل المصلى الرئيسي وأعمال GRC لتركيب أعمدة وأنصاف أعمدة حول القبلة .
سالم محمد المكسح مدير دائرة الاشغال في الفجيرة قال: يعتبر مسجد الشيخ زايد صرحاً إسلامياً بارزاً ونموذجاً للإبداع المعماري والهندسي؛ ما سيجعله من الوجهات الحضارية ذات الطابع الديني في العالم فهو تحفة معمارية إسلامية بارزة، تتسم بالعديد من السمات العالمية المصممة بالطرق المعمارية الإسلامية المختلفة .
لؤلؤة الفجيرة
ويضيف سعيد عبدالله السماحي مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والآثار: يعتبر المسجد إضافة نوعية لإمارة الفجيرة، لما يمثله من تحفة معمارية فريدة تحمل اسم الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما أنه يسد احتياجات المصلين خاصة في المناسبات الدينية كونه ثاني أكبر مسجد في الإمارات . وتقول فاطمة حميد الشرع رئيسة مجلس إدارة جمعية الفجيرة الاجتماعية والثقافيه: إن المشروع يعتبر رمزاً من رموز الإمارات حيث إنه يحمل اسم باني ومؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومعلم حضاري متميز ببنائه وتصميمه الفريد على الطراز العثماني .
جذب سياحي
أحمد إبراهيم مدير النادي البحري وعضو في هيئة الفجيرة للسياحة يقول: إن المسجد في تصميمه وجماليته لؤلؤة تتلألأ في سماء الفجيرة يخطف أبصار الناظرين بفضل بريق إبداع هذه الدرة المعمارية الفريدة، فهو يعتبر ثاني أكبر مسجد في الإمارات وموقعه الاستراتيجي في قلب إمارة الفجيرة لذا يعتبر نقطة جذب سياحي كبيرة .
فدولة الإمارات خطت خطوات كبيرة في الجذب السياحي كونها تحمل دائماً الرقم واحد في كثير من مجالات الحياة، كما أن نقطة “الأمن والأمان” أهم ما يبحث عنه السائح وهي من أهم ركائز السياحة في الدولة .
معمار رائع
سامية جلال من إمارة الفجيرة تقول: أولاً أشكر صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” على مبادراته بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على ارض الدولة واشكر لجنة مبادرات رئيس الدولة على جهودهم في تنفيذ المشاريع، لا شك في أن هذا المشروع الحضاري المتميز في إمارة الفجيرة يعتبر تحفة معمارية فريدة في المنطقة بفضل التصميم الجميل والمميز الذي يلفت أنظار جميع من تقع أعينهم عليه .
ويضيف عبيد سالم راشد اليماحي من إمارة الفجيرة : إنه مشروع يدعو للفخر لما له من أبعاد دينية، خاصة أن المنطقة بحاجة إلى مسجد كبير يستوعب العديد من المصلين في الإمارة وخارجها من السياح المواطنين وغيرهم من المسلمين .
القباب المرتفعة
ويقول سعيد حميد اليماحي: أعجز عن وصف جمال المشروع وروعته فهو رائع بعد أن اكتمل بناؤه وننتظر أن يتم افتتاحه في السنة المقبلة لنقيم الصلاة فيه . إن تصميمه يحاكي فن العمارة التركية العثمانية حيث تكثر القباب الدائرية المرتفعة مما يعطيه تفرداً قلما نجده في أي مكان، وهذه القباب ذات بعد جمالي فريد بفضل علوها الشاهق حيث وتلفت الانظار إليها وخاصة عند إضاءة المسجد ليلا، يكون قمة في الجمال والروعة .
شكر واجب
نشكر القائمين على المشروع والمتابعين له وعلى رأسهم القيادة الرشيدة ولجنة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” وبانتظار المشروع أن يرى النور فهو بالفعل تحفة معمارية فريدة ورائعة تحمل اسم باني ومؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه .
ومما لا شك فيه فإن المشروع سيحقق البعد الديني والسياحي لإمارة الفجيرة خاصة حيث سيفد إليه المصلون لتأدية الصلاة والتمتع بأجوائه الروحانية .
ومن ناحية أخرى، سيستمتع الزائر إلى الفجيرة، بزيارة المسجد بما يحويه من زخارف رائعة وتصميم فريد متميز يحاكي العمارة العثمانية المتميزة بالقباب العالية، وفيه مصلى للنساء تم تشطيبه وفق أحدث التشطيبات المعمارية
الخليج