كشفت بلدية الفجيرة عن مخططها لمشروع إزالة البيوت القديمة والمهجورة، المنتشرة وسط الأحياء السكنية في مناطق عدة بإمارة الفجيرة، وأكدت البلدية أنها ماضية في إزالة جميع البيوت القديمة والمتهالكة التي تركها أصحابها من دون استخدام أو رعاية، ما كان سبباً مباشراً في وقوع العديد من الجرائم المتعلقة بتعاطي المؤثرات العقلية والمخدرات، واستخدام تلك البيوت كبؤر إجرامية للعمالة الآسيوية المخالفة للقوانين، والمتسللين الذين يتخذون منها وكراً بعيداً عن أعين الناس والمؤسسات الأمنية.
وقال المهندس محمد سيف الأفخم: «إن خطة البلدية تُعنى فقط بهدم تلك البيوت التي نتأكد أنها أصبحت غير صالحة للسكن ومهجورة بالاتفاق مع أصحابها وبطرق رسمية، والجانب الأمني ليس للبلدية أي دخل به.
ويتم حالياً هدم تلك البيوت وتسجيل أسماء أصحابها لعمل إحلال لها ليس في مكانها القديم، ولكن يتم منح صاحب البيت أرضاً بديلة في مدينة محمد بن زايد آل نهيان الجديدة بجوار مطار الفجيرة».
وأكد الأفخم أن إدارته تقوم حالياً بإعادة تخطيط المناطق القديمة والموجود عليها البيوت القديمة والمتهالكة، حيث ندرس إقامة العديد من المشاريع الخدمية التي تقدم الخدمات الراقية للمواطن، والمشاريع الاقتصادية التي تعود فوائدها على المواطن نفسه.
وقامت بلدية الفجيرة مؤخراً بإزالة بيوت القرية القديمة التي شيدت في فترة الستينات والسبعينات من القرن المنصرم، وكانت غير صالحة للسكن بفعل السيول التي غمرتها في فترة التسعينات، وتم تعويض المواطنين الذين يملكون بيوتاً قديمة في القرية بأخرى جديدة في القرية الجديدة التي شيدت بمواصفات عالية الجودة. ويوجد في الفجيرة وحدها ما يزيد على 2500 بيت قديم، منها ما هو متهالك بالفعل، ومنها ما هو قديم ومغلق وغير مستخدم حالياً، ومنها أيضا بيوت قديمة، يقطنها أصحابها رغماً عنهم لحين
وكانت «الاتحاد» قد تلقت شكاوى من مواطنين في مناطق مختلفة بالفجيرة، تطالب بهدم وإزالة جميع البيوت الشعبية القديمة والمتهالكة، والتي أصبحت مهجورة، مؤكدين أن تلك البيوت المهجورة أصبحت تمثل خطراً على الأمن العام وعلى الأخلاق، لكون الشباب يستخدمونها خفية في تعاطي المؤثرات العقلية، وفي أعمال منافية للآداب العامة، كما ويستغلها بعض الهاربين من الآسيويين وكراً للاختباء، بعيداً عن أعين رجال الشرطة، ويستخدمها أيضاً المتسللون إلى الدولة ممن لا يحملون أي أوراق ثبوتية.
ولفت مدير عام بلدية الفجيرة إلى أن عدد البيوت القديمة التي شيدت قبل عام 1990 في الفجيرة تزيد على 3500 بيت، ليست كلها مهجورة، وليست كلها مسكونة، ولكن وجودها في الوقت الحالي من دون إفادة حقيقية من قبل المواطنين، تشكل عبئاً كبيراً على الفجيرة، وتعطل خطط التحديث والتطوير المأمولة، والتي تفكر فيها حكومة الفجيرة لإحداث نقلة نوعية وحقيقية للمواطنين في ملف الإسكان، ويوجد ضمن حدود مدينة الفجيرة وضواحيها والمناطق التابعة لبلدية الفجيرة إداريا 2500 بيت شعبي، شيدت قبل عام ،1990 والمتبقية في دبا الفجيرة، وهناك خطة لهدم 2500 بيت قديم على مدى العامين القادمين.
إزالة 1000 بيت
من جانبه قال المهندس حسن اليماحي، مدير عام بلدية دبا الفجيرة: «البيوت في دبا بعيدة عن الممارسات غير السوية من قبل الشباب، كما أنها لا تستغل من قبل الآسيويين في التهرب والهروب أو التخفي عن أجهزة الأمن ، وربما يكون هذا موجود، ولكن حسب علمي تلك الظاهرة غير موجودة في دبا الفجيرة».
وأشار مدير بلدية دبا إلى أن البيوت القديمة والمتهالكة أو المهجورة في معظمها يصل عددها إلى 1000 بيت قديم، وجميعها تم تشييدها قبل الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
وقمنا على مراحل عديدة، وبالتعاون مع أصحاب تلك البيوت، بإزالة وهدم 45 بيتاً من هذه النوعية في رول ضدنا، وجارٍ الإعداد لمراحل أخرى لهدم بيوت في مناطق الغوب ورول دبا ورول ضدنا والبدية وشرم والرحيب.
وتم بالفعل إزالة عدد كبير من البيوت القديمة والمهجورة في منطقة العكامية بدبا، ونقوم في الوقت الحالي بإعداد مخططات جديدة للمنطقة.
ولفت المهندس حسن اليماحي إلى أن البلدية أعدت مخططاً شاملاً على مراحل متتالية لإزالة ما يزيد على 1000 بيت قديم ومتهالك في مناطق دبا الفجيرة كافة خلال العامين القادمين.
خطر على المجتمع
من جانبه أكد العقيد محمد بن نايع، نائب القائد العام لشرطة الفجيرة، أن البيوت المهجورة تشكل خطراً على المجتمع، خاصة إذا دامت لفترات زمنية طويلة، ولم يكتشف داخلها أي ممارسات غير طبيعية، وهذه البيوت لها مردود عكسي وسلبي كبير على المناطق الموجودة بها من الناحية الأمنية، ناهيك عن البيئية والصحية.
وأشار العقيد ابن نايع إلى أن القيادة العامة لشرطة الفجيرة تقوم بتسيير الدوريات بين الفترة والأخرى لمراقبة تلك البيوت، خاصة إذا ما وصلت إلى الشرطة بلاغات محددة حول وجود تصرفات غير مفهومة أو غير مقبولة داخل تلك البيوت المهجورة.
وقال العقيد محمد بن نايع: «هناك تعاون وتواصل بين شرطة الفجيرة، خاصة إدارة التحريات والمباحث الجنائية، وإدارة مكافحة المخدرات، يهدف هذا التواصل إلى العمل لإزالة جميع البيوت المهجورة تباعاً، ولكن بحسب حالة البيوت، المهجورة أولاً ثم المغلقة، والتي لا تستخدم، ثم البيوت التي يتم تسكينها رسمياً للعمال الآسيويين».
مطالب المواطنين
وقال سعيد علي الطنيجي: «توجد وسط الفجيرة بيوت مهجورة، خاصة خلف منطقة السينما، وتقع في تلك البيوت جرائم أكثرها تعاطي المخدرات ثم الجرائم الأخلاقية، وقد عايشت عدداً من الحوادث التي وقعت من أشخاص كانوا يتعاطون الترامادول وأنواع أخرى من المؤثرات العقلية، بعيداً عن أعين الشرطة».
وطالب خالد خليفة اليماحي الأجهزة الأمنية بالتعاون مع تحريات الجنسية وشؤون الأجانب ووزارة العمل لمداهمة هذه البيوت المهجورة، ومن المؤكد أنهم سوف يشاهدون الكثير من الأمور غير القانونية، ومنها المخالفون للإقامة والمتسللون، وغيرها من الأمور.
وناشد أحمد هلال النقبي بشن الحملات في جميع مدن ومناطق الفجيرة والمنطقة الشرقية، وأن تكون تلك الحملات فجراً، خاصة على البيوت المهجورة وليست المسكونة، سترى تلك الحملات الكثير من المفارقات، وستكون رادعاً لمن تسول إليه نفسه معاودة مخالفة القانون.
البيوت المهجورة مشكلة أمنية وأخلاقية
أكد مسؤولون في النيابة العامة ونيابة الاستئناف في خورفكان وجود مشكلة بسبب وجود البيوت المهجورة، لأن فئة محدودة من الشباب والعمالة الآسيوية تستغل تلك البيوت بشكل غير قانوني. وقال المستشار مصبح القايدي رئيس نيابة استئناف خورفكان إن «هذه البيوت، إما ترتكب فيها جريمة أو تخفى فيها جريمة أو تستغل وكراً لإخفاء مرتكبي الجرائم»، مضيفا إنها «تشكل مشكلة كبيرة في ظل غياب الرقابة، حيث تستخدم كمرتع لمهربي المخدرات والهاربين من القانون، كما تستغلها فئة شبابية صغيرة جداً في ممارسة أمور غير أخلاقية»، مشددا على أن «وجود هذه البيوت يشكل خطرا على سكان تلك المناطق من المواطنين أو المقيمين». وقال مبارك سعيد بن عباد، رئيس نيابة خورفكان الكلية ونيابات كلباء ودبا الحصن الجزئية «أطالب بالفعل الجهات المختصة بإزالة هذه البيوت وهدمها»، مضيفا «بالطبع البيوت القديمة والمهجورة تعد ملفاً مؤرقاً لأنه يرتبط بأكثر من طرف، ولا يمكن اتخاذ قرار بشأنه من دون التشاور مع جميع الأطراف».
وتابع «هناك جرائم ترتكب في تلك البيوت المفتوحة على مصراعيها، خاصة قضايا الآداب التي يحاربها المجتمع والقانون بشدة، كما تعد أيضاً ساتراً لمتعاطي المخدرات من القاصرين الذين يريدون التخفي عن أعين المجتمع والشرطة، وهناك قضايا وردت للنيابة على مدى سنوات عديدة عن جرائم ترتكب في تلك البيوت».
من جانبه، قال إبراهيم سالم العنتلي وكيل أول نيابة استئناف خورفكان «هي بالفعل تعد مشكلة داخل المناطق والأحياء السكنية، وإن كانت قد تراجعت كثيرا في خورفكان ودبا الحصن، لكن وجودها في أي منطقة أو إمارة يعد خطراً على الأمن العام»، مشيرا إلى أن البيوت المهجورة «ربما وجدت في مكان ما ولم ينتج عنها مشكلات أمنية أو أخلاقية، بينما يمكن أن تكون كذلك بامتياز في منطقة أخرى، والأفضل في جميع الأحوال تكاتف الجهود بين المؤسسات والبلديات المعنية وإزالتها تماماً».
السيد حسن (الفجيرة)