رغم مرور 40 عاماً على ولادتها في الهند، لاتزال أسرة مواطنة تبحث عن ابنتها الغائبة في الهند أخبرها عنها الوالد قبل وفاته، وسافر شقيقان إلى الهند مراراً، في محاولة للوصول إليها لكن مساعيهما فشلت.
وقال المواطن إبراهيم خلفان عبدالله، لـ«الإمارات اليوم»، إن أملا راوده وشقيقه أحمد المقيم في لندن، عقب تقرير نشرته الصحيفة حول امرأة هندية تبلغ من العمر 40 عاما، لجأت إلى الإدارة العامة لحقوق الإنسان بشرطة دبي، لإثبات نسبها إلى والدها المواطن الذي لم تره إطلاقاً.
وتواصل شقيقه أحمد خلفان مع إدارة حماية المرأة والطفل بالإدارة العامة لحقوق الإنسان، للتأكد من هوية المرأة على أمل أن تكون شقيقته الغائبة، لكن تبين أنها تنتمي – على حد قولها – إلى أسرة تقيم في إمارة أخرى.
وأكد مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان بشرطة دبي، العميد دكتور محمد المر، أن الإدارة تقدم ما بوسعها من دعم لمثل هذه الحالات الإنسانية، لافتا إلى أن المعتاد هو سعي أشخاص من جنسيات أخرى إلى إثبات نسبهم إلى مواطنين، وليس العكس وفق هذه الحالة.
وتفصيلاً، قال عبدالله الذي يقيم في مدينة خورفكان بإمارة الشارقة، إن والده أخبرهم قبل وفاته منذ ثلاث سنوات، بأن لديه ابنة في الهند، لكن لم يستطع العثور عليها، ويخاف أن تظل معلقة في رقبته.
وأضاف أن القصة بدأت منذ 40 عاماً – وفق رواية والده – حينما دأب الأب على السفر لكسب الرزق كعادة أهل البلاد آنذاك، وانتقل إلى الهند وظل هناك أشهراً عدة، وتزوج بامرأة هندية ثم غادر بعد ذلك.
وأشار إلى أن والده علم بعد عودته من الهند أن زوجته حامل، ثم أخبره أصدقاؤه ومعارفه أنه رزق بطفلة، أسمها فاطمة، لافتاً إلى أن والده تقصى عن الحقيقة، وتأكد من الرواية وسافر إلى الهند مرات عدة، لكنه فوجئ بانتقال زوجته إلى مكان آخر، وفشل في العثور عليها.
وأوضح أنه بحث عنها في أكثر من منطقة، لكنه لم يستطع الوصول إلى مكانها، مشيراً إلى أن والده كان يشعر دائما بالأرق، لعدم عثوره على ابنته فاطمة التي ولدت واختفت من دون أن يراها.
وأكد عبدالله أنه شخصياً يشعر بحنين جارف هو وأشقاؤه إلى تلك الشقيقة التي لم يروها إطلاقاً، لافتاً إلى أنه تحمس كثيراً حينما نشرت «الإمارات اليوم» قصة امرأة هندية تسعى إلى إثبات نسبها إلى أسرة مواطنة، لكن للأسف تبين أنها ليست أخته.
وأشار إلى أنه على الرغم من عدم رؤية الأخت الغائبة، إلا أنه يشعر بشوق جارف إليها، ويراوده شعور دائم بأن شيئاً ينقصه، ويتمنى هو وأشقاؤه الوصول إليها واحتضانها في الأسرة، وتعويضها ما فقدته من حنان.
وتابع أن شقيقه اتصل مباشرة بالإدارة العامة لحقوق الإنسان، فور نشر تفاصيل قصة المرأة الأخرى، وأكد له المسؤولون هناك أنهم سيساعدون الأسرة في مساعيها للتوصل إلى الشقيقة الغائبة، من خلال التواصل مع وزارة الخارجية والجهات الأخرى، التي يمكنها تقديم المساعدة اللازمة.
إلى ذلك، قال مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، العميد دكتور محمد المر، إن الإدارة تقدم كل الدعم اللازم لهذه الحالات الإنسانية، واستطاعت لم شمل أسر كثيرة لم يلتقِ أفرادها إطلاقاً، مثل أم أوزبكية حرمت من ابنها، بعدما نسبه والده إلى أخرى.
وأضاف أن الإدارة لديها وسائل متعددة، لتقصي المعلومات والإمساك بخيوط تقرب المسافات بين هؤلاء الأشخاص، مشيراً إلى أنها ستحاول مساعدة الأسرة في تحديد مكان إقامة أختهم بكل السبل الممكنة.
محمد فودة – دبي |