مقولة أطلقها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد: «لقد ترك الاسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره ليبقى رمزاً لهذا الوطن والأجيال القادمة» جسدت نهجاً أصيلاً لكل المهتمين بالتراث الشعبي.
وانطلاقا من ذلك أصدر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة أوامره بإنشاء قرية الفجيرة للتراث، حيث أقيمت في العام 1996، وذلك إيمانا من سموه بضرورة إحياء التراث وتعريف الشباب والأجيال المقبلة، بالموروثات القديمة وكيف كان يعيش الآباء والأجداد قرية تراث عين مضب خطط لموقعها أن يكون بين أحضان الجبال وبين ظلال أشجار السمر والغاف الطبيعية في الفجيرة. تعيش القرية بهدوء بعيدة عن المدينة وعن صخب الحضارة. تنقل إحساسا بالماضي وشعورا بالطمأنينة والرغبة بالعودة للماضي.
تجسد واقعاً حياً لنمط حياة الأجداد طيلة عقود خلت، قرية تراثية تحي بمقتنياتها حب التعرف على الماضي وتصوره. وتحمل بين طياتها روائع تراثية لكل الحرف والمهن القديمة، تشكلت بمجموعة من المنازل البدائية البسيطة والجلسات الشعبية التي تأخذ الزائر ليعيش وسط أجواء ساحرة غلفها الماضي بعبقه الجميل.
عند الدخول من بوابة القرية التي تمتد على مساحة 6000 متر مربع تبدأ وبشكل تدريجي رسم تطور الحياة البدائية لأجدادنا منذ بداية مساكن الحجارة، مرورا ببيوت السعف والعرشان حتى مساكن ما قبل الاتحاد.
وأثناء تجوالنا في المكان روت لنا القرية يوميات الأجداد، وعرضت أركانها أدوات ومستلزمات الحياة البرية والبحرية والزراعية. التي تمثلت في أواني طهي الطعام وأوانٍ نحاسية بأشكال وأحجام مختلفة تستخدم في صناعة وصب القهوة العربية، بالإضافة إلى العديد من الأدوات والأواني الفخارية المستخدمة لحفظ مياه الشرب وتقديم الأطعمة.
كما احتوت القرية على نموذج واقعي لكيفية استخراج المياه الجوفية واستعمالها لري المزروعات بواسطة «اليازرا» المعتمدة على ثور قوي يشد الحبال المربوطة بالإناء الجلدي الذي يتم سحبه ورفعه بعد امتلائه بالمياه، وعرضت أدوات الصيد البحرية التي كانوا يعتمدون عليها في الصيد مثل القوارب المختلفة والشاشات.
كشفت الحصون الدفاعية المبنية على أطراف القرية، براعة وحنكة الآباء في بناء الحصون للذود عن الأعداء ومخاطر الطبيعة. والتي استخدم في صناعتها الحجارة والطين وبعض جذوع النخيل. كما يحيط بالقرية عدد من أشجار النخيل المزروعة لتضفي جمالاً طبيعياً باهراً على القرية وهي تتمازج مع الجبال العالية والتي تدخل البهجة في نفوس زوار القرية من جميع أنحاء العالم.
وقد التقت البيان بأسرة آسيوية تتجول في أرجاء القرية بعدسات كاميرا رقمية، لتكشف لنا عن انبهارها ودهشتها بحياة أهل الإمارات في الماضي. وعبروا عن سعادتهم بوجود القرية التراثية التي تعكس ماضي سكان الإمارات، فهذه فرصتهم لنقل صورة التراث المحلي لشعوبهم التي لا تعرف عن أهل البادية إلا القليل.
ويشير أحد المواطنين إلى أن فكرة القرية شيء جميل ولكنها تحتاج لاهتمام أكبر، وإذا أقيم فيها فعاليات تراثية بانتظام ستحظى بإقبال أكبر من السياح وستثري دورها الأثري في المنطقة. ولكنها ورغم ذلك نجحت إلى حد كبير في نقل كل ملامح الماضي وتفصيلاته بشكل واقعي أمام الزائرين. فمن المهم أن نرى في منطقة الساحل الشرقي قرية تراثية متكاملة بهذه المواصفات التي تعكس نمط معيشة الآباء والأجداد.
إضاءة
كشفت الحصون الدفاعية المبنية على أطراف القرية، براعة وحنكة الآباء في بناء الحصون للذود عن الأعداء ومخاطر الطبيعة. والتي استخدم في صناعتها الحجارة والطين وبعض جذوع النخيل. كما يحيط بالقرية عدد من أشجار النخيل المزروعة لتضفي جمالاً طبيعياً باهراً على القرية وهي تتمازج مع الجبال العالية والتي تدخل البهجة في نفوس زوار القرية من جميع أنحاء العالم.
ابتسام الشاعر